تصادفت موجة الحَرّ التي تضرب الجزائر هذه الأيّام والشهر الكريم والذي يكثر فيه الطلب على المشروبات بسبب العطش ومن المؤسف أن بعض المنتجين لا يحترمون معايير الإنتاج المطلوبة حيث تتكاثر الجراثيم بسبب عدّة مخالفات من أهمّها عدم مطابقة ظروف نقل المشروبات للشروط الصحّية والتي تؤدّي إلى تسمّمات قد تكون نهايتها الموت المحتّم للمستهلك تتربّص بالمستهلك الجزائري مشروبات قاتلة في هذا الشهر الفضيل وتزامنا وموجة الحَرّ التي تعيشها الجزائر. حيث كشف مصطفى زبدي رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك أمس في تصريح ل (أخبار اليوم) أن الجمعية تلقّت شكاوَى جديدة بخصوص وسائل نقل المشروبات الغازية والتي قال إنها غالبا لا تكون موافقة للشروط الصحّية للنقل وأكّد الدكتور زبدي في تصريحه أن هذا النّوع من التجاوز يتسبّب في تسمّمات غذائية مزمنة للمستهلك جرّاء تعرّض مادة البلاستيك للحرارة تزامنا مع موجة الحَرّ التي تمرّ بها الجزائر داعيا المنتجين إلى ضرورة التأكّد من سلسلة التوزيع وسلامة حفظ المنتوج منذ خروجه من المعمل إلى غاية وصوله إلى المستهلك وليس إلى التاجر كما أشار رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك إلى أن هناك شكاوَى متعدّدة وصلت إلى الجمعية من طرف المواطنين منذ حلول الشهر الفضيل والتي تتمثّل -على حدّ تعبيره- في صور للمنتوجات الفاسدة أو غير المطابقة لشروط النظافة والحفظ وغيرها قائلا إن العدد الكبير من الشكاوَى التي تلقّتها الجمعية يخصّ السلع سريعة التلف وفي هذا الصدد طالب مصطفى زبدي المسؤولين والمنتجين بضرورة مراعاة شروط الحفظ عند اقتناء مشتقّات الحليب خاصّة كونها الأكثر ضررا والأسرع تلفا في موسم الحَرّ وعن موجة الحَرّ التي تضرب الجزائر هذه الأيّام أفاد الدكتور زبدي في سياق حديثه بأن هناك مواد استهلاكية تتأثّر بعامل الحرارة بصفة جدّ كبيرة خاصّة إن لم تكن محفوظة بشكل جيّد على حدّ تعبيره مقدّما مثالا حيث قال إن الحرارة المرتفعة من خاصّية تكاثر الجراثيم (أي 9 درجات مئوية تسمح بتكاثر الجراثيم 10 مرّات عمّا كانت عليه أمّا إذا كانت 15 درجة مئوية فإن تكاثر الجراثيم يكون 100 مرّة وهكذا) وفي نفس السياق تطرّق المتحدّث إلى تجاوزات أخرى تمّ تلقّي شكاوَى على إثرها بعيدة كلّ البعد عن الطعام والمتعلّقة بالاتّصالات السلكية واللاّ سلكية في شقّ آخر وفي ردّه على سؤال خاصّ بأثر أسواق الرحمة على أسعار المواد الاستهلاكية في الشهر الفضيل قال زبدي إن أسواق الرحمة لا علاقة لها بانخفاض الأسعار (ومن يعتقد هذا فهو غالط لا ينبغي تغليط أنفسنا) موضّحا أن أسواق الرحمة ساهمت في استقرارها لا في انخفاضها مضيفا أنه (لو كان الأمر كذلك لطالبنا ببقاء هذه الأسواق على مدار السنة واستمراريتها لتفادي ارتفاع الأسعار) حيث أكّد أن سوقا أو اثنين لا يمكنه -على حدّ تعبيره المساهمة في انخفاض الأسعار في الجزائر كونه لا يفي بالغرض لكن هذا ظرف استثنائي) وأردف المتحدّث في هذا الصدد أن معدل الإنفاق لدى العائلات الجزائرية يزيد ب 50 بالمائة خلال رمضان مقارنة بباقي الأشهر الأخرى معتبرا المستهلك أكبر منظّم للسوق من حيث الأسعار والوفرة داعيا إيّاه إلى عدم تغيير نمطه الاستهلاكي في هذا الشهر تفاديا لزيادة الطلب على المنتجات التي تشهد ارتفاعا جنونيا فيه