إجراءات أمنية مشددة لاختيار الرئيس المقبل انتخابات تاريخية في فرنسا وسط تدابير أمنية مشددة أدلى الفرنسيون أمس الأحد بأصواتهم في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة وسط ترقب شديد حيال الغموض الذي يلف نتائجها. وبعد ثلاثة أيام من الاعتداء على جادة الشانزيليزيه في قلب باريس والذي أدى إلى مقتل شرطي وتبنّاه تنظيم الدولة (داعش) تخشى الحكومة الفرنسية من اعتداءات إرهابية للتشويش على الانتخابات. واتخذت الحكومة إجراءات مشددة لتأمين سلامة المواطنين والسير العادي للاستحقاق الانتخابي بحيث سيقوم أكثر من 50 ألف شرطي ودركي بتأمين 67 ألف مكتب انتخابي. وكانت السلطات قد اعتقلت العديد من الأشخاص الذين يشكلون خطراً من بينهم اثنان في مارسيليا قبل أيام كانا في المراحل النهائية قبل تنفيذ اعتداء. ووسط هذه المخاوف أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية عن إخلاء مركز اقتراع في بلدة بيزانسون شرق فرنسا أمس الأحد بعد اكتشاف وجود سيارة مسروقة ومحرّكها دائر دون وجود سائقها أثناء إدلاء الناخبين بأصواتهم. وقال مسؤول بالوزارة إنّ (السيارة المريبة مسروقة وتحمل لوحة أرقام مزيفة) مضيفاً أنّ (القرار اتخذ بإخلاء مركز الاقتراع في الوقت الذي جرى فيه استدعاء خبراء مفرقعات لفحص السيارة). وأول أمس السبت في نيويورك تمّ إخلاء القنصلية الفرنسية لفترة وجيزة حيث كان مئات الفرنسيين يصوتون إثر إنذار بوجود قنبلة قبل أن يعود الوضع إلى طبيعته. ووفق النظام الانتخابي في فرنسا ينتخب الرئيس بالاقتراع العام المباشر على مرحلتين مع نظام يعتمد الغالبية المطلقة وذلك لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة فقط. ولا يُعترف وفق النظام الانتخابي الفرنسي بالبطاقات البيضاء التي يبدي الناخبون من خلالها رفضهم الاختيار بين المرشحين رغم مطالبات عديدة بذلك من بعض أطراف في المجتمع المدني. وحسب قانون صودق عليه عام 2014 فإنّه يتم احتساب البطاقات البيضاء على حدة بمعزل عن البطاقات التي يتم إلغاؤها ويتم تسجيلها في محاضر مكاتب التصويت من دون أن تحتسب. وتعتبر الانتخابات الرئاسية التي تجري عن طريق الاقتراع العام المباشر العاشرة في ظل الجمهورية الخامسة ولن تعرف النتائج إلا بعد الثامنة ليلاً نظراً لكون القوانين الفرنسية تمنع نشرها قبل هذا الوقت ويسمح فقط بنشر نتائج المشاركة. وسيتواجه المرشحان اللذان يحلان في طليعة نتائج الدورة الأولى مساء الأحد في الدورة الثانية في 7 ماي وكانت الحملة الانتخابية حافلة بالمفاجآت والتقلبات في المواقف فشهدت سقوط المرشحين الرئيسيين الذين كانوا يشغلون الساحة السياسية منذ عقد الواحد تلو الآخر ومن أبرزهم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي الذي خرج من السباق منذ الانتخابات التمهيدية لليمين. وأرغم الرئيس المنتهية ولايته الاشتراكي فرنسوا هولاند على التخلّي عن الترشّح لولاية ثانية في ظل شعبية متدنية أضعفت موقعه في سابقة في فرنسا منذ أكثر من ستين عاماً. كما فشل رئيس وزرائه مانويل فالس في الفوز بالترشيح الاشتراكي وقد هزم في الانتخابات التمهيدية أمام مرشح أكثر اتجاهاً إلى اليسار هو بونوا هامون. وتحظى الانتخابات الفرنسية بمتابعة واهتمام بالغين في الخارج فقد تطرّق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الموضوع قائلاً إنّ الهجوم سيكون له تأثير كبير على الانتخابات مشيراً إلى أنّه (سيساعد على الأرجح) لوبان التي لا تخفي إعجابها به. أما سلفه باراك أوباما ففضل إجراء اتصال مع إيمانويل ماكرون. وإن كان قد امتنع عن تقديم دعمه رسمياً للمرشح الطامح لأن يصبح أصغر رئيس فرنسي سناً إلا أنّه أعطاه دفعاً أكيداً لم يتوانَ المرشح عن استثماره في حملته من خلال بث مقطع فيديو من الاتصال على تويتر . وبيّن آخر استطلاع للرأي بعد اعتداء باريس تغيّراً كبيراً في اهتمام الفرنسيين بقضية الأمن وهو ما قد يؤثر على نتائج التصويت فقد رأى 30 من المستجوبين أنّ الأولوية يجب أن تمنح للأمن ومكافحة الإرهاب وهي ذات نسبة من يعتبر مكافحة البطالة أولوية (30 أيضاً) وذلك في ارتفاع بلغ 9 نقاط.