مع سقوط القطرات الأولى للمطر، عاد هاجس وكابوس الانزلاقات الأرضية إلى سكان الكثير من القرى بولاية تيزي وزو، والتي ظهرت بها انزلاقات أرضية عميقة منذ شتاء سنة 2005 وازدادت خطورة مع الثلوج التي تساقطت طيلة أسابيع سنة 2012، هذه الثلوج التي تسببت في تحرك البنية التحتية في الكثير من المناطق نذكر منها تيزي غنيف، ذراع الميزان، ببوزقان وعين الحمام وغيرها، ما جعل الكثير من السكنات مهددة بالانهيار، ناهيك عن الطرقات التي تهددها الانزلاقات الترابية بعزل هذه المناطق. ومن بين القرى التي راسل سكانها السلطات المحلية ووالي تيزي وزو، خلال هذا الأسبوع للتدخل المستعجل من أجل مواجهة مخاطر الانزلاق، قرية آيت صالح في بلدية بوزقان من الجهة الشرقية لولاية تيزي وزو، حيث تسببت الثلوج التي تساقطت قبل سنتين في انزلاق ترابي خطير، أدى إلى تهديد بعض المنازل التي ظهرت فيها تشققات في بعض جدرانها، وقد دفعت ببعض العائلات إلى مغادرة منازلها خوفا من تحطمها عليهم، وقد وصلت رقعة الانزلاق إلى الطريق الرابط بين القرية ومقر البلدية، وقد انهار جزء من الطريق خلال السنة الماضية في فصل الشتاء وعزل القرية لعدة أيام، وقد تدخلت في تلك الأثناء السلطات المحلية وأعادت تعبيد جزء من الطريق وبقي الآخر مهددا، ونظرا لحركة السيارات عليه لكونه الطريق الوحيد الذي يربط القرية بما جاورها بدأت المخاطر تتوسع هذه الأيام، ونظرا لكون الطريق يقع أعلى بعض السكنات والانزلاق يقع في الجهة السفلى منه، فإن هذا الأخير يهدد الطريق والمنازل الواقعة في الجهة السفلى، لذا فإن السلطات مطالبة بالتدخل المستعجل من أجل مواجهتها، وقال السكان إنهم استنكروا كثيرا عدم تدخلها طيلة فترة الصيف وهي الفترة المناسبة لإنجاز الأشغال التي يتطلبها الأمر، أما في الشتاء فإنه يكون مستحيلا. وهو ما تم مواجهته لدى تسجيل هذا الخطر أول مرة، ويقول السكان إنهم سيضطرون للاحتجاج من أجل جعل مطلبهم واقعا، خاصة وأنهم مهددون بالعزل بين أرجاء القرية إذا انهار الجزء المتبقي من الطريق. ومن جهتها العائلات المتبقية في قرية ايقوباعن في بلدية عين الزواية بدائرة ذراع الميزان، تناشد السلطات التدخل لمواصلة دراستها للظاهرة التي ابتلعت وسط القرية وشردت 17عائلة منذ 3 سنوات، دون أن تعود السلطات لاستكمال الدراسة الميدانية بعدما تم حرق عتاد اللجنة التي أرسلت لعين المكان، وبقيت العائلات التي تسكن بهذه القرية تعيش على وقع كابوس الانزلاق وتحركه مرة أخرى كلما تساقطت بعض قطرات الماء. لذا يطالب هؤلاء وسكان المناطق الأخرى التي تم إحصاؤها من طرف السلطات، بتدخلها القريب لمنع حدوث خسائر قد تمتد إلى الأرواح هذه المرة، بعدما اقتصرت على المادية منها.