قال أن الاستعمار ارتكب جرائم بشعة..زيتوني: ** أكد وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن (علاقاتنا مع فرنسا تبقى مرهونة بالتكفل بمسألة الذاكرة) مشيرا إلى أن فرنسا التي قامت بجرائم بشعة في حق الجزائريين مطالبة بتحمل مسؤولياتها. وأضاف الوزير زيتوني مساء الجمعة بخنشلة خلال استضافته بالإذاعة الجزائرية من خنشلة على هامش زيارة إلى هذه الولاية للإشراف على إحياء الاحتفالات الرسمية لليوم الوطني للشهيد (18 فيفري) أنه على فرنسا أن (تعي بأن لها مسؤولية تجاه الجزائر وأن هناك ملفات تظل عالقة بين البلدين لابد من تسويتها). وألح في هذا السياق على ضرورة أن تتقيد فرنسا بالاتفاقات والمواثيق حتى تكون هناك نية صادقة وشيئا ملموسا لزرع الثقة والبدء في عمل جاد بين الطرفين . وذكر السيد زيتوني بالمناسبة أيضا بجرائم فرنسا مشيرا إلى أنه حضر مؤخرا ملتقى وطنيا حول التفجيرات النووية الفرنسية بصحراء الجزائر التي تترجم -كما قال- الجرائم البشعة التي ارتكبت في حق الجزائريين. من جهة أخرى أبرز وزير المجاهدين بطولات الجزائريين عبر التاريخ وما حققته الجزائر من أشواط كبيرة في مجال الأمن والاستقرار بفضل رجالها ونسائها وجيشها مؤكدا في هذا السياق أنه من واجب الجزائريين الحفاظ على رسالة الشهداء والعمل لبناء دولة قوية ومستقرة. من جانب آخر أكد المؤرخ الفرنسي بنجامين ستورا أن الجرائم ضد الإنسانية تشمل المجازر الجماعية المرتكبة في إفريقيا أو في الجزائر مذكرا أن المؤرخين قدموا الدليل على المجازر التي ارتكبها المستعمر. وفي حديث خصّ به يومية (لو باريزيان) أوضح المختص في تاريخ الاستعمار الفرنسي أن الجرائم ضد الإنسانية تشمل أيضا مجازر كمحرقة اليهود وإبادة الأرمن وكذا المجازر الجماعية مثل تلك المرتكبة في إفريقيا أو في الجزائر مضيفا أن المؤرخين قدموا الدليل على هذه المجازر منذ زمن بعيد. وقال إنه (منذ زمن بعيد جدا قدم المؤرخون الدليل على المجازر والجرائم وأعمال التعذيب المرتكبة خلال الحقبة الاستعمارية) مشيرا إلى تقرير ميشال روكار لسنة 1959. ومع ذلك- أضاف يقول- وضعت فرنسا نظاما قانونيا (يؤدي إلى فشل أي شكوى) موضحا أنه بسبب قوانين العفو التي تمت المصادقة عليها سنة 1960 (كل شكوى سيكون مآلها الفشل). ويرى أن المتابعات أمام المحاكم الدولية وحدها (كفيلة بتفعيل هذا المسار) مشيرا إلى أنه في فرنسا (بمجرد لفظ بعبارة جرائم ضد الإنسانية يغلق الحوار أو يسيّس) معتبرا أنه (ممنوعا تقريبا) التطرق إلى العنف المرتكب من طرف فرنسا خلال الفترة الاستعمارية. واضاف في هذا السياق أنه (في مجال الاستعمار وضعت فرنسا نموذجا جمهوريا خاطئا : أعلنت عن مبدأ المساواة ولكن قليلا ما طبقته) مؤكدا أن الاستعمار (مسألة تاريخية ذات انعكاسات سياسية راسخة).