أضحت مختلف أنواع الطيور الجوارح التي تعيش وتتكاثر بالحظيرة الوطنية لجرجرة مهددة بالانقراض لأسباب مرتبطة أساسا بتغير وسطها الطبيعي وفق ما ذكره متخصص في دراسة الطيور بجامعة تيزي وزو محمد بوخمزة والذي أوضح بأن التغيرات التي طرأت على السلسلة الغذائية التي تجمع بين مختلف أنواع الحيوانات و الناجمة خاصة عن الإفراط في استعمال المبيدات في الفلاحة تعرض هذه الطيور لخطر التسمم كونها تحتل قمة هرم السلسلة الغذائية. وأضاف المسؤول أن كاسر العظام و النسر الملكي و الشوحة و العقاب الأصهب تعد من بين 11 نوعا من الطيور الجوارح التي تعيش بهذه الحظيرة الطبيعية المتربعة على مساحة قدرها 18000 هكتار موزعة بين ولايتي تيزي وزو و البويرة. ويتمثل عامل التهديد الآخر المسجل من طرف هذا الاختصاصي في تخلي المربين عن توجيه مواشيهم للرعي بمرتفعات جرجرة و هو ما حرم هذه الطيور من الغذاء الذي كانت تتحصل عليه لغاية الثمانينات انطلاقا من الماشية المتعرضة لحوادث أو النافقة بسبب المرض و كذا عن طريق انتشار بقايا الحيوانات في الطبيعة. كما أن استهلاك الجيف غالبا ما يتسبب في نفوق هذه الطيور كون الرعاة يلجئون إلى تسميم حيواناتهم النافقة التي يتخلون عنها في الهواء الطلق بدلا من دفنها. وحسب الرعاة فإن هذا الطعم المتسمم موجه للتخلص من ابن آوى و الضباع التي تشكل خطرا على الحيوانات الأليفة. وأضاف بوخمزة أن هذه الطيور و رغم كونها تعيش في جوف الصخور المنيعة إلا أنها زعرضة لاعتداءات الإنسان الذي يقضي عليها رغم أنها غير صالحة للاستهلاك أو يقوم بتخريب أعشاشها.س وذكر هذا الاختصاصي بأن هذه الطيور تقدم خدمات جليلة للبيئة حيث تخلصها من الجيف و القوا ضم و الزواحف و هو ما جعلها توصف بمنظفي الطبيعة.س ومن بين الطيور الجوارح التي تعيش بهذه المرتفعات يعد طائر كاسر العظام من زالأنواع الأكثر غموضاس التي يمكنها العيش لمدة 40 سنة و لا تضع سوى بيضة واحدة في السنة. و ينبغي حماية الطائر الصغير ضد الطيور الأخرى لاسيما الغراب.