غياب مرشد سياحي النقطة السوداء إقبال كبير على غابة المعاضيد وقلعة بني حمّاد بالمسيلة
يسجّل هذه الأيّام إقبال مكثّف للزوّار على موقع المعاضيد على بعد 35 كلم شرق مدينة المسيلة من أجل الترويح عن النّفس حيث لم يعد هذا التوافد يقتصر على فصل الربيع فحسب بل امتدّ إلى فصل الصيف لزيارة قلعة بني حمّاد على الخصوص. يقصد هذه القلعة الزوّار على الخصوص من بلديات المسيلة وأولاد درّاج والسوامع وأولاد عدّي لقبالة وبرهوم ومفرة للترويح عن النّفس وسط الهواء المنعش للغابة التي تقع بالقرب من جبل تقربوست على علو 1600 متر عن سطح البحر. ويعود الإقبال على هذه المنطقة بالذات دون غيرها إلى عديد العوامل من بينها الطابع التاريخي والأثري لهذه المدينة التي ما تزال بها (قلعة) بني حمّاد شامخة شاهدة على إقامة دولة حمادية والتي بنيت العام 1007 ميلادي. ولا يفوّت من يقصد منطقة المعاضيد فرصة زيارة قلعة بني حمّاد رفقة أفراد من عائلته على الرغم من غياب مرشد أو دليل سياحي من شأنه أن يعطي للزوّار نبذة عن هذا الموقع المصنّف تراثا عالميا منذ العام 1980 من طرف منظّمة الأمم المتّحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو). كما توجد بجوار قلعة بني حمّاد قصور بناها الأمراء الحمّاديون من بينها قصرا (الإسلام) و(البحر) وهي غالبا ما تكون محلّ زيارة من قِبل السياح. في سياق آخر تصبح المعاضيد التي يسمّيها السكّان المحلّيون أيضا (القلعة) قِبلة للزوّار بالنّظر إلى موقعها الجبلي ومناظرها الخلاّبة الساحرة التي تجذب الزوّار حتى وإن كانوا عابرين للمعاضيد باتجاه برج بوعريريج باستعمال الطريق الولائي العابر لهذه البلدية. ففي كلّ موقع غابي بالمعاضيد يوجد منبع أو جدول مائي يسمع خرير مائه في ظلّ الهدوء ويجد فيه الزوّار ضالّتهم بل ويشكّل للبعض الآخر منهم على غرار الرسّامين والفنّانين والموسيقيين مصدر إلهام حيث يصادف الزوّار أفرادا من هذه الفئة وهم يقومون بتأليف قطعة موسيقية أو رسم لوحة فنّية كثيرا ما تكون مستوحاة من الطبيعة. ويرى بعض المتنزّهين الذين تحدّثوا إلى (وأج) أن الإقبال على جبل المعاضيد صيفا أصبح لافتا في السنوات الأخيرة بفعل عديد العوامل من بينها غلاء أسعار الإقامة في السواحل فضلا عن العودة إلى تفضيل السياحة الجبلية على السياحة الشاطئية كما اعتبروا أنه (بإمكانات بسيطة يمكن الاستمتاع بالطبيعة العذراء وبهوائها النقي). من جهتهم يفيد ممثّلو الحركة الجمعوية المحلّية بأنه على الرغم من أن المعاضيد تستقطب ما لا يقلّ عن 10 آلاف زائر سنويا إلاّ أن الاهتمام بترقية السياحة وتحديدا الثقافية منها بهذه المنطقة (لم تظهر له بوادر بعد). وكان بعض الزوّار قد ناشدوا السلطات المحلّية على رأسها المنتخبون المحلّيون ضرورة توفير أدنى شروط الرّاحة للمتنزّهين الذين يجدون صعوبات في إيجاد مطعم على سبيل المثال. وبرأي ممثّلي الحركة الجمعوية المحلّية فإن مهمّة ترقية السياحة بالمعاضيد يتحمّلها جميع سكّان المنطقة بمن فيهم المنتخبون المحلّيون المدعوون إلى التفكير في ترقية السياحة خاصّة من خلال الترويج لهذه الوجهة مذكّرين في هذا السياق بفترة الثمانينيات التي كان ينظّم خلالها الملتقى الدولي (قلعة بني حمّاد) قبل أن يتوقّف رغم المطالب المتكرّرة بإعادة إحيائه. ومن جانب آخر يعيب بعض الملاحظين على الحركة الجمعوية المحلّية أنها لا تبادر بعمليات تحسيسية تصبّ في إطار بعث نشاطات خدماتية ذات الصلة بالسياحة.