صدر مؤخرا عن منشورات مؤسسة المختار للطباعة و النشر مذكرات الملازم الثاني المجاهد الصغير عبد الصمد دونها الكاتب لمباركية نوار في كتاب يحمل عنوان » بندقية من جبل بوعريف«، الذي يعد إضافة للمكتبة التاريخية وهو كتاب يؤرخ صاحبه بما يتذكر من معلومات و أماكن و تواريخ عايشها ويخوض فيه في يوميات ثورتنا بالسرد و التعليق بعيدا عن الفضاء الرسمي المنمطة و الموجهة. كما تطرق المؤلف في كتابه الذي قسمه إلى تسعة فصول إلى مختلف المراحل التي ميزت حياته و مشاركاته في عدة معارك طاحنة واجهها أمام العدو الفرنسي ، ويؤكد المجاهد الصغير عبد الصمد في مقدمة الكتاب انه من حق الأجيال الجديدة علينا من الاطلاع على ثورتنا التحريرية العملاقة وما أنجبته من ثمرة عظيمة متمثلة في افتكاك استقلالنا من بين أيدي الغاضب اللعين بعد أن عبث بحرمة وطننا لعقود طالت. ولم يخف الكاتب في مذكرته انه أثناء سنوات الثورة لم يكن التدوين ملاحقا لكل الأحداث التي جرت خلالها من جانبنا بسبب تفشي الأمية بين معاشر المجاهدين، ومن جراء كثرة للأحداث وتسرعها ومع ضياع جل الوثائق المحررة أمضينا سنوات اكتشفنا فيها بالسرد ورواية أحداث ثورتنا على الأسماع كلما أحيينا مناسبة وطنية. ومن المعروف يضيف الكاتب أم الكلام المروي ومهما كان دقيق فانه معرض للزيادة و النقصان والتشويه و التحريف. في مستهل مذكراته أكد الكاتب أنها رأت النور لتكون بين أيدي أجيال الاستقلال من دون إخراجها من إطارها الزماني، وتجريدها من بعدها المكاني، وإبعادها عن حلبة الظروف التي نشأت أو دارت فيها. كما تناول المجاهد الصغير عبد الصمد عبر فصول كتابه مختلف المحطات التي طبعت حياته بدا ب زاوية أجداده في جبل عريف ، حيث قدم في الفصل الأول تعريفا شاملا لهذه الزاوية مع وصفه لنظام التعليم فيها وتوقف عند دور الشيخ سيدي محمد بن سيدي محمد في تطوير مناهج وطرائق التعليم في للزاوية.وفي الفصل الثاني تناول الكاتب الميلاد وأطوار الطفولة ومراحل الدراسة ، وفي الفصل الثالث من مذكراته تحدث المجاهد عن إرهاصات الثورة التحريرية محليا و انطلاقتها. أما في القسم الرابع يسرد الكاتب كيف انخرط في الثورة التحريرية ولقائه الأول بحاملي مشعل الجهاد، وظروف توليه مسؤولية مركز الاتصال ، ثم يوصف لنا كيفية اعتقاله بباتنة وتحويله إلى مستشفى المدينة وأيام سجنه . ومما تناوله الكاتب في فصول مذكرات » من يوميات الثورة التحريرية في الأوراس« ،» قصة أسد شليا« ، مغامرة الرحلة إلى بلاد تونس عبر الصحراء، » الذهاب في بعثة إلى أرض مصر الكنانة ،»قوارع الزمن في الجزائر المستقلة. كما ذيل الكتاب الذي جاء في حجم متوسط في 365 صفحة بملحق وثائقي متضمن جداول مفصلة تظهر مختلف أوجه مساهمات أبناء و بنات عائلة عبد الصمد في الثورة التحريرية مستعينا في تدوينته التاريخية بمجموعة من الصور و الوثائق عن تاريخ الثورة في منطقة الأوراس.