اختناق طرقات المدن الساحلية بلغ ذروته نهاية الأسبوع من المنتظر أن تعود درجات الحرارة إلى معدّلاتها الفصلية ابتداء من اليوم حسب ما علم من مصالح الأرصاد الجوّية التي تتوقّع تراجعا في معدّلاتها لتستقرّ إلى ما دون ال 35 بمختلف الولايات، خاصّة منها التي شهدت موجة حرّ كبيرة خلال اليومين الماضيين وصلت إلى أكثر من 40 درجة مئوية، ممّا أدّى إلى اندلاع ألسنة النّيران عبر العديد من غابات الوطن وصلت إلى إتلاف ما يفوق مساحة ال 43 هكتارا خلال يوم أمس الأوّل، فيما تسبّبت موجة الحرّ تلك الممتدّة من الخميس الماضي إلى يوم أمس في تسجيل العديد من التدخّلات أهمّها ضربات الشمس والضيق في التنفّس. وحسب الملازم السيّدة مباركية المكلّفة بالإعلام لدى المديرية العامّة للحماية المدنية، فإن موجة الحرّ الأخيرة التي شهدتها مختلف مناطق الوطن، على غرار الولايات الداخلية، حيث وصلت إلى أقصاها في بعض المناطق مثل ولاية الشلف، سيدي بلعباس، تلمسان، غليزان وغيرها التي سجّلت بها ما بين 40 و45 درجة مئوية، قد تسبّبت في اشتعال النّيران في العديد من غابات الوطن، فيما أتلفت العديد من المحاصيل الزّراعية والأشجار المثمرة. في حين، تتوقّع مصالح الأرصاد الجوّية عودة الاستقرار من جديد في درجات الحرارة ابتداء من اليوم، فيما أكّدت ذات المصالح أن حرارة الأيّام الماضية موسمية وعادية في مثل فصل جويلية، كما أن نسبة درجات الحرارة تبقى أقلّ مقارنة بالموسم ذاته من السنة الفارطة. *** عودة الحرارة إلى معدّلاتها الفصلية ستشهد درجات الحرارة استقرارا وعودة إلى معدّلها الفصلي حسب ما علم من ديوان الأرصاد الجوّية لتنزل إلى ما دون ال 35 في بعض الولايات الداخلية كتلمسان، سيدي بلعباس والشلف بعدما شهدت ارتفاعا محسوسا وصل إلى غاية ال 45 درجة مئوية، وتتوقّع المصالح ذاتها استمرار الصفاء على معظم المدن الساحلية والداخلية يومي الاثنين والثلاثاء لكن بأقلّ درجة على المناطق الداخلية، في حين ستسجّل بعض الغيوم على منطقة بار باتجاه الساورة مع بعض الرّعود بعد ظهيرة اليوم لتمتدّ إلى غاية أقصى الصحراء بالهڤار والطاسيلي. *** إتلاف أكثر من 43 هكتارا في 6 حرائق خلال يوم واحد أكّدت الملازم مباركية المكلّفة بالإعلام بالمديرية العامّة للحماية المدنية أن مصالحها تدخّلت لإطفاء 6 حرائق سجّلت يوم السبت الفارط عبر ربوع الوطن نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، ممّا أسفر عنه إتلاف مساحة 43.5 هكتارا. وسجّلت التدخّلات بكلّ من ولاية بجاية التي تصدّرت القائمة ب 4 حرائق نتج عنها إتلاف ما قيمته 30.5 هكتارا، فيما تمّت حماية مساحة 52 هكتارا. كما شهدت ولاية تيزي وزو في الفترة ذاتها حريقا أدّى إلى إتلاف 4 هكتارات، وبولاية تيارت سجّل حريقان خصّ المحاصيل الزّراعية وأتلفت بموجبهما 6 هكتارات من محصول القمح و8 هكتارات من الذرى و800 حزمة تبن. كلّها حرائق زادت من ارتفاع درجات الحرارة التي امتدت أمس الأوّل إلى غاية المدن الساحلية التي عرفت شواطئها إقبالا لم يكن ليسجّل إلاّ في مثل هذه الأيّام الحارّة. هذا، وكانت مصالح الحماية المدنية قد تدخّلت في 93 حريقا على مستوى 48 ولاية، وذلك منذ الإعلان عن موسم الاصطياف إلى غاية ال 10 من جويلية الجاري أسفر عنه إتلاف مساحة 1058 هكتار، فيما تمّ إنقاذ ما مساحته 31979 هكتار بعد تدخّل مصالح الحماية المدنية في الوقت المناسب. *** طرقات المدن الساحلية تختنق لاتزال تشهد المدن الساحلية تدفّق الأفواج من المصطافين هروبا من موجة الحرّ التي شهدتها العديد من مناطق الوطن خلال الأيّام والساعات القليلة الماضية، أين وصلت ذروتها إلى أكثر من 15 ولاية داخلية التي سجّلت الحرارة بها أكثر من 45 درجة مئوية جعلت العديد من الأشخاص يفرّون بحثا عن الاستجمام والانتعاش عبر شواطئ المدن الساحلية التي شهدت نهاية الأسبوع تدفّقا لا مثيل له من المصطافين القادمين من مختلف الولايات. ولعلّ أبرز ما وقفت عنده »أخبار اليوم« هو الطريق الوطني رقم 11 الرّابط بين العاصمة ولاية تيبازة التي تعدّ أكثر المقاصد، حيث وصل الاختناق بطرقاتها ذروته أين أصبحت الحركة بها شبه مستحيلة، وما زاد من تأزّم الوضع هو أنه حتى بعض المساحات الخضراء والشواطئ غير المسموحة للسباحة أضحت تعجّ بالمواطنين لا لشيء سوى للبحث عن الانتعاش المفقود في المدن، كما أن ساحل بعض بلديات الولاية على امتداد بلدية عين تاڤورايت إلى غاية ڤوراية والداموس أصبحت مغلقة في وجه حركة المرور نظرا للإقبال الكاسح من طرف العائلات القادمة من كلّ مكان بدليل ترقيم السيّارات، حتى أن العديد من العائلات البومرداسية التي لها ساحل خلاّب أبت إلاّ أن تزور تيبازة والاصطياف والتمتّع بها للوقوف على طبيعتها الأخّاذة. يحدث كلّ هذا أمام الكمّ الهائل من الحواجز الأمنية لمصالح الدرك الوطني امتدادا لمخطّط دلفين من أجل تأمين موسم الاصطياف الذي سيستمرّ على هذا المنوال إلى غاية الانتهاء من أشغال الطريق السريع الساحلي الذي يعرف وتيرة إنجاز بطيئة سمحت باستمرار ظاهرة اختناق الطريق الوطني رقم 11.
