عاش سكان ولاية غرداية، وقاطني بلدية بريان بصفة خاصة، عيدا “كئيبا” بسبب عودة أعمال العنف إلى المنطقة بعد أيام من الهدوء، ومن توقيع مبادرة الصلح بين الإباضيين والمالكيين، وهي الأحداث التي أدت بالعديد من العائلات إلى ترك منازلها، ولم تتمكن لحد الساعة من العودة. ذكرت مصادر محلية ل”الفجر” أنه في اليوم الأول من عيد الفطر المبارك تم تسجيل رغبة لدى العديد من قاطني حي العين، أداء صلاة العيد بمسجد حي الحفرة، لكن مصالح الدرك منعتهم من ذلك خوفا من حدوث أية انزلاقات، ليتم تسجيل بعد صلاة العيد، محاولة أشخاص الولوج إلى مقبرة بابا السعد، قبل أن تتمكن مصالح الدرك من منعهم، وفي حي الشعبة عمد شاب إلى رشق سيارة الشرطة بالحجارة ولاذ بالفرار، كما تعرضت عائلة بحي شعبة نيشان الموجود بين حي بلغنم وحي العين، إلى رشق بالحجارة من قبل مجهولين. وفي بلدية بريان، وفي اليوم الأول من عيد الفطر، تفاجأ زوار المقابر للترحم على موتاهم برشقهم بالحجارة من قبل مجهولين ملثمين، كما تعرضت مجموعة من النسوة من حي كاس حمودة المتواجد على بعد 50 مترا من مقر الأمن الحضري وغير بعيد عن الطريق الوطني رقم 1، تعرضن للرشق بالحجارة من قبل مجهولين ملثمين، ما أدى بإحدى النساء إلى السقوط في محاولة للهرب، لتندلع بعدها أعمال العنف والشغب قبل أن تتدخل مصالح الأمن لتعيد الهدوء، خاصة وأن العنف وصل إلى الطريق الوطني رقم 1، حيث تم فتحه أمام مستعمليه، ساعة فقط بعد إندلاع أعمال الشغب العنيفة، لتنتقل بعدها الأحداث إلى حي بابا السعد الموجود شمال بريان، ثم إلى حي مداغ الموجود في الجهة الجنوبية لبريان، أين عرف الحيين أعمال حرق وتخريب، دفع بالعائلات إلى الفرار من منازلهم. وحسب شهود عيان من منطقة بريان، فإنه خلال حدوث أعمال الشغب والعنف في يوم العيد، أصبحت بريان تشبه حي “الشبح” بسبب اضطرار العائلات إلى ترك منازلها خوفا على حياتهم، ليتعرض أزيد من 19 منزلا للإعتداء والتخريب، وقد استغل مجهولون ملثمون غياب التعزيزات الأمنية بإستثناء مركبة شرطة واحدة، لإرتكاب جرائمهم الشنعاء التي عكرت على العائلات وأطفالهم فرحة العيد، حيث عاشوا الليل تحت وطأة الخوف والرعب، وكشفت مصادر “الفجر”، أنه وفقا لمصادر موثوقة من قطاع الصحة المحلي، تم تسجيل عدد لا يستهان به من الجرحى، قدرت حسب برقية وكالة الأنباء الجزائرية ب30 جريحا، من بينهم أعوان من قوات حفظ النظام خطورتهم متفاوتة، في حين لم يتم تسجيل لحد الساعة أية وفيات، بالرغم من وجود إشاعات تتحدث عن وجود قتلى، وهي معلومات تبقى غير مؤكدة. وعلق في هذا الخصوص، مصدر “الفجر” أن عدم التدخل السريع والفعال لمصالح الأمن الذي يجب عليها أن تتدخل في الوقت المناسب، ظل دائما يتسبب في تطور مشكل غرداية، بدليل أنه تم القبض على أربعة أشخاص بعد توقف الأحداث، في الوقت الذي كانت لمصالح الأمن فرص عديدة للقبض على المجهولين الملثمين متلبسين بأعمال العنف والتخريب. وقال حجاج نصر الدين رئيس بلدية بريان سابقا وعضو المكتب الوطني للأفافاس، أن الحل في غرداية يكمن في المبادرة التي أطلقتها لجنة التنسيق والمتابعة بغرداية، وليس في تذويب المجتمع الميزابي، معتبرا أن تفسير أحداث ومشكل غرداية على أنه قائم على أساس مذهب طائفي والحل موجود وفقا لهذه الأطروحة، غير صحيح. وهو نفس الطرح الذي ذهب إليه عضو في لجنة التنسيق والمتابعة بغرداية، في اتصال مع “الفجر”، حيث قال أن المشكل ليس بين الميزابين والمالكيين، وإنما أصل التخلاط، يضيف ذات المصدر، أنه نابع من مؤسسات الدولة، وهو التصريح الذي قال بخصوصه أنه لا يحمل أية خلفية عدائية، لأن المهم الآن هو تشخيص المشكلة لإيجاد حل نهائي لأحداث غرداية.