وجه شخص مسبوق قضائيا 17 مرة، ضربة رأسية لمسجون معه بغرفة الحجز بمحكمة باب الوادي بالعاصمة، أردته قتيلا لارتطام جمجمته بحافة كرسي إسمنتي، بسبب خلافات سابقة بينهما. واعترف "م. عبد النور"، 30 سنة، أثناء التحقيق معه بأن عداوة نشأت بينه وبين الضحية "خ. نبيل"، المدعو "كورولا"، منذ 2003، لاعتداء الأخير عليه بمؤسسة إعادة التربية بسركاجي دون أي سبب، فوضعت إدارة المؤسسة العقابية إثرها كل واحد منهما في زنزانة، ولم يلتقيا إلى غاية 14 سبتمبر 2005 حسب ذات المتهم، بغرفة الحجز بمحكمة باب الوادي بالعاصمة على الساعة منتصف النهار، وشاهد "خ. نبيل" فحاول استفساره عن سبب اعتدائه عليه بسجن سركاجي في 2003، فرفض الرد عليه وقال له إنه سيتحدث في الأمر فيما بعد، فحدثت مناوشات كلامية بينهما، ووجه "خ. نبيل" لكمة ل"م. عبد النور" أسفل عينه اليسرى، فرد عليه الأخير برأسية على مستوى جبهته فسقط أرضا جثة هامدة، ونفى المتهم أنه كان ينوي التخلص من الضحية وإنما حاول معرفة أسباب اعتدائه عليه بمؤسسة سركاجي في 2003، والأخذ بثأره منه والدفاع عن نفسه، مشيرا إلى أن "خ. نبيل" المعروف ب"كورولا" معروف بسيرته السيئة بالمؤسسة العقابية ومعتاد الاعتداء على الأشخاص ومسجون لعدة مرات. وأخطر عناصر الشرطة المكلفين بحراسة المساجين بمحكمة باب الوادي، يوم الواقعة، بوجود مسجون داخل غرفة الحجز ساقطا على الأرض في حالة غيبوبة، وعلم بعدها وكيل الجمهورية بالحادثة، وتم تقديم الإسعافات الأولية للضحية في نفس الوقت، ونقلته سيارة الإسعاف إلى مستشفى الحمامات حيث لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بجروحه البليغة على مستوى الجمجمة. واختلفت تصريحات الشهود حول حيثيات الحادثة، إذ أفاد أحدهم بأن المتهم والضحية التقيا بغرفة الحجز بمحكمة باب الوادي فنشبت بينهما مناوشات كلامية، فوجه المتهم للضحية ضربتين رأسيتين على مستوى الجبهة، فأغمي عليه ولقي حتفه بعدها، فيما صرح شاهد آخر بأنه بمجرد دخول "م. عبد النور" غرفة الحجز بالمحكمة، ضرب "خ. نبيل" برأسية وأسقطه أرضا وأغمي عليه، ووجه له ركلة إلى الصدر، وارتطم رأسه بحافة الكرسي الإسمنتي، فيما أكد سجين آخر أن الضحية لم يعتد على المتهم لكونه فاجأه، وضربه فأسقطه أرضا، وقال شاهد آخر إنه سمع المتهم وهو يقول إنه أخذ بثأره من الضحية الذي اعتدى عليه بالمؤسسة العقابية بسركاجي، فيما شكك والدا "خ. نبيل" في أن "م. رضا" المدعو "بشيشة" هو من كلف "م. عبد النور" بالتخلص من ولدهما لوجود خلافات بينهما سابقا. وأدانت محكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة المتهم بعشر سنوات سجنا نافذا، بعدما طالبت النيابة العامة بتسليط عقوبة الإعدام ضده، لكونه معروفا بسوابقه العدلية، وإدانته 17 مرة في عدة قضايا تتعلق بالإجرام، المخدرات، الاعتداء على الأشخاص، بينما طالب دفاعه بإعادة تكييف وقائع الملف المتابع به موكله من جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار إلى جناية الضرب والجرح العمدي المفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها.