أصبح يعرف الزواج في الجزائر عدة تطورات فقد كانت الأم هي من تختار عروس ابنها كما تشاء ويحلو لها، إلا أن هذا الفكر قد تغير في السنوات الأخيرة، فقد أصبح الشباب اليوم من الجنسين معا هم من يختارون شركاء حياتهم فبالنسبة لهم التوافق في العقلية من أهم الشروط التي يجب أن تتوفر في شريك الحياة، ما جعل الزواج يخرج عن الأطر المخولة له وغدا الزواج (بالفاتحة أو العرفي) يربط العديد من الأزواج. عتيقة مغوفل تحصي المحاكم الجزائرية كل سنة العديد من قضايا الزواج العرفي أو بالفاتحة والذي تغلغل شيئا فشيئا في بلادنا إلا أن تربع فيها، وقد أصبح الكثير من الأزواج يستعينون بهذا النوع من الزواج لعدة أسباب وحتى نتعرف عليها قامت (أخبار اليوم) بالالتقاء ببعض هؤلاء الأزواج والتحدث إليهم حتى نكشف الدوافع وراء هذا الزواج. تزوج بالثانية عرفي لم يكن من السهل علينا أن نتوصل إلى الأزواج المرتبطين بالفاتحة حتى نتمكن من الكلام إليهم ولكن ومع إصرارنا تمكنا من الحديث لبعضهم، وكان أول زوج قابلناه السيد (مراد) وزوجته (حسناء) اللذان ارتباطا بالفاتحة منذ حوالي سنتين، وقد بدأت علاقتهما في العمل، فهما زميلان يعملان في مكتب واحد وقد توطدت العلاقة بينهما إلى أن أصبحت علاقة حب فأراد السيد مراد أن تكون علاقته حسناء في الحلال خصوصا أن الشرع الإسلامي أحل للرجل تعداد الزوجات، إلا أن السيد مراد متزوج وأب لطفلين ومما زاد من إصرار السيد(مراد) على الزواج مرة أخرى اضطراب العلاقة بينه وبين زوجته، إلا أن هذه الزوجة رفضت فكرة أن يجلب السيد مراد ضرة لها للبيت ولم توافق أن تسمح له بالزواج ثانية، ولكن السيد مراد لم يرد أن يهدم بيته ويطلق زوجته لأنه خاف من أن يفقد أبناءه فقرر الزواج مرة أخرى ويحتفظ بالزوجة الأولى من أجل أبنائها، فاقترح على زميلته أن يتزوج بالفاتحة حتى يجد حلا مع زوجته، وهو الأمر الذي رفضته حسناء وأهلها في البداية جملة وتفصيلا ولكن ومع مرور الوقت اقتنع والد السيدة حسناء أن نوايا مراد كانت حسنة وأن زوجته هي من تعنتت، ليتزوج السيد مراد بحسناء علنا من خلال إقامة حفل زفاف وأشهر زواجهما أمام جميع الناس، وهو الأمر الذي أثار غضب زوجة مراد التي رفعت قضية خيانة على زوجها، إلا أنها لم تكن تدرك أنها ستخدم زوجها ولن تضره، ففي إحدى جلسات المحكمة أحضر مراد الإمام الذي عقد قرانه على حسناء والذي شهد أن زواجه على حسناء حقيقي وأن زوجته هي من تعنتت ولم تتركه يمارس حقه الشرعي، وهو الأمر الذي دفع بقاضي الجلسة إلى الحكم لصالح مراد وزوجته بتبيث زواجهما لدى مصالح البلدية لأنه كان نبيلا لم يرد أن يطلق زوجته أم أولاده من أجل أن يتزوج بامرأة ثانية ستكون مصدر سعادته. رفضه أهلها فتزوجته بالفاتحة بعد أن قابلنا السيد(مراد) وزوجته وسمعنا لقصتهما أردنا أن نسمع قصصا أخرى لآخرين اختاروا الزواج بالفاتحة لأسباب عديدة من بين هؤلاء الآنسة سمية البالغة من العمر29 ربيعا، والتي تنحدر من ولاية تيزي وزو بعد نالت شهادة البكالوريا قررت أن تدرس الطب لأنها المهنة التي أحبتها وعشقتها بجنون وهو الأمر التي دفعها للقدوم إلى الجزائر العاصمة من أجل مزاولة دراستها بالجامعة لأن التخصص غير موجود في ولاية تيزي وزو، إلا أنها وقعت في شباك الغرام بعد أن تعرفت على شاب من ولاية جيجل يعمل في الجزائر العاصمة فقرر أن يتزوج بها إلا أن أهل نجية رفضوا رفضا قاطعا أن ترتبط ابنته بذاك الشاب والسبب أنه لا ينحدر من منطقة القبائل إلا أن الشاب لم يرد أن يتخلى عن نجية لأنه أحبها حد النخاع، لذلك قرر أن يرتبط بها عن طريق الفاتحة حتى تكون لهما علاقة في الحلال، وهو الأمر الذي رفضته نجية في البداية إلا أن وافقت عليه في الأخير حتى لا تفقد حسين، لذلك فقد تزوجا بالفاتحة وعاشا معا بعد أن استأجرا منزلا، وبعد مرور سنتين على زواجهما حملت (نجية) من حسين لذلك قررت أن تخبر أهلها بحقيقة زواجها، لذلك وفي يوم من الأيام قامت باستضافة والدتها في بيتها وعرفتها بزوجها وأخبرتها عن حقيقة أمرها وهو ما جعل والدتها تصاب بصدمة حادة لحد إغمائها ولكنها قررت في الأخير أن تتعاطف مع ابنتها فأخبرت والد نجية عن ما فعلته ابنته في العاصمة إلا أن هذا الأخير قرر عدم السماح لها في الدنيا والآخرة. العقد المدني فيه حماية للمرأة ومن أجل معرفة رأي الشرع في الزواج بالفاتحة ربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا بالشيخ الإمام (جلول قصول) مسؤول النشاط المسجدي بوزارة الشؤون الدينية الذي أكد لنا بدوره أن الزواج بالفاتحة صحيح شرعا، لأنه استوفى جميع الشروط التي حثّ عليها الإسلام، لكن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية منعت الفاتحة دون عقد مدني، لحماية المرأة من أي تلاعبات أو حادث قد ينتاب زوجها. ففي كثير من الأحيان يهرب الزوج أو يغيب وتبقى المرأة معلقة لا تستطيع التطليق ولا الزواج مرة أخرى، وإذا ما أنجبت ستكون المعاناة مضاعفة. ويؤكد الشيخ أن معظم حالات زواج الفاتحة تحدث بسبب الثقة الزائدة لأهل المرأة في الرجل، خاصة إذا كان متدينا وبعد مرور وقت من الزمن تبدأ المشاكل، خاصة إذا هرب الزوج أو توفي حيث يصعب اثبات الزواج مدنيا مما يشكل حرجا على المرأة وأطفالها.