أعرب المهندسون المعماريون بولاية سيدي بلعباس عدم رضاهم عن النتاج العمراني الذي تشهده الولاية مؤخرا، والذي وصفوه بغير المطابق للمقاييس الحديثة، وغير المساير للحداثة التي تحترم خصوصية العمارة الإسلامية، فضلا عن عدم التقيد بالإطار البنائي. وقد جاءت هذه الإنتقادات خلال اليوم الدراسي الذي نظمه المهندسون المعماريون بفندق ”إيدن”، أين ناشدوا السلطات المحلية والمديريات التنفيذية ضرورة منح المهندس امتيازات أكثر من خلال إشراكه في مختلف مسابقات الهندسة المعمارية وفتح الأظرفة، وكذا في لجان التحكيم واختيار المشاريع للرفع من مستوى العمران والبناء، الذي بات يعاني الكثير من النقائص والعيوب، خاصة ما تعلق بتهميش المساحات الخضراء وعدم التقيد بأطر البناء، وهي الصورة التي تعكسها العديد من الأحياء الواقعة بالجهة الشمالية للمدينة، والتي تشهد توسعا عمرانيا فوضويا، على غرار حي سيدي الجيلالي الذي لم تحترم فيه مخططات شغل الأراضي والمساحات الخضراء. ويهدف اليوم الدراسي إلى ترقية ورفع مستوى المهندسين المعماريين وإطلاعهم على آخر المستجدات والتقنيات المستعملة في مجال البناء، حيث تطرقت المداخلة الأولى إلى التقنيات الجديدة المستعملة في الأنابيب المتعددة الطبقات الموجهة للتدفئة والترصيص الصحي، بداية بتبيان خصائصها ومميزاتها، هذه الأخيرة التي أنتجتها مؤسسة خاصة شاركت في اليوم الدراسي. وفي المداخلة الثانية تطرق أحد المختصين إلى النجارة البلاستيكية التي تعد مادة عازلة للصوت والحرارة، صلبة وسهلة الصيانة والتنظيف. وقد اختتم اليوم الدراسي بإصدار توصيات أهمها تحضير مسودة متعلقة بدفتر الشروط الخاص بمسابقة الهندسة، ومسودة أخرى خاصة بتوحيد معيار الثمن. كما تم تنظيم ورشات ناقش المشاركون خلالها تحديد ودراسة ثمن سلم المستهدف للمتر المربع الواحد، دفتر أعباء الدراسات وقانون المعماري. كما تم تنصيب المجلس التأديبي للمهندسين المعماريين، والذي يضم سبعة أعضاء تندرج مهامهم في تنظيم مهنة المهندس المعماري بالولاية. وقد تم أيضا اختيار أربعة مهندسين كممثلين عن الولاية في المؤتمر الذي سيحدد الأمين العام الجديد للمنظمة.
