العام الماضي صرح ساركوزي بان الدور سيأتي علي الجزائر، لان برنار ليفيي منظر اليهود وعده بربيع مربع في الجزائر...وكلاهما متأكد من ذلك.. وأعقب ذلك تصريح كوشنيربقوله: - أن ذهاب جيل ثورة أول نوفمبر )يعني موته( سيجعل مستقبل فرنسابالجزائر أكثر إشراقا. وإذا ما تمعننا خطاب السيد رئيس الجمهورية في سطيف نلاحظ أن الإجابة قاطعة علي هذه التصريحات العدائية من خلال تثمين أول نوفمبر وضرورة حمل المشعل سواء بوضع النقاط علي الأحرف أو تركها مفتوحة للتبصر فيها وإضاءة البصر...إلى جانب حدس السيد الرئيس بأهمية التجاوب معه في كل المحطات المصيرية. إن نتائج الانتخابات التشريعية )10 ماي 2012( دحضت كل تنظيرات سبق الإصرار والترصد الخارجية، وأثبتت بالملموس أن الشعب الجزائري بحسه الوطني الصادق وبتقديره لأهمية الموعد يعرف كيف يعيد حساباته ويرتب بيته في هدوء وبروح وطنية ومسؤولية عالية..فالانتصار كان للجزائر أولا وآخرا..وهذا هو المفيد والجديد... إننا نعرف جميعا أن المنظمات العالمية وممثلي الجامعة العربية والاتحادات الدولية بأنواعها خصوصا ممثلي الاتحاد الأوروبي، التي جاءت جميعها لمراقبة الانتخابات التشريعية في الجزائر لو سجلت أي تزوير أو خرق للقانون أو فبركة أو إخلال بالنظام وتنظيم الانتخابات إداريا وماديا وامنيا لقامت بمهمة التشهير والاتهام والمرافعة بسرعة البرق ولأعلنت نتائجها قبل الانتخابات.. لو حصل أن سجلت أي شيء خصوصا علي مستوي الأمن وتامين الانتخابات لطبلت وزمرت وضخمت عبر وسائلها الإعلامية وقنواتها الحكومية وغير الحكومية بل لأقدمت هي نفسها علي الشكوى ضد الجزائر لدي الأممالمتحدة وغير المتحدة... لو حصل ذلك لفعلت بكل ابتهاج ولذة لان الترصد الذي تعانيه الجزائر علي مدار عشرات السنين كان كافيا للانقضاض علي هذه الفرصة بالاتهام الصريح وغير الصريح... ولكن شاء الشعب الجزائري أن يكسر كل الحسابات داخليا وخارجيا ويجعل الجزائر هي ربيعنا... لقد شهد كل أولئك بمستوي الديمقراطية والشفافية والتنظيم المحكم والحكيم وبمستوي الرعاية الكاملة والنوعية في الأداء من الجميع دولة ومواطنين فهنئوا الجزائر مشيدين بكل ما أنجزه أبناء الجزائر...فهل الأحزاب الفاشلة في هذا الاستحقاق أكثر خبرة وفطانة من بان كيمون ومن رؤساء الاتحادات العالمية الأوروبية والعربية وكلها تنتظر أن تدخل الجزائر في الصف وفي الخط الذي رسمته وطبقته هنا وهناك؟... وهل هذه الأحزاب لم تدرك حجمها الفعلي وهي تقف علي الحقيقة التي بدل أن توظفها لصالحها راحت تطعن في الشعب الذي كانت بالأمس تستجديه بأحلام اليقظة... بل هذه الأحزاب لم ترق إلى فهم مضمون التهاني التي تلقتها الجزائر..وللجزائر فقط وراحت تلعب علي الحبلين فتصرح للخارج بالتهديد والأوصاف اللامسؤولة وفي الداخل بواجهتين حسب الأهداف والآمال.... إن ظهور بعض رؤساء الأحزاب الفاشلة في قنوات حمالة الحطب وما شابهها وهم يتفننون في الوصف والتجريح والتهديد أيضا زاد المواطن قناعة بما أعلن عنه في الانتخابات إذ من طبيعة الجزائري أن كل من يتوجه إلى الخارج ليجرح في الجزائر يرفضه بقوة بل ومن يتخذ مرجعيته من الخارج يرفسه بقوة... إن الشعب ) فاق..فاق..فاق..ياناس..(..ولا أمل في لدغه من نفس الجحر مرتين... ومواصفات الشعب في سنة 2012 هي الوعي بكل قضاياه وواقعه وتواجده وحجمه وجراحه ومسؤوليته وحسه الوطني العالي والزائد عن العادي..فلا يلعب أي طرف بوتر الإسلام وبأي مكون يعد من خصائص الجزائري، ولا أن يقترب أي طرف من حدودنا أو شمسنا أو رملنا.. والتفسير الوحيد الذي يعكسه اختيار الشعب لحزب جبهة التحرير الوطني وبعض الأحزاب هو أن) لا تترك ما في يديك وتبع ما في الغار ( مع الاستجابة لنداء الوطن الذي فضل الشعب أن يكون حماته من جيل الثورة مهما كانت أخطاؤهم عسى أن يشبب هذا الجيل أكثر وأوسع ويحمل المشعل بكل اعتزاز وفخر ويحافظ علي الوديعة التي سقاها الشهداء بدمائهم الزكية الخالدة لان حتمية التغيير لامناص منها في ظل الحركية الداخلية والخارجية وسوف يكون سليلو نوفمبر في مستوي التحدي والرسالة والأمانة...