تنبئ تهديدات القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وحملة اللواء الليبي خليفة حفتر ل”إبادة” الحركات المسلحة، بتحميل منطقة الساحل وشمال إفريقيا، ضغطا كبيرا خاصة على الجزائر، بعد تحضير المجموعات الإرهابية لإعادة تشكيل قواتها في تنظيم جديد يضم فروع تنظيم الشريعة في تونس وليبيا، والاستنجاد بمقاتلين كانوا في سوريا ومناطق نزاع أخرى كأفغانستان. أوردت تقارير إعلامية ليبية أمس، إعلان مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة، تحت مُسمى ”أسود التوحيد” في جالو، بليبيا، مشاركتها في المعارك المقبلة التي سيخوضها ما يُسمى تنظيم القاعدة في مدينة بنغازي، وجاء ذلك مع إشارة مصادر أخرى متطابقة، إلى أن عملية نقل المقاتلين وقدر عددهم بنحو 700 مقاتل، من جنسيات تونسية وجزائرية ومصرية وعراقية، إلى مدينة بنغازي الليبية، قادمين من سوريا، ووفق ما بينته تقارير أمنية لموقع ”ارم”، وذلك بالتنسيق مع زعماء التنظيمات الإرهابية الناشطة في ليبيا، من بينهم أبو ختالة، وسفيان بن قمو، ووسام بن حميد، ومحمد الزهاوي، زعيم تنظيم أنصار الشريعة الليبي، وأبو عياض، قائد جماعة أنصار الشريعة التونسي. وتشير مراجع على صلة بملف مكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي، أن مهدي الحاراتي، الذراع الأيمن لرئيس المجلس العسكري لطرابلس سابقا، هو من يقف وراء تسهيل مهمة نقل هؤلاء المقاتلين من سوريا إلى ليبيا. وقبل أكثر من أسبوعين، دشن حفتر ”عملية الكرامة” ضد مسلحين يقول إنهم ”إرهابيون”، ما دفع مختلف التنظيمات المسلحة إلى التوحد في تشكيل سيتم الإعلان عنه قريبا لمواجهة اللواء حفتر، يضيف ذات المصدر. وتحذر تقارير دولية مختصة من وجود ما يقرب من 1700 ميليشيا مسلحة في ليبيا وحدها، بينما يشير معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إلى أن تفريغ السجون من السجناء في البلدان التي تأثرت ب”الربيع العربي”، أدى إلى خروج الكثير من الإرهابيين، وتكوينهم لتجمعات جديدة تمثل حركات إرهابية خطيرة، تهدد أمن واستقرار الجزائر والمنطقة.