تعتبر دائرة المغير التجمع السكاني الثالث بولاية الوادي بعد دوائر كل من الوادي وجامعة وبها كثافة سكانية مرتفعة تتجاوز 60 ألف نسمة، غير أن سكانها لازالوا يعانون النقص الفادح في مرافق الصحة سيما النقطة المتعلقة بنقص سيارات الإسعاف على مستوى هذه الدائرة الهامة والمحورية بالولاية، لكونها تعتبر همزة وصل بين ولايات الشمال والجنوب لمرور الطريق الوطني رقم 3 بوسط هذه الدائرة. ويقول سكان بلديات دائرة المغير الأربع وهي المغير وسيدي خليل وأم الطيور وتندلة أنهم يعانون في صمت بعدما غضت السلطات المعنية عنهم الطرف ولم تعر اهتمامها لمطلبهم المتمثل في توفير سيارة إسعاف إضافية على مستوى هذا الإقليم، لتخفيف الضغط عن سيارة الإسعاف الوحيدة التي تتقاسمها هذه البلديات، على الرغم من التعداد السكاني الهائل. وعبّر هؤلاء عن تذمرهم الشديد بسبب الموت الذي يتربص بهم بين اللحظة والأخرى نظرا لانعدام سيارات الإسعاف الكافية لنقلهم للمستشفى لتلقي العلاج سوى واحدة لم تعد تفي بالغرض، خاصة أن هذه البلديات بها كثافة سكانية مرتفعة. وأضاف هؤلاء أن هناك العديد من القرى والمناطق تبعد بنحو 15 كلم عن عواصم البلديات لا تصلها سيارة الإسعاف في الحالات الطارئة، مما يضطر السكان إلى اللجوء لسيارات ”الفرود” التي أنهكت جيوبهم خاصة أصحاب الدخل المحدود، سيما في حالات اللسع العقربي وحوادث المرور، والتي قد يكون التأخير فيها خطرا يهدد حياة المرضى. وذكر السكان بأن وجود سيارة إسعاف واحدة تستخدم في مختلف التدخلات أمر مجحف في حقهم، حيث كثيرا ما يصادف وجود حوادث في مناطق مختلف من البلديات المذكورة في الوقت ذاته، ولا يتم تقديم المساعدة لهم جميعا لعدم القدرة على القيام بذلك، فيما سيختلف الأمر لو توفرت سيارة أخرى، مشيرين إلى أنه من المفترض إيلاء الاهتمام الكافي بمطلبهم هذا ووضعه بعين الاعتبار في أقرب الأوقات، نظرا لمشروعيته، حسبهم، وحاجاتهم الملحة لهذا المطلب، معتبرين إياه بمثابة المخرج الوحيد لإنهاء معاناتهم ويخلصهم من مشاكل كبيرة ومنها ساعات الانتظار الطويلة التي زادت من مأساتهم.
