عاشت ولاية المدية حالة طوارئ قصوى، نتيجة إصابة قرابة 219 بقرة بداء الحمى القلاعية ببلدية بئر بن عابد لوحدها وذلك على غرار العديد من ولايات الوطن، مما استدعى تدخل مديرية المصالح الفلاحية التي نظمت حملة تحسيسية حول هذا الداء أول أمس بدار الشباب ببلدية القلب الكبير تم من خلالها استدعاء عديد من المربين المتضررين ومحاولة إعطائهم نصائح وإرشادات لمجابهة داء الحمى القلاعية الذي فتك إلى حد الساعة بأزيد من 200 بقرة بذات البلدية. بعد انتشار المرض وتسجيل بؤر جديدة للداء البياطرة يحذرون مربو الأبقار من التستر عن الحالات المصابة نظمت بحر الأسبوع الفارط المصالح الفلاحية لولاية المدية حملة تحسيسية لفائدة مربي الأبقار، وذلك بدار الشباب بالقلب الكبير لفائدة مربي دوائر القلب الكبير العزيزية تابلاط وبني سليمان، وتدخل الحملة في إطار القضاء على داء الحمى القلاعية، والذي عرف انتشارا واسعا هذه الأيام بالبلديات الشرقية للولاية ،على غرار بلدية بئر بن عابد، تابلاط، بني سليمان، بوسكن والعيساوية. اليوم التحسيسي حضره إلى جانب مدير المصالح الفلاحية لولاية المدية ، كل من المفتش البيطري للولاية إلى جانب رئيس الغرفة الفلاحية ورئيس دائرة القلب الكبير وكذا رؤساء المجالس الشعبية لكل من بلديات بئر بن عابد ومزغنة وبوسكن وبني سليمان ، إضافة إلى مئات الفلاحين ومربي الأبقار والمواشي من مختلف المناطق المتضررة بالجهة الشرقية للولاية. وقد استهل مدير المصالح الفلاحية لولاية المدية كلمته بتقديم إحصاءات حول تطور المرض، والذي عرف أول ظهور لداء الحمى القلاعية ببلدية بن شكاو أولى أيام عيد الفطر المبارك، أين تم احتواء ووأد الداء في مهده عن طريق ذبح جميع الأبقار الثمانية المصابة ، كما عرفت بلدية المفاتحة هي الأخرى ظهور ما يقارب 15 حالة تم احتوائها هي الأخرى، لينتقل المرض إلى بلديات الجهة الشرقية على غرار بئر بن عابد بني سليمان والسواقي وكذا بلديتي تابلاط والعيساوية قادما من ولاية البويرة. كما أكد مدير المصالح الفلاحية أن وجوده هنا يرجع بالأساس إلى الانتشار الرهيب لهذا الداء ببلدية بئر بن عابد الفلاحية، والتي أحصت وحدها حسب ذات المتحدث أزيد من 219 حالة إصابة من بين 253حالة تم تسجيلها على مستوى تراب الولاية، بسبب عدم تبليغ المربين بحالات الإصابة، وكذا عدم تجاوب المربين مع اللقاح الذي تم تخصيصه لهم في شهري ماي وأكتوبر الفارطين، أين تم تلقيح آنذاك ما يقارب 39 ألف بقرة من أصل 50 ألف رأس وهو المجموع الكلي للثروة الحيوانية للأبقار بولاية المدية. وفي تصريح ل »صوت الأحرار«، قال مدير المصالح الفلاحية بالمدية أن حملته التحسيسية هذه جاءت للقضاء على الإشاعات وكلام المقاهي وطمأنة الفلاحين والمربين بان إجراء غلق الأسواق لمصلحتهم ومصلحة الاقتصاد الوطني وأنه مرهون بالقضاء على المرض مضيفا أن التعويض سيكون للكل دون استثناء شرط إتباع الإجراءات اللازمة وبملف كامل وستباشر المصالح المعنية استقبال ملفات المتضررين في أقرب الآجال، مضيفا انه يجب محاصرة هذا الداء الخطير والقضاء عليه ومنعه من الانتشار في بلديات الولاية الأخرى كذلك عرفنا الفلاحين بكيفيات الوقاية من المرض وكيفية الذبح الصحي وكذا المحافظة على أبقارهم حتى لا ينتقل إليها المرض كما أكدنا على الفلاحين الانضباط وتطبيق التعليمات التي تصلهم من المصالح الفلاحية وكذلك الأمنية . مدير المصالح الفلاحية أضاف أن الفلاحين والمربين فعلا شعروا بالتهديد وأدركوا فعلا حجم الخطورة قائلا إنه سيتم تلقيح كل الأبقار على مستوى الولاية غي بحر الأسبوع القادم وندرك تماما أن سكان الجهة الشرقية من المدية نشاطهم الأساسي تربية الأبقار والمتاجرة بها لذلك كلما تعاونوا معنا للقضاء على الداء كلما تقلصت فترة غلق الأسواق , وعن التعويض أضاف ذات المتحدث أن لكل ذي حق حقه شرط إتباع الإجراءات القانونية وتقديم ملف كامل وفور محاصرة المرض سيفتح المجال لاستقبال الملفات وتعويض أصحابها . من جهته المفتش البيطري للولاية طمئن جميع المربين بأن مصالحه تسعى جاهدة إلى احتواء المرض، وعن سؤال أحد المربين على الخطة المنتهجة من طرفهم لاحتواء المرض، صرح هذا الأخير أن المفتشية البيطرية ستحدث طوق وحزام عازل حول منطقة بئر بن عابد حتى لا ينتشر المرض بالبلديات المجاورة، وسيتم تلقيح جميع بؤر المرض ببلديات الجهة الشرقية فور احتواء الداء، كما دعا مربي بلدية بئر بن عابد إلى التعاون من المصالح البيطرية من خلال التصريح بجميع الحالات المصابة حتى يتسنى لهم القضاء عليها، وهدد بمتابعة كل من يتستر على هذا المرض قضائيا. المربون من جهتهم طرحوا مشكلة تخزين اللحوم التي يتم ذبحها، وفي هذا الشأن طمئن مدير المصالح الفلاحية جميع المربين أن جميع الأبقار التي يتم ذبحها سيتم تخزينها في غرف التبريد المتاحة إلى جانب فتح المذبح البلدي بالبر واقية أمام المربين من أجل تسويقها في أحسن الظروف، وعن حصة الولاية من اللقاح ، أجاب مدير المصالح الفلاحية بان الولاية استفادت من 5 آلاف جرعة لقاح سيتم توزيعها على المربين خلال ثلاثة أيام ،في انتظار كمية أخرى من طرف الوزارة، أما فيما يخص التعويض فأكد ذات المدير أن كل من يلتزم بالتصريح عن حالات المرض سيتم تعويضه وفقا لملف كامل يتم إيداعه على مستوى مديرية المصالح الفلاحية. المفتش البيطري الدكتور سلامة محمد ل »صوت الأحرار« عملية التلقيح لن تشمل المناطق التي انتشر فيها الداء فقط قال المفتش البيطري الدكتور محمد سلامة، في تصريح خص به »صوت الأحرار«، إنه كان لزاما علينا تنظيم هذا اللقاء التحسيسي لانتشار المرض بهذه المنطقة خاصة في بلدية بئر بن عابد فالنسبة الأكبر على مستوى الولاية كانت بهذه البلدية والوضعية مخيفة وتجند الجميع مطلوب وهناك تجاوب كبير من الفلاحين والمربين يبشر بالخير وانشغالاتهم المطروحة في محلها وقد أجبنا عنها وأزلنا كثيرا من المخاوف محمد سلامة. وأضاف، أنه إذا تم العمل بالنصائح والإرشادات سنحاصر المرض ونقضي عليه وتعود الأمور إلى مجراها الطبيعي من فتح الأسواق وتنقل الحيوانات وغير ذلك، موضحا أن عملية التلقيح لن تشمل المناطق المصابة بل سيكون هناك حزاما حولها فلا نستطيع تلقيح الأبقار المصابة لأن ذلك سيزيد الوضعية تعقيدا فالحيوان المصاب إذا قمنا بتلقيحه نعجل بظهور أعراض المرض في ساعات قليلة وعن سؤال صوت الأحرار فيما يخص طوابير الفلاحين في مدخل مذبح العزيزية باعتباره الأقرب لبلدية بئر بن عابد وكذا استغلال الفرصة من طرف أصحابه بمضاعفة ثمن الذبح والتبريد مما زاد من أتعاب المربين أجاب المفتش البيطري أنه يمكن فتح مذابح أخرى طاقتها الاستيعابية أكبر على غرار البر واقية والمدية لكن ذلك قد يزيد من انتشار المرض فالسفر بالأبقار من الجهة الشرقية إلى تلك المذابح يجعلنا نمر بها على دوائر غير مصابة على غرار سيدي نعمان والبرواقية لذلك سنعمل على الاستقبال الحسن للفلاحين بمذبح العزيزية باعتباره الأقرب وسنتخذ الإجراءات الردعية اللازمة ضد من يتقاعس في أداء مهمته خاصة في هذا الوقت بالذات المفتش البيطري محمد سلامة وجه عبر صوت الأحرار نداء لكل الفلاحين والمربين بتطبيق التعليمات للتعجيل بالقضاء على هذا الداء الخطير الذي يؤثر على الاقتصاد الوطني وعلى الفلاحين أنفسهم. حالة رعب لدى الفلاحي سعر مادة الجير يقفز للأعلى بسبب الحمى القلاعية ❍ أفاد مربون وفلاحون ممن التقتهم »صوت الأحرار« بالجهة الشرقية للولاية أن داء الحمى القلاعية أصبح هاجسهم الوحيد، فمهنتهم الأساسية منذ القديم تربية الأبقار والمتاجرة بها والأسواق بمثابة الماء للسمكة فرغم إدراكهم لخطورة الوضع إلا أنهم يطالبون المسؤولين بالتعجيل بالتلقيح وفتح الأسواق أمامهم لممارسة نشاطهم قائلين إن شبح البطالة يهددهم في حالة إطالة عمر الغلق، حيث قال رابح موال من بئر بن عابد، إنه تعود أن ينهض ليلا للسفر إلى السوق منذ سنين طويلة مما جعله يستيقظ في نفس التوقيت والذهاب إلى المدينة للجلوس في المقهى وقراءة الجرائد للتعرف على جديد المرض من جهته محمد مستفيد من الأبقار في إطار لونساج قال انه كان يأمل أن يستفيد من تربية أبقاره وبالتالي يرجع ما عليه من قروض مؤكدا بلهجة الحزين إنه لا ينام الليل واعتناؤه بأبقاره اعتناء الأم بأبنائها مطالبا السلطات بالتعجيل باحتواء المرض كما لم يخف تخوفه من مشكل التعويض أما حسين فقال إن وسيلتنا في محاربة المرض هي مادة الجير في ظل انعدام التلقيح حسب نصائح المصالح الفلاحية مؤكدا أن التجار استغلوا الفرصة بمضاعفة تمنه وفي محلات أخرى أصبح مفقودا تماما. في ظل تأخر اللقاح الحاجة أم الاختراع ❍ توصل أحد موالي بلدية بئر بن عابد إلى اكتشاف دواء تقليدي لفيروس الحمى القلاعية الدواء وبالتجربة اثبت فعاليته الموال في عقده الرابع وبعد أن ظهرت أعراض المرض على ماشيته قام بتجربة خلطة متكونة من أوراق الزيتون مع الثوم والملح بماء جافيل ثم قام بالمسح بها على رؤوس الأبقار ووضع القليل من الخلطة تحت لسان الأبقار وبعد أيام لاحظ ذات الموال تحسن وشفاء أبقاره وهو اليوم يقوم بتعميم هذه الوصفة على جميع موالي ومربي الأبقار ببلدية بئر بن عابد.
