أجرى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة أول أمس تعديلا وزاريا جزئيا غادر بموجبه 8 وزراء مناصبهم أبرزهم وزراء الداخلية والطاقة والمالية والثقافة بينما تم الإبقاء على 23 وزيرا بينهم 5 تغيرت حقائبهم الوزارية حيث عرفت الحكومة رقم 13 في عهد الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" تراجعا نسبيا في الحضور النسائي فبعد إسناد سبع حقائب هامة لبنات حواء في ماي 2014 تناقص العدد عاما من بعد إلى أربع فيما تم الاحتفاظ ب« عبد المالك سلال" وزيرا أول. التعديل الوزاري الجديد الذي كان قد أعلن عنه الأمين العام للأفلان “عمار سعداني “ في الكثير من المناسبات جاء بدون طعم ولا حدث شعبيا فالكثير من الوزراء الذين سببوا سخطا شعبيا تم التجديد لهم من طرف” الباب العالي” وعلى رأسهم وزير النقل السابق” عمار غول” ووزير التجارة “ عمارة بن يونس” ووزيرة التربية نورية بن غبريت”. غموض حول الأسباب الحقيقية وراء استبعاد وزير الداخلية “ الطيب بلعيز” لم يكن قرار استبعاد وزير الداخلية والجماعات المحلية السابق “ الطيب بلعيز “ معلوما بالضرورة لدى جهات مقربة من صناع القرار بقدر ما كان الاستغناء عنه في الطاقم الحكومي الجديد كان ولا يزال بمثابة المفاجأة الوحيدة في هذا التعديل فالرجل يشهد له بإعطاء حيوية نشطة في العديد من الملفات التي كانت عالقة منها جواز السفر البيومتري ما سمح لكل مواطن جزائري بالحصول على جواز سفر بعد إلغاء التحقيقات الأمنية و تخفيف وثائق الحالة المدنية على المواطنين .كما أن أساليب البيروقراطية المتغلغلة في الإدارة الجزائرية من خلال مجموعة من القرارات التي كان لها صدى ايجابيا في المجتمع والتي تقضي بضرورة الإصغاء لجميع المواطنين دون أن يؤدي ذلك إلى إحداث الفوضى وافتعالها مع ترقية قنوات الحوار والاتصال وأمر بفتح سجلات لطرح المشاكل من طرف المواطنين وذلك على مستوى البلديات والدوائر ومصالح الولاية بتخصيص فضاءات وأماكن مناسبة لاستقبال هؤلاء المواطنين مع استنساخ السجلات الخاصة بكل المشاكل المطروحة على المستوى المحلي وإرسالها لوزارة الداخلية كل شهر حيث يتم دراستها من طرف لجنة خاصة. في السياق ذاته تتحدث بعض المصادر عن أن وزير الداخلية السابق هو من طالب بالإعفاء من منصبه بنصيحة من طبيبه الخاص ومراعاة لظروفه الصحية التي أصبحت لا تتلاءم وضغط العمل الكبير بحجم وزارة الداخلية ومكافأة له على عمله على مدى السنوات التي قضاها بالوزارة السيادية تم تعيينه مستشارا خاصا في رئاسة الجمهورية لكونه ملما بالكثير من ملفات الداخلية والقضاء والدستور بحكم المناصب التي تولاها. في حين لمحت مصادر أخرى عن وجود خلاف بين “ بلعيز” والوزير الأول “عبد المالك سلال “ فصل في الأخير لصالح الوزارة الأولى. بن غبريت” تسمع ببقائها من عمان الشيء اللافت في التعديل الحكومي بقاء وزيرة التربية الوطنية “ نورية بن غبريت” على رأس وزارة التربية بالرغم من كل منتسبي القطاع كانوا ينتظرون مغادرتها الوزارة في أول تعديل حكومي لكن تجري الرياح بما لا تشتهي أمانيهم .وزيرة التربية الوطنية “نورية بن غبريت “ التي كانت ساعة الإعلان عن التعديل الحكومي في عمان بالأردن بمناسبة المؤتمر العام غير العادي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ألكسو المنعقد الذي تترأسه الجزائر لفترة سنتين بداية من السنة الجارية شفع لها حسب الكثير من المراقبين قدرتها على مواجهة موجة الاحتجاجات التي شنتها كل من شريحة الأساتذة والأسلاك المشتركة منذ انطلاق الموسم الدراسي الحالي حيث استطاعت التوفيق في التركيز على حل مشاكل كافة الفئات التي تمثل القطاع وعدم التركيز على فئة الأساتذة بإعتبار أن الفئات المتضررة في الجانبين المادي والمعنوي هذا بالرغم من أن الكثير يعيب على الوزيرة عدم قدرتها على إقناع النقابات في العدول عن فكرة الإضرابات المتكررة ولم تتمكن من تلبية مطالب عمال التربية خاصة فيما يتعلق بالقانون الخاص المعدل ومنح عمال الجنوب وتعديل بعض المواد الواردة في القانون الخاص فضلا عن قضية عمال الأسلاك المشتركة لكن الفيصل كان لبقاِؤها مرة أخرى في تركيبة “ عبد المالك سلال”. «لعبيدي” تصيبها لعنة “حنون” والكان يطيح ب “ تهمي” جاءت الإطاحة بوزيرة الثقافة السابقة “ نادية لعبيدي” وتعيين مكانها “ عزالدين ميهوبي” المحسوب على حزب التجمع الوطني الديمقراطي بعد تحريكها دعوى قضائية ضد الأمينة العامة لحزب العمال”لويزة حنون” التي اتهمت الوزيرة بالفساد وتتحدث بعض المصادر على أسباب تنحيتها جاء بعيدا عن اتهامات” حنون” بل لعدم استشارة الوزيرة للوزير الأول عبد المالك سلال عند إيداعها الشكوى لكونها خالفت بدلك القانون الأمر الذي عجل بالاستغناء عنها .ابن ولاية مسيلة “ محمد تهمي” وزير الرياضة السابق الذي جدد أول أمس التأكيد على أن الجزائر كانت ضحية مصالح شخصية و أخرى تجارية للكونفديرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف) عند إخفاقها في احتضان نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2017 التي منح تنظيمها للغابون تمت تنحيته ووضعه في قائمة المغضوب عليهم بسبب عدم تمكن الجزائر من الظفر بتنظيم الكان . إيمان هدى فرعون أصغر وزيرة للبريد و التكنولوجيات عينت السيدة إيمان هدى فرعون وزيرة جديدة للبريد و التكنولوجيا خلفا “ لدردوري زهرة “ والتي تبلغ من العمر 36 عاما و بذلك تكون أصغر وزيرة في تاريخ الجزائر. السيدة فرعون كانت مديرة عامة للوكالة الموضوعاتية للبحث في العلوم والتكنولوجيا، وكانت حاضرة بقناة النهار قبل شهر و كان ذلك في 07 أفريل الماضي حيث تناولت موضوع السنة الدولية للضوء، و ترمي هذه خطوة الاعتماد على الكفاءات في تسيير شؤون البلاد وتعد السيدة فرعون من مواليد 1979 م بولاية سيدي بلعباس و تحصلت على شهادة البكالوريا في 16 من عمرها تخصص علوم دقيقة و أكملت درستها بجامعة جيلالي اليابس بولايتها، ونالت شهادة الدكتوراه في سنة .2005 غول “يتدحرج” وبن يونس وبوالشوارب “يسلمان” من النيران الصديقة عمار غول وزير النقل السابق تم تدويره مرة أخرى نحو وزارة أقل شأن ويتعلق الأمر بوزارة التهيئة العمرانية والسياحة والصناعات التقليدية ويبدو أن كوارث الطيران وتعقيدات قطاع النقل بعد كوارث الأشغال العمومية السبب الرئيسي في إزاحته من وزارة النقل التي خلفه على رأسها بن بلدية الشافية بولاية الطارف” بوجمعة طلعي”.كما احتفظ وزير التجارة “عمارة بن يونس” بمنصبه رغم العاصفة التي خلفها قرار الترخيص ببيع الخمور قبل تدخل الوزير الاول عبد المالك سلال وقرار إلغاء القرار تماما مثلما احتفظ وزير الصناعة عبد السلام بوشوارب بمنصبه رغم النيران الصديقة التي أطلقتها عليه الأمينة العام لحزب العمال لوويزة حنون . الغاز الصخري” يطيح” بالوزير يوسف يوسفي نشرت أول أمس الجمعة صحيفة “ لوموند” الفرنسية مقالا أرجعت من خلاله أن أسباب إقالة وزير الطاقة والمناجم “يوسف يوسفي” في التعديل الحكومي الجديد إلى فشله في التعامل مع أزمة الغاز الصخري التي شهدت احتجاجات كبيرة في العديد من ولايات الجنوب الجزائري وأضافت بان “يوسفي” الذي أُطلق عليه اسم “وزير الصخر” بسبب الضجة الكبيرة التي أثارها قرار الحكومة بمباشرة استغلال الغاز الصخري في البلاد وجد نفسه في قلب أزمة لم يحسب عواقبها من قبل بسبب الرفض الشعبي الواسع لاستغلال الغاز الصخري و تأثيراته السلبية على البيئة والإنسان .موضحة بأن يوسفي “فشل” في احتواء الوضع وتسيير الأزمة التي خرجت عن نطاقه وأخذت بعدا دوليا.