تعتبر الحناء الحاضرة الأولى في المناسبات الدينية لم ترمز إليه من مشاعر الفرح والبهجة دون أن ننسى حضورها في الأفراح وحفلات الزفاف، ونحن على مقربة من العيد اختار بعض التجار عرضها على الزبائن وكانت مرفقة بالحراقيس المطلوبة جدا من طرف الفتيات، لاسيما المراهقات كونهن يبحثن عن التجديد في كل شيء ويفضلن تلك النقوش ليبتعدن قليلا عن الشكل العادي الدائري المألوف أو تخضيب كامل الكف، بحيث أقبلن على أنواع الحراقيس المعروضة في هذه الفترة على مستوى السوق كون أن العديد من التجار ينتهزون فرصة الأعياد من أجل الاستثمار وزيادة المداخيل فهم على يقين من الإقبال الكبير عليها من طرف الفتيات، خاصة وأن الحناء تدخل في الأعراف الحميدة التي تجلب الفأل الحسن. إلا أن أشكالها باتت تبعد عن الأشكال التقليدية وظهرت الحراقيس بكل أنواعها الخاصة بالأرجل والأيدي، حتى أن بعض صالونات الحلاقة باتت تضع تلك الحراقيس على الطريقة المشرقية وبالأخص اللبنانية وتتزين العروس بها ليلة زفافها، من دون أن ننسى حضورها القوي في العيدين المباركين وفي المولد النبوي الشريف فهي ترمز للفرح والسرور، وعادة ما تقترن بالمناسبات السعيدة وهو ما جعل الإقبال عليها متزايدا من طرف النسوة والفتيات قبيل العيد لتخضيب أياديهن وأيادي أطفالهن خلال العيد، بحيث تظهر أيادي الأطفال الصغار جميلة وتزيد الحناء من بهائهم وهم بألبسة العيد. استوقفنا بعض آراء الفتيات والنسوة فيما يخص الحناء فأجمعن على ضرورة حضورها في الأعياد ما عبرت به السيدة عقيلة التي رأت أنه لا نكهة للعيد من دون تخضيب أيادي الأطفال وكامل أفرد الأسرة وحتى الرجال هناك من يهوى وضعها في راحة اليد، وعن الحراقيس قالت إن هناك ميلا لبناتها لتلك الأشكال، أما هي فتفضل وضعها على الطريقة التقليدية ورأت أن اللهث وراء الجديد يخص المراهقات، أما السيدات من سنها يكفيهن الاستمتاع بطيب الحناء ووضعها على شكل عادي جدا ويكون في غالب الأحيان على شكل قرص دائري أو تخضيب كامل الكف. أما مروة 18 عام فقالت إنها تحبذ وضع الحناء والاستعانة بالحراقيس من أجل تشكيل تلك النقوش على اليد والأصابع بحيث تنوعت النقوش ومنها حتى الخاصة بالأرجل، وأعلمتنا أنها اشترت الحراقيس الخاصة براحة اليد وكذا الأصابع بغية استعمالها في العيد وتشكيل تلك النقوش الرائعة. ولرصد مستوى الإقبال اقتربنا من بائع للحناء على مستوى سوق ميسونيي بالعاصمة الذي كان يعرض إلى جانب الحناء الحراقيس، فأوضح أن مستوى الإقبال هو كبير من طرف الفتيات بحيث بهرتهن تلك النقوش متنوعة الأشكال والأحجام ومنها ما يخص اليد ومنها ما يخص الأرجل، بحيث عادة ما ترفق الزبونة كيس الحناء بتلك النقوش لاسيما وأن سعرها هو مغرٍ ولا يتجاوز 50 دينارا لتحصل الفتاة على حناء رائعة بتلك الأشكال ليختم بالقول أن الحراقيس صارت مطلوبة جدا بالنظر إلى سهولة وضعها حتى أن هناك من تجهل ذلك فلا يبخلون عليها بشرح العملية الجد سهلة فيكفيها وضع الحرقوس بعد نزع الجزء اللاصق لتشكل تلك الأشكال على اليد، وفي اليوم الموالي تظهر تلك الأشكال محمرة وتتخذ لون الحناء وهي على العموم طريقة مطلوبة جدا في السنوات الأخيرة.