أحبط مخطّطاتها لزيادة معدلات النمو الاقتصادي ** ينذر الطقس الجافّ غير المعتاد بأن يسبّب مأزقا ماليا جديدا للجزائر في وقت تسعى فيه الحكومة لزيادة معدلات النمو الاقتصادي بالاعتماد على قطاع الفلاحة وخفض الإنفاق العمومي. قارب شحّ التساقط المطري مستوى الخطر في وقت حسّاس تواجه فيه الجزائر أزمة مالية خانقة جرّاء انهيار أسعار النفط في الأسواق العالمية ويبدو من خلال تنبّؤات بعض الخبراء أن رهان الحكومة على تطوير قطاع الفلاحة لانتشال الاقتصاد الوطني الغارق في الريع البترولي المهدّد بقوانين السوق سيكون محفوفا بالمخاطر. وفي السياق نقلت وكالة (رويترز) عن (جون ماركس) رئيس مؤسّسة (كروس بوردر أنفورميشن) للاستشارات قوله: (للجفاف أثر هائل في منطقة شمال إفريقيا إنه يضعف الميزان التجاري ويعرقل جهود إصلاح القطاع الزراعي) وأضاف: (الجفاف قد يبطئ وتيرة تخفيض الدعم المخطّط له في الجزائر وتونس). وبينما تلوح بوادر الجفاف في الأفق من المتوقّع أن يتأثّر حجم حصاد الحبوب في الداخل هذا الموسم ما ينجرّ عنه زيادة في معدلات الاستيراد من الخارج علما بأن بلادنا تعتبر من أكبر مستوردي الحبوب في العالم. ارتفع حجم واردات الجزائر من الحبوب بواقع 11.2 في المائة إلى 13.67 مليون طنّ العام الماضي على الرغم من جهود تقليص الاستيراد من الخارج. وهبطت احتياطيات الصرف بواقع 6.33 مليار دولار إلى 152.7 مليار دولار في الربع الثالث مع هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية. وقالت الحكومة إنها تخطّط لزيادة إنتاج الحبوب إلى 6.13 مليون طنّ هذا العام مقابل 3.77 مليون طنّ في 2015 من خلال تحسين نوعية البذور والميكنة وتقديم المزيد من الحوافز للفلاّحين وأضافت أنها ستزيد أيضا إجمالي المساحات المروية بمقدار الثلثين إلى مليوني هكتار بحلول عام 2019 ومن المتوقّع ارتفاع حصّة ري الحبوب إلى 600 ألف هكتار مقابل 60 ألف هكتار حاليا. وبلغت الميزانية التي اقتطعتها الحكومة لوزارة الفلاحة في الخطّة الخماسية 2015-2019 حوالي 300 مليار دينار سنويا بعدما لم تتعد عام 2014 عتبة 200 مليار دينار لتحريك عجلة القطاع الذي استقرّت نسبة مساهمته في الناتج المحلّي الإجمالي 9.8 بالمائة مع توظيف 2.5 مليون شخص علما بأن قيمة الإنتاج الزراعي عام 2013 بلغت نحو 1627.8 مليار دينار حسب الإحصاءات الرسمية. وإلى حدّ الساعة يقلّل المسؤولون من أثر أيّ نقص في هطول الأمطار على الاقتصاد الوطني حيث قال وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري سيد أحمد فروخي للصحفيين الأسبوع الماضي إنه لا يمكن الحديث عن الجفاف في الوقت الحالي لافتا إلى أن معدل هطول الأمطار لم يكن كافيا في نوفمبر وديسمبر لكن كمّيات الأمطار والثلوج التي تساقطت في جانفي كانت جيّدة. إلاّ أن فاعلين في القطاع الفلاحي أعربوا عن قلقهم البالغ مع استمرار شحّ تساقط الأمطار. وقال رئيس اتحاد الفلاّحين الجزائريين محمد عليوي إن (القطاع الفلاحي يواجه فعلا الجفاف خصوصا في المناطق الوسطى للجزائر التي بدأ فيها الفلاّحون يتحسّسون الظاهرة أمّا المناطق الغربية فأصبحت في خطر في وقت مازالت فيه الأراضي في المناطق الفلاحية بولايات الشرق والهضاب العليا تحتفظ نوعا ما بالرطوبة.