شهد موقع المولد النبوي الشريف (مكتبة مكةالمكرمة) في مكةالمكرمة، تغييرات جديدة بعد أقل من 50 يوما على نشر أول صورة لمخطط هندسي يظهر تنظيم الموقع الشهير في شعب عامر (بني هاشم سابقا) ضمن مخطط هندسي شامل، كان يعتمد على مدّ 4 جسور من مباني المصطبات المتدرجة تحت السفح الغربي لجبل خندمة باتجاه الساحة الشرقية للمسعى. وأظهرت صورة جديدة لمخطط مشروع تطوير الساحات الشرقية في مشروع توسعة خادم الحرمين الشريفين الملك السعودي عبد الله بن عبدالعزيز للحرم المكي الشريف، تفاصيل الحلّ الهندسي الذي وضعته دار الهندسة لصالح (مجموعة بن لادن) التي تنفذ مشروع التوسعة، باعتماد الإبقاء على مبنى مكتبة مكةالمكرمة التي تضم داخلها مكان مولد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم، ضمن منظومة مباني المصطبات المتدرجة تحت السفح الغربي لجبل خندمة باتجاه الساحة الشرقية للمسعى. فصل الموقع وتظهر صورة المخطط الحديث رصدا للتصميم الحضري المقترح لمبنى المكتبة القائم إلى حين الإفصاح رسميا عن أي معلومات تفصيلية حوله من الجهات المختصة بالإشراف العام أو مقاول تنفيذ المشروع. وأهم ملاحظة في الرسم التخطيطي، أنه فصل موقع المولد النبوي عن مجسم المصطبات الشرقية التي تضم في أعلاها المبنى الجديد لرئاسة شؤون الحرم المكي والمسجد النبوي الشريف ومرافقه المساندة، لتنتهي المصاطب بفناءين مفتوحين محاطين بالأروقة، يضم أحدهما موقع مكتبة مكةالمكرمة المشار إليها في داخلها بمستطيل أخضر اللون. تفاوت الآراء وبحسب عدة مصادر رسمية وأهلية تم اطلاعهم على الصورة المقترحة النهائية لمشروع تطوير الساحة الشرقية تباينت الآراء والقراءات حول شكل موقع المولد النبوي (مكتبة مكةالمكرمة). منهم من رأى أنها خطوة ممتازة لفصل موقع المولد النبوي عن جسم مشروع المصطبات المتدرجة التي تضم أسواقا وممرات ومباني تضم سلسلة لمجمعات مواضئ ودورات المياه ومقرات للأجهزة الحكومية ذات العلاقة بالخدمات العامة، ربما تؤثر في المكانة الخاصة للموقع الشريف. وبحسب أصحاب وجهة النظر هذه، فإن تحقيق استقلالية الموقع خطوة في الاتجاه الصحيح للحفاظ على المبنى الحالي وبوظيفته كمكتبة لمكةالمكرمة، تحقيقا للأمر السامي الذي أصدره الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود عام 1370ه/1951م. في المقابل يرى آخرون أن فصل موقع مكتبة مكةالمكرمة عن جسم مشروع التطوير للساحات الشرقية ربما يكون -أمام الالتزام الصارم بسياسة الصمت وعدم الشفافية حيال مستقبل موقع المولد النبوي- توطئة لإزالة مبناها الحالي وضم موقع المولد الشريف إلى الساحة الشرقية المخصصة لأداء الصلاة. .. وأول ظهور رسمي يحدد مقر مكتبة الحرم قرب جبل الكعبة أظهر المخطط الجديد لمشروع توسعة الملك عبدالله التاريخية للمسجد الحرام ما يمكن اعتباره أول تأكيد رسمي يحدد بوضوح الموقع الجديد لمكتبة الحرم المكي في الجهة الغربية من مشروع التوسعة وبالقرب من جبل الكعبة، والتي تطل على ساحة فضاء تقدر مساحتها بنحو عشرة آلاف متر مربع (ربما تخصص كموقع جديد لوقف الملك عبدالعزيز رقم 2 لصالح بيت الله العتيق)، تفصلها عن موقع محطة النقل الكبرى المتاخمة لبئر طوى في حي جرول. وكانت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أصدرت الشهر الماضي بيانا صحفيا يؤكد إعادة مقر مكتبة الحرم المكي إلى محيط الحرم الشريف بعد أن تنقل مقرها خلال العقد الماضي إلى خمسة مواقع مختلفة في مكة، آخرها المبنى الحالي في حي العزيزية. خطوة استباقية وهي الخطوة التي قرأها البعض بأنها ربما كانت خطوة استباقية للاكتفاء بمكتبة الحرم المكي بمساحتها الضخمة وتنوع خدماتها، لتكون بديلا عن مكتبة مكةالمكرمة التي تضم موقع المولد النبوي الشريف، وما يعزز مخاوفهم أنه لم يصدر بشأنه حتى اليوم أي بيان إعلامي كما تم مع مكتبة الحرم المكي التاريخية، وبقية المواقع الأخرى التي أسند لرئاسة الحرمين الإشراف على مشاريع تطويرها داخل نسيج التوسعة الجديدة. وأكد بيان الرئاسة الذي نشر على موقعها الإلكتروني في 5/5/ 1435 ه (من دون أي صورة أو خريطة تحدد مكانها بدقة) صدور موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بإنشاء (مشروع مكتبة الحرم المكي الشريف بالقرب من المسجد الحرام في موقع ملائم، ضمن مشروع توسعة الملك عبدالله التاريخية للمسجد الحرام، ليكون بديلاً دائماً عن المبنى المستأجر الذي تقام فيه المكتبة (الآن) بحي العزيزية). 12 قرنا وحدد البيان أن (أرض مشروع المقر الجديد لمكتبة الحرم المكي العريقة التي يمتد عمرها إلى اثني عشر قرناً في خدمة العلم ورواده، (يعود تاريخ نواتها الأولى إلى القرن الثاني الهجري في عام 160 ه في عهد الخليفة العباسي المهدي بن أبي جعفر المنصور بجوار بئر زمزم من الجهة الشرقية)، تقع على شارع جبل الكعبة وعلى الجانب الشمالي الغربي من مبنى الخدمات لمشروع التوسعة السعودية الثالثة ويخترقها الطريق الدائري الأول). وهو ما تثبت الصورة الأولى لمشروع التوسعة ومرافقها صحة الموقع المشار إليه في البيان. المكتبة والدائري الجدير بالملاحظة أن بيان الرئاسة السابق وصف مبنى مكتبة الحرم الجديدة بأنه يخترقه الطريق الدائري الأول، وبهذا قد يكون الشكل المثلث الظاهر في المخطط هو للدور الأرضي، وإنما في الأدوار العليا تغطي كتلة المكتبة الدائري الأول فتكون مربعة الشكل ويأتي متاخم لها من جهة محطة النقل مبنى وقف الحرمين 2 المقترح، وهو ما قد يكون قد أشار إليه بيان الرئاسة بمبنى الخدمات. وأشار البيان أيضا، الذي جاء في نحو 750 كلمة، إلى أن (المشروع ذو طبيعة متعددة الاستخدامات، ويهدف إلى إقامة مركز علمي وصرح معرفي ثقافي حضاري على مستوى عالمي في العاصمة المقدسة، يتمحور حول مكتبة مركزية تتسع ل 20 مليون عنوان).
