القوات العسكرية تُرجئ مواجهة القاعدة وتقصف غاو وكيدال وضع ترحيب حركة تحرير الأزواد، بالتدخل الفرنسي على الأراضي المالية النقاط على الحروف فيما يخص الضجة التي أثارها خبر عبور الطائرات المقاتلة الأجواء الجزائرية لضرب مواقع الجهاديين في كل من منطقتي غاو وكيدال وقبلهما ”كونا” التي شهدت مواجهة عنيفة أسفرت عن مقتل طيار بأسلحة متطورة، في وقت أعربت الجبهة العربية الأزوادية عن تخوفها من تداعيات هذا التدخل مشددة على رفضها تحويل المنطقة إلى ”ازوادستان ”. كشف موسى اغ سغيد المكلف بالإعلام في حركة تحرير الأزواد في اتصال ب ”الفجر”، أن مقاتليه يرحبون بالتدخل الفرنسي مادام يحارب الإرهابيين ويصفي المنطقة من الجهاديين الذين عاثوا فسادا فيها، لدرجة تحول فيها إقليم الأزواد إلى بؤرة لتوليد العنف وتصدير الموت، وأضاف أن المقاتلات الفرنسية لم تتعرض لمواقع الحركة لحد الآن وهي ملتزمة بضرب مواقع الإرهابيين، موضحا أن الطوارق يترقبون نتيجة المفاوضات مع الحكومة المالية لتحديد وضعيتهم القانونية خاصة بعد أن أعلنت بوركينافاسو إلغاء الحوار بسبب التطورات الأخيرة، والشعب الأزوادي بصدد التنظيم وترتيب البيت في تبرشيش بتينزاواتين تخوفا من أي هجوم على شمال مالي. ونبهت الحركة في بيان لها المجتمع الدولي إلى أن التدخل الأجنبي المسلح ضد الجماعات الإرهابية لا ينبغي أن يسمح للجيش المالي عبور الخط الفاصل بين أزواد و مالي، قبل تسوية سياسية للصراع بينها وبين مالي. وفي هذا السياق، ستشارك الحركة الوطنية لتحرير أزواد في إنجاح العمليات ضد الجماعات الإرهابية، والتقليل من الضحايا المدنيين الأبرياء. وشدد البيان، الذي وُقع باسم بلال أغ الشريف الأمين العام للحركة الوطنية لتحرير أزواد ورئيس المجلس الانتقالي الأزوادي، على الحرص على عدم إسقاط ضحايا في صفوف المدنيين، وعدم الخلط بينهم وبين الإرهابيين، مشيرا إلى أن الحركة الوطنية لتحرير أزواد احترمت دائما التزاماتها بما في ذلك وقف العمليات العسكرية بينها والجيش المالي، ومستعدة للتفاوض. من جهة أخرى، أعرب محمد المولود رمضان مسؤول الخارجية في الحركة العربية الأزوادية في اتصال ب ”الفجر”، عن تخوفه من تداعيات التدخل الفرنسي، وأشار إلى أن الحركة ترفض تحرير أراضيها بواسطة قوات غربية انطلاقا من تجارب سابقة أثبتت فشلها منوها إلى أن أي تدخل أجنبي سيعقد الوضع أكثر مما هو معقد، بفعل الصراع التقليدي بين الأطراف المتصارعة في مالي وسيحول المنطقة إلى أزوادستان أخرى وضحايا كثر، وشدد على الحل السلمي التفاوضي قبل اي خطوة ممكن انتهاجها ضد الإرهابيين. وتستهدف القوات الفرنسية كل من مدينتي غاو التي يسيطر عليها مقاتلو حركة الجهاد والتوحيد في غرب إفريقيا بزعامة الشريف ولد الطاهر، كما تستهدف بدرجة أقل مدينة كيدال التي تسيطر عليها جماعة أنصار الدين بزعامة إياد آغ طاهر، وهي التوصيات التي شددت عليها الجزائر التي حذرت فرنسا من استهداف المواطنين وعدم التفريق بينهم وبين الإرهابيين الذين اتخذوا عدة أشكال، وينتمون إلى أكثر من حركة واحدة تحالفت لبلوغ مقاصدها، في حين أرجأت فرنسا مواجهتها المرتقبة مع تنظيم قاعدة المغرب إلى حين من خلال تجنبها ضرب معاقله بتمبكتو التي يسيطر عليها أبو زيد الجزائري والذي يحتجز أغلب الرهائن الفرنسيين، ومعروف عن أبا زيد تهوره وتعطشه لسفك الدماء وتواجد الرهائن بيد المعني في هذه الظروف بالذات يمثل أكبر تحدي تواجهه السلطات الفرنسية المطالبة بحفظ حياة رعاياها.