شهدت الطبعة ال18 من الصالون الدولي للسيارات الذي يُختتم اليوم السبت بقصر المعارض في الجزائر العاصمة تراجعا ملحوظا في إقبال الزوار عليها في ظل الارتفاع المحسوس لأسعار السيارات خلال هذه التظاهرة التي يشارك فيها نحو 30 وكيل بيع السيارات. وسجلت أسعار معظم السيارت المسوقة في الجزائر منذ بداية العام الجاري ارتفاعا تراوح بين 3 بالمائة إلى 20 بالمائة مقارنة ب2014 وقد يصل إلى 50 بالمائة في بعض نماذج السيارات مقارنة ب2013. ولم تنجح التخفيضات التي اعلنها الوكلاء بمناسبة المعرض في جذب الزبائن بنفس الشكل الذي عرفته الطبعات السابقة للصالون أين سجل تهافت للزوار على اقتناء المركبات الجديدة. وبالرغم من هذه التخفيضات، إلا أنها لم تستطع التخفيف من حدة ارتفاع الأسعار في نظر الكثير من الزوار الذين هم في الغالب من متوسطي الدخل. ويعتبر أحد الزوار التقته (واج) خلال جولة بالصالون أن التخفيضات لم تكن محسوسة بالنظر للزيادة الكبيرة في الأسعار مضيفا أن الخيارات في المعروض باتت جد ضيقة أمام الزوار الراغبين في شراء سيارة بمبلغ 2ر1 مليون دج أو أقل عكس السنوات الماضية. ووحدها العلامات الصينية والهندية التي تعرض سيارات بأسعار أقل من 900 ألف دج غير ان بعض الزوار يعتبر هذا النوع من السيارات بعيد عن تطلعاتهم من حيث الجودة. وتفسر الجمعية الوطنية لوكلاء السيارات هذه الزيادة بارتفاع قيمة الأورو والدولار مقابل العملة الوطنية خلال السنوات الماضية، حيث فضلت في البداية الصمود أمام سلسلة الارتفاعات قبل ان تقرر جعل الاسعار في مستوى سعر الصرف الحقيقي مما أدى إلى زيادة قوية ومفاجئة. غير أن جمعية حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه لولاية الجزائر تعتبر أن مستوى ارتفاع العملات غير متناسب مع ذلك المسجل في أسعار السيارات. وعموما سجل تحسن من حيث الخصائص القاعدية للسيارات المعروضة في الصالون لاسيما من حيث تجهيزات الأمان، إلا أنه لم يسجل تقديم اطرزة جديدة بالشكل المطلوب في مثل هذا النوع من التظاهرات الدولية فمعظم الوكلاء اكتفوا بعرض نماذج محدثة للسيارات الموجودة في السوق. وفي هذا السياق، قامت أحد العلامات الفرنسية بتقديم طراز محدث لأحد سياراتها النفعية لأول مرة في العالم.