أطلق عناصر من قوّات نخبة الشرطة الفرنسية صباح أمس الأربعاء هجوما ضخما في مدينة سان دوني بضاحية شمال باريس مستهدفين شقّة يعتقد أن الجهادي البلجيكي عبد الحميد أباعود الذي يشتبه في أنه مدبّر هجمات باريس متحصّن فيها. أكّدت النيابة العامّة في باريس مقتل انتحارية (فجّرت سترتها الناسفة عند بدء الهجوم) مشيرة إلى توقيف خمسة أشخاص. وقالت النيابة العامّة إن عناصر قوات النخبة في الشرطة (أخرجوا ثلاثة رجال كانوا متحصّنين في الشقّة وأوقفوا رهن التحقيق) مشيرة إلى أنه لم يتمّ التثبّت من هوياتهم في الوقت الحاضر وأضافت أنه تمّ اعتقال رجل وامراة في الجوار المباشر للشقة وتوقيفهما رهن التحقيق. وأصيب 5 شرطيين بإصابات طفيفة وفق ما أكّدته الشرطة الفرنسية على حسابها الرسمي على موقع (تويتر). كما نقلت صحيفة (لوفيغارو) أن صلاح عبد سلام الذي صدرت في حقّه مذكّرة بحث دولية والمتّهم بالمشاركة في تنفيذ هجمات باريس سبق إيقافه بهولندا بتهمة حيازة المخدّرات في فيفري الماضي وتمّ إخلاء سبيله بعد أدائه غرامة مالية تصل إلى 70 أورو نظرا للكمّية المحدودة من المخدّرات التي كانت بحوزته. وقامت الشرطة بإخلاء البنايات المجاورة ودعت سكّان وسط سان دوني إلى عدم الخروج من بيوتهم في حين تمّ إغلاق المدارس ووقف حركة السير في محيط مكان العملية. وبدا من الواضح أن ما يحدث في سان دوني ليس عملية دهم وتفتيش بل تدخّلا دقيقا لإلقاء القبض على مجموعة مسلّحة تمكّنت الأجهزة الأمنية من رصدها بدقّة. يُذكر أن ضاحية سان دوني كانت مسرحا لثلاث عمليات تفجير انتحارية ليل الجمعة الماضي قرب ملعب (ستاد دوفرانس) خلال المباراة التي كانت تُجرى بين المنتخبين الفرنسي والألماني بالتزامن مع الهجمات التي استهدفت مقاهي ومطاعم ومسرح (باتكلان) في قلب باريس.