أثار تسجيل وفيات جديدة بداء أنفلونزا الخنازير مخاوف من تحوله إلى وباء، ففي أقل من أسبوعين ارتفع عدد ضحايا هذا المرض إلى خمسة أشخاص في كل من تيزي وزو والوادي. وعلمت ”الفجر”، من مصادر طبية موثوقة، أن وباء أنفلونزا الخنازير الذي اجتاح عدد من ولايات الوطن بما فيها ولاية تيزي وزو والقادم من عدة دول تعاني من الوباء، قد تسبب، أول أمس، في مقتل شاب يبلغ من العمر 24 سنة على مستوى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي محمد النذير، إلى جانب وفاة فتاة تبلغ من العمر 4 سنوات بقسم الأطفال بالمؤسسة الاستتشفائية ذاتها، فضلا عن إحصاء 3 حالات مرض مؤكدة لهذا الوباء الذي عاد بقوة على مستوى مصلحة الأمراض المعدية. ودفع هذا الوضع بالطاقم الطبي إلى التحرك العاجل لاحتواء الوضع تفاديا لتوسيع فجوة الإصابات، في ظل الإقبال المتزايد على مصالح المستشفى من طرف مرضى الولايات المجاورة. وأضافت المصادر ذاتها، أن المخبر المرجعي للأنفلونزا بمعهد باستور بالجزائر العاصمة، قد توصل إلى تسجيل حالة أخرى جديدة لامرأة حامل من تيزي وزو، مضيفة أن خطر نقل العدوى ما يزال مفتوحا في ظل الحركة المستمرة للمرضى دون فرض الرقابة الطبية الكافية عليهم، ضف إلى ذلك ارتفاع عدد المصابين في دول الجوار كما هو الحال في تونس ودول أخرى، ما أثار مخاوف السكان من خلال تكرار مشهد 2009 عندما لقي العشرات من الأشخاص حتفهم بهذا الوباء القاتل. وفي السياق ذاته، سجّلت ولاية الوادي بداية هذا الأسبوع، وفاة ثلاثة أشخاص جراء الإصابة بأنفلونزا الخنازير، إضافة إلى تسجيل حالات إصابات أخرى وهي الولاية المجاورة لتونس التي عرفت عودة هذا المرض من جديد قبل الجزائر هذا العام.ورغم هذه الحالات المسجلة في الجزائر وغيرها من الدول، إلا أن منظمة الصحة العالمية لم ترفع درجة الخطورة إلى مستوياتها القاسية كما تم عام 2009 عندما أعلنته وباء عالميا، وهو المنحى ذاته الذي تسير عليه وزارة الصحة الجزائرية لحد الآن، حيث لم تصدر بيانات تحذيرية متعلقة بخطورة هذا المرض والوقاية منه، رغم الانتشار الواسع لحالات الإصابة بالأنفلونزا هذه الأيام.