تحسبا لانطلاق موسم الأفراح بعد رمضان عرائس يسابقن الزمن لاستكمال جهازهن يقول المثل الشعبي: عرس ليلة تدبارو عام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن الأعراس الجزائرية تعرف تميزا كبيرا ويتجلى ذلك من خلال التحضيرات الكثيرة التي تسبق العرس إلا أن حلول شهر رمضان خلال فصل الصيف جعل العديد من المقبلين على الزواج يعيدون حساباتهم سواء من حيث تحديد التاريخ أو استكمال تحضيرات العرس وهو الأمر الذي يجعل الكثير من العرائس يسابقن الزمن من أجل استكمال جهازهن قبل موعد العرس. عتيقة مغوفل تسابق الكثير من العرائس هذه الأيام الزمن من أجل استكمال الرتوشات الأخيرة والتحضيرات المتبقية من أجل حفلات زفافهن والجدير بالذكر أن الكثير منهن يتحاشين الخروج في أيام الصيام والحر الشديد. تخاف الخروج وهي صائمة المتجول هذه الأيام في العديد من المحلات المختصة في بيع الملابس النسائية وكذا المحلات المختصة في بيع أجهزة العرائس يلاحظ الإقبال الكبير للزبونات عليها وبينما كنا في أحد شوارع العربي بن مهيدي بالجزائر العاصمة شد انتباهنا من بعيد حشد كبير من النساء كن مقبلات على أحد المحلات الخاصة في بيع فساتين السهرة فدخلنا المحل والجدير بالذكر أننا كنا نمشي في أرجائه بصعوبة نظرا للزحمة التي كانت فيه إلا أنه شدت انتباهنا شابة كانت برفقة أمها وشقيقيتها وجدت صعوبة في اختيار أحد الفساتين الخاصة بالسهرة وبقيت تجرب الفستان وتعيد مرات عديدة ثم قمنا بإبداء رأينا في الفستان التي كانت مترددة فيه وبعدها تبادلنا معها أطراف الحديث لتخبرنا أمها أن عرسها سيكون أسبوعا فقط بعد رمضان مباشرة وهوالأمرالذي جعلها نسرع في إكمال جهازها قبل أن يحل شهر رمضان والسبب في ذلك أن الفتاة لا تحب الخروج إلى الشارع أيام الصيام لأنها تخشى المشي تحت أشعة الشمس الحارة ولا تستطيع بعدها حتى شرب كأس من الماء البارد لذلك هي تسابق الزمن حتى تكمل كل التحضيرات وليس هذا فقط وحسب الأم فإن الشابة استعجلت حتى الخياطات ليكملن لها ما تبقى عندهن من ملابس حتى لا تجد نفسها مضطرة للذهاب إليهن من أجل تجريب الملابس وأخذ القياسات من جهة أخرى أكدت لنا الأم أنها هي أيضا لا تحب الخروج في أيام الصيام لذلك تفضل استكمال كل التحضيرات خلال الأيام الأخيرة من شهر شعبان.
اقتنت حتى المناديل الورقية والعلب الفتاة التي قابلناها رفقة والدتها ليست العروس الوحيدة التي تخشى الخروج من أجل استكمال التحضيرات خلال شهر رمضان بل غيرها من العرائس كثيرات وهو حال الآنسة ليلى هذه الأخيرة عرسها سيكون بعد 10 أيام من عيد الفطر المبارك لذلك هي تستعجل تحضيرات الزفاف قبل حلول شهر رمضان والسبب في ذلك أنها تريد أن تتحاشى الخروج خلال ساعات الصيام لأنها ومثل سابقاتها تخاف ارتفاع درجات الحرارة لذلك قامت بشراء حتى أبسط الأشياء المتبقية لها وقد أكدت لنا أنها ستقوم في بحر الأسبوع المنصرم بالخروج لشراء كافة مستلزمات الحلويات من فرينة وسكر وزبدة وغيرها وقد أكدت لنا أنها اشترت اللوز خلال فصل الشتاء عندما كان سعره منخفضا وليس هذا فحسب فإنها ستقوم خلال هذين اليومين بشراء حتى العلب التي تضع فيها الحلويات خلال العرس كما أنها ستقتني أيضا المناديل الورقية وتقوم بطيها خلال سهرة رمضان وبذلك لن تقوم بعدها إلا بتحضير الحلويات الخاصة بحفل الزفاف وفقط.
باعة يؤكدون نقص الإقبال في رمضان كلام العرائس عن استباق تحضيرات أعراسهن قبل شهر رمضان تفاديا للاتفاع درجات الحرارة جعلنا نقترب من أحد الباعة الذي يملك محلا تجاريا خاصا ببيع فساتين السهرة من أجل سؤاله عن مدى إقبال العرائس على محله خلال شهر رمضان فرد علينا هذا الأخير أن الإقبال على بضائعه يكون محتشما للغاية خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان ولكن المحل يشهد حركية خلال الأيام الأخيرة خصوصا في الفترة الليلية أين يفضل الناس الخروج بعد إفطارهم وبالنظر لبرودة الطقس من جهة أخرى ولكن تلك الحركية لا تكون مثل هذه الأيام التي تفضل فيها العرائس اقتناء حاجياتهن وحسب البائع لأن العرائس عادة ما يرغبن تفادي الاكتظاظ في المحلات حتى يستطعن اختيار ما يردن بكل حرية في جو أقل ضغطا وحركية على خلاف ما تعرفه السهرات الرمضانية.