بلهوشات عمران تمكنت إحدى العائلات الجزائرية من ولاية خنشلة وهي عائلة المواطن الجزائري المدعو ( قوالة مخلوف ) المهاجر في ليبيا منذ حوالي 20 سنة من سكان مدينة خنشلة من النجاة بحياتها من قبضة الحصار المضروب عليها من طرف كتائب معمر القذافي بالقرب من باب العزيزية في العاصمة الليبية طرابلس والخروج عبر منطقة وادي الربيع أين يقع مقر شركة الصرف الصحي التي يعمل بها المواطن قبل أن يصل رفقة أبنائه وعائلته تحت قصف طائرات الناتو المتواصل بأعجوبة إلى المركز الحدودي بن قردان مع تونس الشقيقة ومنها نحو المركز الحدودي ببوشبكة مع تراب ولاية تبسة منذ 10 أيام ومنه عاد إلى خنشلة وأضطر للبقاء متسكعا بين شارع وشارع وساحة وأخرى في انتظار ما ستجود به السلطات المحلية عليهم من مقر إقامة مؤقت والذي على ما يبدو أصبح بعيد المنال . رب العائلة ( قوالة مخلوف) رفقة زوجته الطاعنة في السن كان لهم لقاء مع آخر ساعة بقاعة غربة الزوار عند مدخل مقر ولاية خنشلة ليقصا علينا أطوار مأساتهم والظروف المرعبة التي رافقتهم طيلة رحلة العودة والفرار من جحيم قصف القنابل وأزيز الرصاص وصوت الانفجارات ومناظر القتل والتشويه والإعدامات وسط الشوارع وداخل المساكن في قلب العاصمة الليبية طرابلس. عائلة المواطن الهارب من أتون الحرب الدائرة في شوارع طرابلس وفي كل مكان أكدت لنا أن كتائب القذافي قاموا بإحراق كامل لمنزلهم في حي وادي الربيع وأن الزوج الذي قضى أزيد من 23 سنة في هذه المدينة اضطر إلى ترك كل أملاكه هناك وهي عبارة عن سيارات وتجهيزات تفوق قيمتها أزيد من 50 مليون دينار ليبي بمقر الشركة التي يعمل بها للنجاة بنفسه وبأفراد عائلته من الموت المؤكد حرقا أو رميا بالرصاص بعد أن وصلتهم تهديدات من جماعات القذافي ضمن حملة الانتقام من الجزائريين هناك خصوصا وأن العديد من الشبان الجزائريين المقيمين مع عائلاتهم في قلب العاصمة طرابلس اختفوا منذ شهور ولا تعلم عائلاتهم عنهم شيئا إلى اليوم . وفي خنشلة تضيف العائلة الهاربة من جحيم النار وملاحقة الكتائب في ليبيا والتي ظلت مشردة بخنشلة منذ أزيد من 10 أيام أنهم اشتكوا إلى رئيس الدائرة وطلبوا منه ولو خيمة يحتمون بها مؤقتا إلا أنه قال لهم بالحرف الواحد ليس لدي شيء أفعله لكم وحاولوا لقاء والي الولاية إلا أنه كان مشغولا قبل أن يخرج في عطلته الصيفية أما الأمين العام في الولاية فظل حسبهم في كل مرة يعتذر عن لقائهم بسبب ثقل المسؤوليات والاجتماعات مع المسؤولين أما المجلس الولائي فهو بدوره في شلل شبه تام بعد استقالة رئيسه وعودته إلى مقر سكناه في قسنطينة منذ قرابة شهر دون استخلافه وكان آخر لقاء معهم مع مدير التقنين والشؤون العامة الذي وعدهم بإجراء اتصالات مع المعنيين للبحث عن حل لهم . العائلة من خلال آخر ساعة ترفع نداء استغاثة إلى السلطات للتدخل شخصيا لإيجاد حل لهم عوض تركهم هكذا لاجئين في وطنهم وفي موطنهم الأصلي بخنشلة