تعيش ولاية قسنطينة في هذه المرحلة اختناقا مروريا غير مسبوق حيث عطلت الأمطار الغزيرة التي تتهاطل هاته الأيام على المنطقة المشاريع الضخمة و الورشات المتعددة تحضيرا لقسنطينة عاصمة الثقافة العربية والتي تسببت في عرقلة حركة المرور بسبب عزوف أصحاب سيارات الأجرة وهو ما فسح المجال لأصحاب سيارات الفرود باستنزاف جيوب المواطنين واستغلال الوضع.وقد أضحت الاختناقات المرورية التي تعرفها مدينة قسنطينة، لاسيما على الشوارع الكبرى “نقاطا سوداء” تتسبب في تذمر العديد من المواطنين من الذين يضطرون للمرور يوميا منها للتوجه إلى العمل أو الالتحاق بمنازلهم أو لقضاء احتياجاتهم كما عبَّر عن ذلك الكثيرون وهو ما أسال لعاب أصحاب سيارات الفرود إذ بلغ سعر التنقل من مدينة الخروب إلى قسنطينة التي تبعد حوالي 12كلم فقط إلى 200دج للفرد أي أربعة أضعاف السعر الحقيقي وفي نفس السياق زادت عديد الأشغال التي تعرفها أغلبية الطرق بالمدينة والتي تسببت في غلقها منذ أشهر في تعقيد الوضع وكذا في تدهور جل الطرق الفرعية التي تشهد هي الأخرى تدهورا كبيرا ما يسبب الزحمة الكثيرة بسبب سير المركبات بسرعة بطيئة إلى درجة شل حركة المرور خصوصا في أوقات الذروة، وتسبب تدهور حالة الطرقات أيضا في اكتظاظ حركة المرور خاصة مع سقوط الأمطار التي تحول طرقات المدينة بأكملها إلى برك من الماء والأوحال وليس باستطاعة سائقي السيارات الإقدام على السرعة خوفا من حوادث المرور، وأكد بعض المواطنين كذلك أن الاكتظاظ والازدحام سبَّب لهم عدة مشاكل في حياتهم اليومية، إذ في غالب الأحيان يلتحقون متأخرين إلى عملهم وأحيانا يتواصل هذا الازدحام لساعات، وأصبح سيناريو ازدحام الطرقات يتكرر يوميا على مستوى أهم الطرق الرئيسية، كما يتسبب افتقار عاصمة الشرق الجزائري إلى أماكن وفضاءات لركن السيارات في زيادة الأزمة وشل حركة المرور بسبب ركنها على جانبي الطرقات بطريقة فوضوية وهو الوضع الذي ظل قائما منذ سنوات، وطالب الكثير من المواطنين من السلطات المعنية بضرورة وضع وبطريقة فورية مخطط واضح المعالم للنقل بإمكانه إيجاد حل فوري لظاهرة الاختناق والازدحام التي تشهدها منذ شهور مثل إنشاء أنفاق وسط المدينة وفتح طرق فرعية جديدة، وعلى صعيد آخر طالب المواطنون من المصالح الأمنية ونقاط التفتيش بضرورة مراقبة الأسعار وخاصة أصحاب السيارات الذين يستنزفون أموال المواطن المسكين الذي تحتم عليه التنقل والالتحاق بأماكن العمل مهما كانت الظروف وكلها عوامل جعلت الكثيرون من الناقلين يستغلون الموقف.