تقدّمت وزيرة الثقافة نادية لعبيدي بتعازيها لدولة فلسطين على إثر وفاة الشاعر سميح القاسم الذي وصفته بأنه (أحد أبناء فلسطين البرّرة الذين عاشوا وماتوا مخلصين للرسالة النبيلة المتمثّلة في الدفاع عن الأرض، والذين حملوها في القلب وناضلوا دون هوادة من أجل انتصار شعبها وتاريخه). أعربت وزيرة الثقافة في برقية تعزية يوم الخميس عن (بالغ حزنها وأساها وتأثّرها) لوفاة (شاعر المقاومة الفلسطينية وصاحب الصوت القوي) سميح القاسم، (في وقت تبكي فيه فلسطين وتنعي شهداءها وأبطالها ورموزها). وقالت السيّدة لعبيدي إن (فلسطين تبكي اليوم أيضا سميح القاسم لأنه كان شاعرا مقاوما دافع بشعره وكان الصوت القوي للمقاومة البطولية لأرض جريحة مغتصبة ومغتالة)، وأكّدت أنه (برحيل الشاعر سميح القاسم تفقد الأمّة العربية قامة من قاماتها وأبا من آباء الثقافة العربية وعلما تميّز بالرّوح الوطنية الوثابة لأنه لم يكن شاعرا مقاوما فقط، بل وصحفيا دافع عن القضية بكلّ قوة وعزيمة عبر مقالاته ومواقفه التي دفع ثمنها غاليا). كما توجّهت السيّدة لعبيدي في رسالتها بأحرّ تعازيها القلبية إلى عائلة الفقيد ومحيطه القريب والبعيد وللأسرة الثقافية العربية العريضة ولأسرة الشعراء والأدباء، معربة في نفس الوقت عن (خالص امتنانها ووفائها وتقديرها وعرفانها لنبل روح الفقيد)، داعية له بكلّ الرحمة والمغفرة. وكان سميح القاسم قد توفي يوم الثلاثاء في أحد المستشفيات بالأراضي المحتلّة بعد صراع مع مرض السرطان ألمّ به منذ سنوات. ويعدّ القاسم -وهو من مواليد 1939 بمدينة (الزرقاء) الأردنية- واحدا من أهمّ الشعراء العرب والفلسطينيين المعاصرين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والمقاومة من داخل أراضي 48، كما أنه مؤسّس صحيفة (كلّ العرب) ورئيس تحريرها الفخري وعضو سابق في الحزب الشيوعي الإسرائيلي المناهض للصهيونية. ومن أشهر دواوين القاسم (مواكب الشمس)، (أغاني الدروب)، (دمي على كفي)، (دخان البراكين) و(سقوط الأقنعة)، وهو أيضا صاحب كلمات الأنشودة المعروفة (منتصب القامة أمشي) التي غنّاها اللبناني مارسيل خليفة.