عيني على بلدي الحبيب تَوَجَّعُ وتكاد من فرْط الهمومِ تَفَجَّعُ قلبي عليه ينوحُ من آلامه يا ليت شعري هل يُلامُ المُوْجَعُ؟! يا ليت شعري هل أزورُ ديارَهُ وأراه يضحَكُ في الضحى ويُمَرَّعُ وأشَمُّ في وقت الأصيل نسيمَه وأقبل الشجرَ الوسيمَ وأشْبَعُ وأمر فوق أديمِهِ متذكرا عهدَ الصِّبا والوجهُ ضاح مُمْرِعُ فتميسُ أشعاري عليه صبابةً ويفوحُ عطري نشوةً ويُدَعْدَعُ ياليت شعري هل أجوسُ رياضًهُ وأسيرُ في وسْطِ الربيعِ وأمرَعُ وأنال من نبعِ العريضةِ رشْفَةً وأزورُ بيتي في الصباحِ وأُتْبِعُ وأعيشُ في ذكرى الأوائلِ ساعةً هذا يُعَانَقُ والمُضِيفُ يُوَدِّعُ وتمر في ذهني المشاعرُ باسما إن الخيولَ بأرضِ قومي تُفْزَعُ ساحاتُها مهوى الفوارسِ غُدْوَةً وسهولُها خضراءُ نِعْمَ المهْجَعُ وهضابها حُوٌّ تميسُ حلاوةً وزروعُها خضراء نِعْمَ المَرْبَعُ ومياهُهَا أعْذِبْ بها من عَذْبَة ورمالُها زمنَ الربيعِ تُفَقَّعُ عشنا بها زمنا نٌمَتِّعُ أَنفُسا بجمالِها والجوُّ فيها مُبْدَعُ أَتُرَى تعودُ جميلةً من بعد ما طَمَّ الخرابُ وعاث فيها الأقرع أترى تعود صبية من بعدما عمَّ الفسادُ وساد فيها الأَضْبُعُ بلدي الحبيبُ بسحْرِهِ وجمالِهِ هل فيكَ وردٌ أو نُوَارٌ ألمع؟! يا ليتي أبسُطُ فرْشَتي في دارِنا! وتعودُ ذكرى الأولين وتَفْرَعُ ويزورُ خِلٌّ خِلَّهُ بسلاسة ويُصَلِّي في الدارِ الصبيُّ الأتْلَعُ للهِ دركَ هل يُؤَمَّنُ خائفٌ؟! أيعودُ يطلبُكَ العليلُ الأنجعُ؟! إلى أهلنا في الشام بمناسبة المجازر التي ارتكبت بحق بعض إخواننا على الرغم من الهدنة الهشة التي انخدع بها الكثيرون!