نجا ريال مدريد في سهرة أول أمس من كمين دورتموند وثأر منه رغم الهزيمة 2-0 في المباراة التي أقيمت بينهما في إياب الدور ربع النهائي بدوري أبطال أوروبا بملعب سيجنال أيدونا بارك معقل الفريق الألماني، وبهذه النتيجة يتأهل الريال الى المربع الذهبي، بفضل فوزه في لقاء الذهاب بثلاثية نظيفة، وهو نفس الدور الذي تأهل اليه فريق تشيلسي بقهره فريق باريس سان جرمان بملعبه بهدفين لصفر، وبالرغم من تعادل الفريقين في مجموع المبارتين، الا أن الهدف الذي سجله فريق تشيلسي في لقاء الذهاب هو الذي مكنه من بلوغ المربع الذهبي. بالرغم من خسارته بهدفين لصفر الريال يجتاز عقبة دورتموند بشق الأنفس سيبقى يتذكر عشاق الريال مواجهة دورتموند في إياب الدور ربع النهائي لدوري الأبطال طويلا، بعد أن عاشوا كابوسا مرعبا لأكثر من 50 دقيقة بعد تسجيل دورتموند لهدفين، حيث كان يكفي هذا الفريق هدف واحد لمعادلة نتيجة الذهاب، التي خسرها بثلاثية نظيفة، لكن الكابوس مرّ بسلام على عشاق الريال لفشل لاعبي بوريسيا تسجيل هدفا ثالثا، بالرغم من السيطرة الكبيرة التي أتيحت لهم طيلة المرحلة الثانية التي انتهت بيضاء. طريقتان مختلفتان للفريقين دخل أنشيلوتي المدير الفني للريال اللقاء، وهو يبحث عن تكرار فوز الذهاب أو التعادل على أسوأ تقدير، ولعب بطريقته المعتادة 4-3-3 بتقدم الثلاثي بيل وبنزيمة ودي ماري، بينما فضل الاحتفاظ برونالدو العائد من إصابة على مقاعد البدلاء. في المقابل دخل كلوب المدير الفني لبروسيا دورتموند المباراة، وهو يسعى لفوز كبير قد يفوق العام الماضي وإعتمد على عودة صاحب الرباعية السابقة ليفاندوفسكي الذي لم يشارك في الذهاب ولعب بطريقة 4-2-3-1 . ركلة جزاء ضائعة تُغيّر مجرى المباراة أهدر دي ماريا ركلة جزاء للميرينجي في الدقيقة 17، كانت نقطة تحول في الشوط الأول الذي تسيده دورتموند، وسط غيبوبة وأخطاء بالجملة من لاعبي الريال، وفي الشوط الثاني تألق إيكر كاسياس وأنقذ فريقه من الإعصار الهجومي للفريق الألماني، أحرز لدورتموند ريوس هدفين (د24 و د 37 ). "الملكي" اعتمد على الهجمات السريعة كان الهدف الأساسي للاعبي ريال مدريد تهدئة الملعب للحفاظ على نظافة الشباك لأكبر فترة ممكنة، مما قد يصيب نجوم دورتموند بالإحباط، ولعب بيل في المكان الذي يتألق فيه رونالدو ولكنه لم يكن بنفس مستوى الدون، بينما إنطلق دي ماريا من الجبهة اليمنى وإعتمد الملكي على الهجمات السريعة لمباغتة دفاع دورتموند. الإستراتيجية الهجومية لدورتموند اعتمدت على الكثافة العددية الإستراتيجية الهجومية التي إتبعها دورتموند إعتمدت على الكثافة العددية في منتصف الملعب، ومحاولات الإختراق من العمق من خلال البينيات لليفاندوفسكي الذي تعرض لرقابة لصيقة، بينما حاول الريال إمتصاص حماس الفريق الألماني من خلال التمريرات القصيرة في منتصف الملعب. أنشيلوتي وفق في الشوط الثاني دفع أنشيلوتي بالمهاري إيسكو بدلا من إياراماندي مع مطلع الشوط الثاني، لتنشيط هجومه وبالفعل تخلص الريال من حالة الغيبوبة التي سيطرت عليه في الشوط الأول، ولعب بقوة في المناطق الهجومية، وكاد بيل أن يحرز هدفا في الدقيقة 49، وكاد بن زيمة أن يقلص النتيجة في الدقيقة 60 بعدما راوغ الحارس، ولكن الدفاع شتت الكرة قبل أن يسددها في المرمى الخالي. أدرك لاعبو دورتموند أن هناك هدف على الأقل يجب إحرازه لتجديد الأمل للصعود لقبل نهائي البطولة فضغطوا بقوة على مرمى الريال، وأضاع مخيتريان أخطر فرص اللقاء عندما تلقى تمريرة بينية من غروسكروتز، إنفرد على أثرها وراوغ كاسياس لكنه سدد في القائم بغرابة. إعصار دورتموند الهجومي عاد من جديد ليجتاح الملعب، وإرتدى كاسياس قفاز الإجادة، وأثبت أنه الأحق بحراسة عرين الريال، حيث أنقذ مرماه من فرصتين خطيرتين، الأولى تسديدة قوية من مخيتريان والثانية من جروسكروتز من مسافة قريبة من المرمى. أجرى أنشيلوتي تغييره الثاني ودفع بكاسيميرو بدلا من دِي ماريا لتأمين خط منتصفه كحائط صد دفاعي أول للفريق ويحافظ الريال على النتيجة في الدقائق الأخيرة لينتهي اللقاء بفوز دورتموند بهدفين وتأهل ريال مدريد لقبل نهائي دوري الأبطال. أخطاء حمقاء كادت أن تقصي الريال وصفت صحيفة (آس) الإسبانية أخطاء كل من بيبي وايارامندي التي تسبّبت بهدفي بروسيا دورتموند في شباك ريال مدريد بالأخطاء الحمقاء. وقالت الصحيفة بعد فوز بروسيا 2-0 ، وهو الفوز الذي لم يمنع تأهل ريال مدريد إلى قبل النهائي (في المرة الأولى أعطى بيبي الكرة لكاسياس بشكل خاطئ، ثم أهدى ايارامندي الكرة لماركو رويس). الصحيفة ذاتها جعلت عنوانها (انتصار تحت ظل الرعب). الرئيس التنفيذي لدورتموند: "قدمنا مباراة مذهلة أمام ريال مدريد" "قدمنا أمسية لن تنمحي من الذاكرة سريعا، كان بمقدورنا تحقيق واحدة من أكبر مفاجآت تاريخ كرة القدم، ومن المؤسف أن هذا لم يكن كافيا. نثبت باستمرار حجم القوة الموجود داخل هذا الفريق). مضيفا (اقتربنا بشدة. إذا كنا سجلنا الهدف الثالث كنا سنجهز على ريال مدريد). أضاف (عند زوال الإحباط اأنا واثق أننا سنخرج بشيء من هذه المباراة لكن في الوقت الحالي نحن نشعر جميعا بحزن بالغ). وقال فاتسكه (الفريق قدم كرة قدم رائعة.. كانت تجربة مذهلة). مدرب دورتموند: "ودعنا دوري الأبطال بأفضل طريقة" امتدح مدرب بروسيا دورتموند الألماني يورغن كلوب لاعبيه، على الأداء والفوز الليلة أمام ريال مدريد بهدفين نظيفين، رغم توديع الفريق لدوري أبطال أوروبا بقوله (المباراة التي قدمناها اليوم كانت رائعة حقا، كنا نريد التأهل بأي ثمن، لا ألوم أحدا، فأنا فخور باللاعبين لأنهم قدموا ما عليهم، وأيضا في مباراة الذهاب حاولنا الضغط وفقدنا بعض الفرص). وأضاف (هذه المباراة ستكون مثالا لأي فريق يخسر في الذهاب 0-3 ، بإمكانهم مشاهدة المباراتين للتأكد مما أقول)، مُشددا على (ودّعنا البطولة بأفضل طريقة). وعن مطالبته بطرد لاعب وسط الفريق الملكي، تشابي ألونسو (ق52)، علق "أقدر شتابي ألونسو بشكل كبير، إنه لاعب من طراز عالمي، لكنه ارتكب خطئا فنيا وهذا يتطلب منحه بطاقة صفراء، وكان معاقبا ببطاقة سابقة، ما يعني طرده). وأوضح (هذا كان سيعقد الأمور بعض الشيء لريال مدريد، لكن حدث ما حدث والأمور لن تتغير). راموس: "علينا التفكير في الأخطاء قبل التحدث عن التأهل" أكد مدافع ريال مدريد الإسباني سرخيو راموس سعادة الفريق بالتأهل لنصف نهائي دوري الأبطال بقوله: (نحن سعداء بالتأهل ولكن لم نقدم أداء جيدا في الشوط الأول، وهم استغلوا الدفعة التي منحهم لها الجمهور، علينا التفكير وتحسين الأخطاء التي وقعنا بها خلال الشوط الأول، في النصف الثاني من المباراة كنا أفضل). وأكد راموس أن المدير الفني للفريق، الإيطالي كارلو أنشيلوتي طلب من اللاعبين أثناء الاستراحة ضرورة التعديل من أدائهم في الملعب. على دراية بضرورة تغييرها لأننا لو لم نفعل هذا، كنا سنتحدث الآن عن الخروج وليس التأهل لنصف النهائي للمرة الرابعة على التوالي". مضيفا "هذه هي مهمة المدرب، يعرف متى يقول لنا مثل هذه الأشياء، ونحن وأضاف راموس(علينا الآن الانتظار لرؤية هوية الخصم الذي سنواجهه في نصف النهائي في هذه البطولة التي نعشقها). وأشار اللاعب إلى أنه لا يشعر بالقلق من تأهل تشيلسي الإنجليزي الذي يقوده البرتغالي جوزيه مورينيو مدرب الريال السابق للمربع الذهبي، حيث صرح (نحن نقلق فقط بخصوص أنفسنا، لكي نحقق هدفنا يجب أن نواجه ونفوز على أفضل الفرق، وتشيلسي قدم أوراق اعتماده للوصول لهذا الدور).
