تنظيم وقت الطفل المتمدرس يلعب دورا هاما في تحصيله العلمي إلا أننا نجد بعض الأسر قد أهملت هذا الجانب وتشتكي في الأخير أن الطفل المتمدرس لم يحرز نتائج ايجابية، متناسية دورها السلبي في الوصول إلى تلك النتائج بالنظر إلى غياب الرقابة لاسيما بالنسبة للأولياء العاملين الذين يهبون إلى الراحة بعد عودتهم من العمل، مما يتيح الفرصة للهو الطفل وقضاء اغلب أوقاته في اللعب ومشاهدة الأفلام الكرتونية دون تخصيص ولو جزء بسيط للدراسة. وفي هذا الصدد اقتربنا من بعض الأمهات لرصد آرائهن في الموضوع فقالت رشيدة، وهي أم لطفل في السنة الثانية ابتدائي، أنها تحرص على تنظيم وقت نوم ابنها مع بداية العام الدراسي، فتعمد إلى تعويده على النوم مبكراً وذلك من خلال تقليل وقت الغفوة التي ينالها في ساعات النهار إلى مدة لا تتجاوز الثلاثين دقيقة في أحسن الأحوال، بالإضافة إلى أن أفضل ساعات النوم من الساعة العاشرة ليلاً إلى السادسة صباحاً، إلا أنها توعز إلى طفلها بالنوم قبل العاشرة. وتضيف أن النوم الكافي يمنح طفلها الراحة البدنية والعقلية أيضاً، فإذا ما حلّ موعد الذهاب إلى المدرسة استيقظ مبكراً بنشاط وحيوية. وتكمل أنه خلال تلقين الدروس يبقى على تواصل وانتباه مع المدرس ويشارك في الحصة ويبتعد عن الكسل، وإضافة إلى حرصها على تنظيم وقت النوم الذي يضمن راحة ابنها ويقوي قدرات استيعابه للدروس لم تغفل على تنظيم وقت المذاكرة ومراجعة الدروس وحل الواجبات المدرسية وترى فيه دور كبير في شعور الطالب بالمسؤولية وينعكس إيجابياً على مدى تحصيله العلمي. أما السيدة بشرى، أم لطفل في الصف الرابع ابتدائي، فقالت أنها تحرص على تنظيم وقت ابنها وتحثه على ذلك فيجعل وقتاً للدراسة ووقتاً للهو ويخصص وقتا ثالثا لمشاهدة التلفزيون. في نفس السياق قالت إحدى المعلمات في الطور الابتدائي أن اغلب النتائج المتدنية ترجع إلى عدم تنظيم وقت الطفل المتمدرس بغض النظر عن درجة ذكائه، لتضيف أن هناك تلاميذ كثيرا ما عانوا من نفس المشكل كون أن أوقاتهم الدراسية غير منظمة؛ وأرجعت السبب إلى الأولياء الذين كثيرا ما غفلوا عن تلك النقطة الهامة في تمدرس الأطفال، فغالبية التلاميذ بعد عودتهم من المدرسة لا يجدون أحداً باستقبالهم، فالوالدة والوالد غالبا ما ينشغلان بالعمل وعند عودتهما يخلدان إلى الراحة، أما الأم فعادة ما تنشغل بتنظيف المنزل وترتيبه، مما يؤدي إلى عجز التلاميذ على تنظيم وقتهم لوحدهم حتى ولو حاولوا في ظل غياب الأولياء ويعجزون عن تقسيم الوقت بين الدراسة وبين اللعب أو مشاهدة التلفزيون؛ لغياب دور الأم. وأكدت محدثتنا أن في ذلك تأثيرا سلبيا على التحصيل العلمي للمتمدرس خاصة وان المراجعة تتطلب الشرح ومساعدة الأولياء، ورأت أن تنظيم الوقت في البيت يلعب دورا كبيرا في حياة الطفل ووجب تقسيمه بين الدراسة واللعب والنوم المبكر، كلها عوامل تساعد الطفل على تحقيق الراحة النفسية وبالتالي ضمان تفوقه الدراسي.