عبرت أكثر من 180 عائلة بحي 389 مسكن مجموعة رقم 03 و04 ببلدية بني مسوس، عن استيائها الشديد اتجاه السلطات المحلية والولائية التي ضربت انشغالاتهم عرض الحائط بعدما عرضوا عليها تهيئة الحي الذي يشهد حالة من التسيّب والقذارة في ظل جملة من النقائص والمعاناة اليومية التي يتخبطون فيها منذ 14 سنة. طرح السكان وضعية الطرقات المهترئة لكل مسالك الحي وانسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في تسرب المياه القذرة وسط أرجاء حي 389 مسكن، هي مظاهر يومية تلازم عائلات بأكملها منذ التحاقهم بتلك السكنات، كما أن انتشار الروائح الكريهة فضلا عن أقبية العمارات المملوءة بالمياه القذرة أدى إلى انتشار مذهل للجرذان ومختلف الحشرات المؤذية، ما دفع بالعائلات إلى الخروج عن صمتهم ومحاولة رفع ندائهم عبر صفحات (أخبار اليوم)، ويضاف إلى هذه المشاكل تراكم النفايات في كل أركان الحي مما جعل منه مفرغة عمومية تعد ملجأ لكل أنواع الحشرات والحيوانات الضالة، على غرار القطط والكلاب المسعورة التي باتت مصدر خوف وقلق على أبنائهم. وفي جولة ميدانية ل (أخبار اليوم) إلى الحي ومن خلال حديثنا مع هؤلاء أعربت لنا لجنة الحي وعدد من السكان بينهم (مجاهدون) ضحوا بالغالي والنفيس من اجل الوطن عن غضبهم تجاه التهميش الذي فرضته عليهم السلطات المحلية التي ناشدوها دون أن يتلقوا أي رد على شكاويهم، وأكد لنا هؤلاء أن السلطات لم تكلف نفسها حتى زيارة الحي من أجل المعاينة رغم أن المواطنين يتخبطون في معاناة جراء الحالة الكارثية التي يتواجد عليها الحي، وما زاد في امتعاض هؤلاء السكان أن كل جهة تتنصل من مسؤولياتها اتجاه احتواء مشاكل حيهم الذي وصفه البعض (بالقبر المنسي) واصفين أنفسهم أيضا (المعذبون فوق الأرض). وقد أكد محدثونا أن الأمطار الأخيرة تسببت في فيضان وادي بني مسوس على الحي كله جارفا معه مختلف الأوساخ والبقايا والأوحال والذي أدى إلى التسبب في خسائر مادية معتبرة لسكان شقق العمارات السفلى التي غمرتها مياه الوادي والأوحال، كما حول الحي كله إلى مستنقعات منعت خروج العائلات من بيوتها. وفي السياق ذاته عبر عمي مقران قائلا ( أن يوم الكارثة تحول الحي إلى مسبح تعذر فيه السكان الدخول أو الخروج من الحي (ورغم تكرار نفس السيناريو بالحي المذكور، إلا أن السلطات تكون فيها غائبة سواء البلدية أو الدائرة أو المصالح الولائية وغياب حتى مصالح الحماية المدنية، الجهة الوحيدة التي تتدخل هم الشرطة ومصالح الدرك الوطني الذين نحن ممتنين لتدخلاتهم ومساعداتهم، أما السلطات المعنية فلا جهة كلفت أو تكلف نفسها الوقوف على حجم الكارثة التي حولت أيام السكان ولياليهم إلى كابوس أسود. وفي ظل صمت السلطات وتذمّر السكان، أكد لنا هؤلاء أنهم سيقومون خلال الأيام القليلة القادمة بالاحتجاج وغلق الطريق الرئيسي من أجل لفت انتباه السلطات وتوعيتهم بخطورة ما يواجهونه من مأساة داخل حي حديث النشأة لم تمر عليه سوى 13 سنة، إلا انه وصل إلى حالة من الاهتراء والقدم كما لو تأسس خلال الحقبة الاستعمارية بسبب مواد البناء المغشوشة التي تكشفت عيوبها منذ السنة الأولى على ترحيلهم. وسجلنا عبر صفحاتنا معاناة هؤلاء المواطنين التي تبدأ من انسداد قنوات صرف المياه التي تسببت في انتشار المياه القذرة والروائح الكريهة في كل أرجاء الحي، والتي أصبحت تشكل هاجس السكان، خصوصا أن الأوضاع تتأزم لدى سقوط الأمطار أين تمنع عليهم تلك السيول من المياه والأوحال من المشي واجتياز مسالك الحي، حيث يصبح المكان عبارة عن وديان تتسرب إلى المنازل التي تتواجد في الطوابق الأولى من العمارات. واشتكى هؤلاء المواطنين من إهمال مصالح البلدية للحي وتهميشه فيما يخص النظافة، حيث أن الحي أصبح مفرغة عمومية نتيجة تراكم الأوساخ والنفايات في كل أركانه والتي يتجاهل عمال النظافة بالبلدية رفعها، لتبقى تصنع ديكور الحي وتسبب في انتشار الروائح وكل أنواع الحشرات التي تتقاسم السكان حياتهم وترهق كاهلهم فهي حسب شهادة هؤلاء تتسبب لهم في أمراض تعرض حياتهم وحياة أولادهم للخطر، وأضاف هؤلاء أن الحي يعرف ارتياد مختلف الحيوانات الضارة على غرار الأفاعي والثعابين التي تغزو المكان في الحرارة ومختلف الحيوانات الأخرى التي طالت الحي بسبب تواجده في غابة الواد المحاذي للحي، والذي اعتبره هؤلاء مصدر آخر لمعاناتهم حيث أكدوا أنه يزيد من انتشار الحشرات الحيوانات المذكورة التي ترتد على الحي خاصة في فصل الصيف. وإضافة إلى تلك النقائص فسكان الحي معرضون لخطر الموت جراء الطريقة الفوضوية وغير الآمنة التي تم بها إيصال منازلهم بالكهرباء، كما أن غياب الإنارة العمومية بمعظم أرجاء الحي يعرض هؤلاء السكان للاعتداءات والسرقات ليلا من طرف الشباب المنحرف، خاصة أن الحي حسب ما أكده قاطنوه أصبح ملجأ لفئة من الشباب المنحرف الذين يجدون كل فرص الاختفاء سانحة من أجل تعاطي المخدرات وممارسة مهنة السرقة والاعتداء على السكان وسلب ممتلكاتهم. ويضاف إلى جملة المشاكل افتقاد الحي إلى المرافق الاجتماعية، حيث سجلنا شكاوي الشباب والأولياء حول غياب مرافق تمكنهم من ممارسة هواياتهم كالرياضة واللعب، حيث أن الوضعية التي يتواجد عليها الحي تشكل خطرا على الأطفال وكبار السن الذين يتعرضون للسقوط بسبب إهتراء الطرقات والمطبات تسبب لهم في جروح بليغة. ديوان الترقية لبئر مراد رايس في قفص الاتهام وأضاف في السياق ذاته هؤلاء السكان أنهم يحمّلون المسؤولية كاملة لما يحدث لهم من عزلة وتهميش إلى مصالح ديوان الترقية والتسيير العقاري التابعة لبئر مراد رايس كون السكنات تابعة لها، إلا أنها حسب الشاكين تتهرب من مسؤوليتها اتجاه هذا الحي الذي يفتقر لأدنى ضروريات العيش الكريم، وأضاف هؤلاء أنهم ( بعدما توجهوا إلى المصلحة المذكورة، لرفع انشغالاتهم كان الرد سلبيا -حسبهم- قائلة أن حل مشاكلكم ليس من صلاحياتنا) .. ونفس الرد تلقاه السكان من طرف مصالح بلدية بني مسوس، والتي أكدت لهم بأن حيهم تابع لمصالح مؤسسة التسيير العقاري وليس من صلاحيات البلدية التكفل بالمشاكل العالقة التي يعانون منها. ويضيف هؤلاء أن السلطات تتقاذفهم من مصلحة لأخرى لتبقى تلك العائلات تصارع المشاكل اليومية التي طالت مدتها أكثر من اللازم، على حد تعبيرهم. وأمام هذه الأوضاع المأساوية يناشد سكان المجموعة 3 و4 ببني مسوس السلطات المعنية على رأسها مصالح التسيير العقاري لبئر مراد رايس التدخل الفوري لاحتواء الأزمة والمعاناة التي تعيشها العائلات منذ 13 سنة والعمل على إعطاء الوجه الحسن لحي يضم عائلات ثورية جاهدت بالأمس من أجل استرجاع حرية الوطن.