قال لمرافقة الجهود التنموية للسلطات العمومية،أعمر تاقجوت: ضرورة تأسيس جبهة عمالية قوية للحفاظ على مصالح البلاد    ميلاد مجموعة 3 بقرطاج: المغرب العربي للعمل بدل مغرب عربي الشعارات    من أجل رفع نسبة الإدماج في مختلف الصناعات،زيتوني من وهران: يستوجب على الصناعيين الجزائريين الاستثمار في إنتاج المواد الأولية    هكذا يُمهّد الصهاينة لاجتياح رفح..    الشروع في تنفيذ غراسة نموذجية لإنتاج شتلات الأرقان    أمطار مرتقبة على عدة ولايات ابتداء من مساء اليوم الاثنين    فندق سيرتا العمومي يدخل حيز الخدمة قريبا    بهدف القيام بحفريات معمقة لاستكشاف التراث الثقافي للجزائر: مولوجي:منحنا 152 رخصة بحث أثري على المستوى الوطني    تظاهرات مُكثّفة.. وإبراز المكاسب العريقة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    اتحاد العاصمة يعود إلى أرض الوطن.. وينتظر فصل ال «تاس»    عرقاب يتحادث بإيطاليا مع عدة مسؤولين وممثلين عن منظمات دولية وإقليمية في مجال الطاقة    عرض محاور إستراتيجية الجزائر لتعزيز الأمن الغذائي    التوقيع على مذكرة تفاهم لإنتاج الطاقة المتجددة بالجزائر    الأربعاء 1 ماي عطلة مدفوعة الأجر    تحديد موعد مقابلتي إ - العاصمة ش - القبائل وإ - خنشلة ش - بلوزداد    أنديتنا أظهرت مستوى رفيعا بالموعد القاري في وهران    الأمن السيبراني : ورشة حول الاستراتيجية الوطنية لأمن الأنظمة المعلوماتية    الجيش الصحراوي يواصل استهداف مواقع عسكرية متنوعة للجيش المغربي بقطاعي المحبس والفرسية    إرادة برتغالية كبيرة في تطوير علاقاتها الاقتصادية مع الجزائر    لا بديل عن تعزيز الجهود لدعم ومرافقة مشاريع تربية المائيات    الإحصاء الفلاحي..قاعدة بيانات شاملة لتقليص فاتورة الاستيراد    بن رحمة يُهدي البياسجي اللقب!    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    استئناف حجز التذاكر للحجاج عبر مطار بأدرار    عنابة: حجز قرابة 30 ألف قرص مهلوس    الرئيسان الكيني والموريتاني يحملان الوزير الأول نقل تحياتهما وتقديرهما البالغين لرئيس الجمهورية    الكيان المجرم فشل في تشويه "الأونروا"    بن شيخة يقرر مغادرة سيمبا التنزاني    مهرجان عنابة.. فرصة مثالية لاسترجاع جمهور السينما    السينما الفلسطينية ترعب الكيان الصهيوني    السفّاحون الصهاينة في مرمى العدالة الدولية    بحث سبل التعاون بين "كوسوب" وهيئة قطر لأسواق المال    السيد عطاف يشارك بالرياض في اجتماع وزاري لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين بما في ذلك الاعتراف بالدولة الفلسطينية    موعد عائلي وشباني بألوان الربيع    الوريدة".. تاريخ عريق يفوح بعبق الأصالة "    الدكتور عبد الحميد عفرة: الجزائر معرضة ل 18 نوعا من الأخطار الطبيعية تم تقنينها    بوزيدي : المنتجات المقترحة من طرف البنوك في الجزائر تتطابق مع مبادئ الشريعة الإسلامية    إجراء اختبارات أول بكالوريا في شعبة الفنون    تيارت/ انطلاق إعادة تأهيل مركز الفروسية الأمير عبد القادر قريبا    هنية يُعبّر عن إكباره للجزائر حكومةً وشعباً    سنتصدّى لكلّ من يسيء للمرجعية الدينية    العالم بعد 200 يوم من العدوان على غزة    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    الجزائر وفرت الآليات الكفيلة بحماية المسنّين    العدوان على غزة: الرئيس عباس يدعو الولايات المتحدة لمنع الكيان الصهيوني من اجتياح مدينة رفح    دورة تدريبية خاصة بالحج في العاصمة    عون أشرف على العملية من مصنع "نوفونورديسك" ببوفاريك: الجزائر تشرع في تصدير الأنسولين إلى السعودية    إبراز دور وسائل الإعلام في إنهاء الاستعمار    راتب بن ناصر أحد أسباب ميلان للتخلص منه    "العايلة" ليس فيلما تاريخيا    عائد الاستثمار في السينما بأوروبا مثير للاهتمام    "الحراك" يفتح ملفات الفساد ويتتبع فاعليه    أرسنال يتقدم في مفاوضات ضمّ آيت نوري    تعزيز القدرات والمهارات لفائدة منظومة الحج والعمرة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    أهمية العمل وإتقانه في الإسلام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثمة تجربة شعرية جزائرية حداثية لكنها تبقى معزولة عن التقويم
أحمد بوزيان يتحدث عن مغامرته مع الجنس الشعري ل ''صوت الأحرار''
نشر في صوت الأحرار يوم 23 - 04 - 2014

يتحدث الشاعرالشعبي أحمد بوزيان في هذا الحوار عن جديده الذي صدر مؤخرا و الموسوم ب»»انتفاضة القوافي» ويثير العديد من القضايا التي تعنى بالحركة الأدبية الجزائرية عموما والشعرية خصوصا ويكشف لنا مغامراته مع الجنس الشعري بعد رحلة طويلة مع الكتابة ،البحث والإبداع في ظل العراقيل التي تدخل الشاعر في دوامة .
● بعد هذه الأعوام من الكتابة والبحث في هذا الجنس الشعري، كيف كانت تجربتك ؟
¯ كانت تجربتي مع الشعر ومازالت نوعا من التقاطب تارة تجدبني القصيدة إليها و تارة أجدبها عنوة وقسرا في جدل من المغالبة و في كل الحالات تأخذ مني الكثير من صحتي ومن شعوري لتتركني كما لو أنني خراب ينتظر صيّبا من السماء لتعاودني التجربة مرّة أخرى من البناء و الهدم كما يقول صلاح عبد الصبور:» الشعراء فيهم شهوة إصلاح العالم «، و مع ذلك يظل العالم كما هو في زيفه وأظل أحاول مرّة ومرّات برؤيا حالمة إصلاح هذا الانحراف و لكن صلادة العالم أكبر من حلمي الوردي.
● حدثنا عن جديدك؟
¯ صدر لي مؤخرا ديوان موسوم ب: »انتفاضة القوافي» مسموع ومقروء عن منشورات فاصلة تضمن ستة وعشرون (26) قصيدة بدأتها بمطوّلة مدح فيها خير البرية ثم تخلل الديوان قصائد في الاجتماعيات والحكمة والغزل والعتاب...
وقد مارست فيه البحور القديمة التي ركبها الأوائل حتى لا يظن القارئ أنه أمام شاعر من القرن الثامن عشر لغة ومعنى وتشكيلا وأسلوبا.
على مستوى الإبداع: ما زلت أكتب و مازلت في عملية التجريب سواء من خلال الشكل الكلاسيكي القديم بإيقاعاته المختلفة و أوزانه المتعددة أو بالشكل الحداثي الجديد الذي يقتضي قدرة شعرية مفارقة، و كثير من قلدني في ذلك لكنه كما يقول أدونيس وقع في شعرية الشكل.
2 على مستوى البحث: فأنا أشتغل على جمع و تأصيل الشعر المغاربي القديم مع موازنات على مستوى الإيقاع و الوزن و اللغة و الأسلوب و الصورة و أنا على وشك الانتهاء و سيرى النور قريبا بالإضافة إلى التنقيب عن شعراء المنطقة المغمورين مع تقييد نماذج من أشعارهم و هو جهد أرهقني كثيرا أسأل الله أن يوفقني فيه.
● كيف تتشكّل القصيدة لديك, انفعال، عزلة،انتصار، أم لحظات صفاء؟
¯ الشعر لا يكتب من خلال القواعد أو النظريات أوالتخطيط المسبق، يقول نزار قباني في السؤال نفسه:» القصيدة هي التي تكتبني« ، لقد وقفت كل النظريات عاجزة أمام تحليل ظاهرة الإبداع حتى فريود نفسه أقرّ بذلك، و يقول الفرزدق عن سؤال وجّه إليه بهذا المعنى» لقلع ضرس أهون علي من قول بيت من الشعر«، و كان جرير يصيح و يتململ قبل ميلاد القصيدة، و كان ذو الرمّة ينزوي في خلوة، أما فولتير فكان يضع أمامه طبقا من التفّاح العفن قبل ميلاد القصيدة. فالقصيدة تأتي بلا ميعاد وبلا ميلاد فتارة تأتي من القبض وتارة من البسط و تارة من منظر
و تارة من موقف و تارة من خبر وتارة من الذاكرة و هكذا.....
● هناك من يقول أن الشعر لغة ما عادت صالحة لهذا الزمن، ما قولك؟
¯ سئل العقاد عن حاجة الإنسان المعاصر للشعر وسط التكالب المادي و هذه الفوضى في المعارف و الأذواق فأجاب أن حاجة الإنسان المعاصر للشعر أشد من حاجة الإنسان القديم ليقيم توازنا مفقودا بين الداخل و الخارج، بين ما هو كائن في الواقع و ما يجب أن يكون، ودورالشاعر في ذلك هو إقامة هذه التعادلية إلا أن ثمة فارقا بين شعر و شعر فاللغة التي تحرك السواكن وتسكن المتحرك هي التي تحدث هذه الطفرة في المتلقي من خلال الإنزياحات التي يحدثها الشاعر في اللغة.
● ماذا عن تجربتك مع النشر؟
¯كما يعلم الخاص والعام أنّه ليست لنا دور نشر بالمعنى العلمي الأكاديمي و إنما هي دور تجارة كثيرا ما تتعب الشاعر أوالأديب وتوقعه في دوامة أكبر من حجمه مما يبقى الإبداع رهين صاحبه اللهم إلا إذا كان صاحب علاقات أو صاحب مال و المبدع الحقيقي أبعد ما يكون عن الصنفين، و إن أي ملاحظة عاجلة أو فاحصة على ما ينشر سنجد الكثير من الغث على حساب التجارب الشعرية الرائدة التي ما تزال مخطوطة و خصوصا في الجزائر العميقة، أما تجربتي الشخصية فهي تتأرجح بين يسر تارة
و عسر تارة أخرى و أغلبها على حسابي الخاص.
● ربما قد تكون أول شاعر أصدر ديوانا مسموعا، فكيف كانت هذه التجربة؟
¯ ربما قد تكون أول تجربة و المتلقي هو الذي يحكم على جديتها من عدمها، فالشعر الشعبي خاصة و الشعر عامة لا يكون إلا بالإلقاء و لا يمكنه إحداث التأثير في المتلقي إلا بعملية الإلقاء، فالإلقاء يجعل المتلقي في مواجهة اللحظة الشعرية، و الإنخطاف بل الهزة التي تولد الفعل الشعري، و كثيرا ما ارتبط الشعر بالإنشاد، فأحمد شوقي مثلا كان لا يقرأ قصائده لكن يوكّل عنه من يقرأها لأنه كان لا يحسن الإلقاء، فخمسون من المائة في نجاح القصيدة يكون في الإلقاء، و قد إلتفتت الدراسات المعاصرة إلى ما يسمى بشعرية الإلقاء. و في القرآن الكريم يقدم السمع على باقي الحواس لأن السمع يرتبط مباشرة بالتلقي ثم بالوعي فيكون الإدراك كليا ثم التحليل إلى أجزاء.
● كيف تنظر إلى أدب الشباب و مستقبل الكتابة الأدبية في الجزائر؟
¯ من خلال احتكاكي بالشعراء الشباب لا أغالي إن قلت أن ثمة تجربة شعرية جزائرية حداثية لكنها تبقى معزولة عن التقويم و النقد لا الانطباع الصحافي و لا الأكاديمي العلمي و لا حتى من ذوي المتخصصين من الشعراء، لتبقى التجربة في الأخير ذاتية لا تكاد تنفصل عن التقليد مما يجعلها تكبو ساقطة في الاجترار و التكرار و أكاد أجزم أن المهرجانات الاحتفالية هي التي كرست هذه الرداءة.
● و هل أضاف الجيل الجديد شيئا إلى الأدب؟
¯ يصعب محاكمة التجديد في شاعر أو شاعرين، نحن لا نكاد نعرف ما هي الاتجاهات الشعرية الشعبية المعاصرة، ما هي روافدها و لا نملك أنطولوجيا تؤرخ لهذه التجارب حتى نعرف مفاصل هذه الانطلاقات و لا هذه المحطات لتبقى عملية التجديد ترتهن إلى أفراد بأسمائهم المخصوصة دون أن أسميهم حتى لا أغضب من أحبهم.
● كيف تفسر لنا ظاهرة انحصار جمهور الشعر في وقتنا الراهن، هل هو قصور من الشاعر أم أن آليات التلقي لم تعد تواكب حاجات العصر؟
¯ ربما هذا السؤال في غير موضعه حسب تجربتي الخاصة، فكلما اعتليت منصة الشعر إلا و أجد المتلقي يتفاعل فرحا أو ترحا بحسب الموضوع الذي أثيره فيه، فإنني أجد تماهيا مع متلقي الشعر الشعبي خاصة بخلاف ما ألاحظه من بعض الشعراء الذين لا يكتبون شعرا و إنما يكتبون تاريخا و تقارير صحفية مما يجعل المتلقي متذمرا مما يسمع فهو جاء ليسمع شعرا لا كلاما عاديا، و كما يقول أحمد شوقي:
و الشعر إن لم يهززك عند سماعه فليس حريا أن يسمى شعراو يقول إيليا أبو ماضي:
لست مني إن حسبت الشعر ألفاظا و وزنا
خالف دربك دربي و انقضى ما كان منا
إن بعض القول فن فاجعل الإصغاء فنا
● هل نعاني اليوم من غياب المثقف النقدي؟
¯ على الرغم من الكم الهائل من الإنتاج الشعري في الأدب الشعبي على ما فيه من غث و سمين إلا أن غياب النقد الجاد حال دون تحقيق مدرسة نقدية في الأدب الشعبي بخلاف الأدب الرسمي الذي حقق قفزات نوعية بدءا من أفلاطون إلى أرسطو إلى هيقل إلى المدارس النقدية المعاصرة التي ما فتئت تقوّم الأدب
و تضيف إليه ما يجب أن ينضاف و هذا ما لم يتحقق في الأدب الشعبي الذي بقي حبيس الانفعالات و ردود الأفعال، فهناك أكاديميون يتعاطون مع الأدب الشعبي من خلال النظريات الغربية كنظرية فلاديمير بوب أو المدارس الشكلانية أو السيمايائية التي حاولت علمنة الأدب لكنها فشلت في تلمس الأدب و الفنية الجمالية، و هؤلاء النقاد لا يكاد واحد منهم يحفظ بيت من الشعر.
● ما رأيك في اهتمام وزارة الثقافة بجمع التراث؟
¯ على الرغم مما تبذله الدولة الجزائرية من جهود في جمع التراث الشعبي إلا أنها خطوة ضئيلة و ضئيلة جدا إذا ما قيس بحجم الجزائر
و شعرائها و هو ما استطاع جيراننا في المغرب تحقيقه بإنشاء الأكاديمية الملكية موسوعة التراث التي تعنى بجمع و تحقيق التراث الشفاهي و الكتابي و هو ما يحز في نفوسنا لأن في الجزائر طاقات هائلة جدا ما زالت في حاجة إلى بعث و تحقيق و تنقيب لأنها فنيا تفرض حضورها الجمالي.
● كيف هي علاقتك بالمطربين؟
¯ إن علاقتي بالمطربين هي كعلاقة المتصوف بالفقيه و مع ذلك فإني أستثني منهم القلة القليلة، ذلك أن المطربين يبحثون عن الكلمات الضحلة التي تجد رواجا في السوق و لكنني أعزف عن ذلك لأن علاقتي بالفن أبعد ما تكون عن مصطلح السوق، إن علاقتي بقصائدي كعلاقتي ببناتي فلا أرتضي لهن إلا من أجده قريبا من نفسي، و مع ذلك كانت لي أعمالا مع كل من الفنان المرحوم محمد بوليفة و الأوركسترا السنفونية الوطنية، و الفنان محمد فؤاد ومان، و لدي عدة مشاريع مع الفنان صادق جمعاوي و الفنان رضا دوماز
و آخرون...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.