لم يهنأ وزراء حكومة سلال الثالثة بعطلتهم السنوية، خوفا من الاستغناء عنهم في التعديل الحكومي المرتقب الأسابيع المقبلة بعد إنهاء مسودة الدستور، التي يعكف حاليا رئيس ديوان رئاسة الجمهورية أحمد أويحيى على صياغة مقترحات الشركاء السياسيين حولها، قبل أن يفصل الرئيس بوتفليقة في مسألة الجولة الثانية من عدمها، والاختيار بين الاستفتاء الشعبي أو البرلمان. يعيش عدد من وزراء حكومة سلال على أعصابهم مع اقتراب التعديل الحكومي المنتظر الأسابيع القادمة، خاصة وأن تصريحات الوزير الأول عبد المالك سلال في المجلس الشعبي الوطني، وتسريبات من قصر المرادية تتحدث عن تشبيب الجهاز التنفيذي واستحداث عدد كبير من الوزارات المنتدبة. كما تجري محاولات حثيثة لاستقطاب المعارضة لمنح الحكومة مصداقية أكبر، خاصة وأن التبريرات التي ساقتها أحزاب السلطة حول التشكيلة الحكومية، التي لم تحمل أي لون سياسي، أنها مكلفة بمهمة الدستور على حد تعبير الأفالان، واستجابة لمتطلبات المرحلة كما يقول الأرندي. وأكثر المتخوفين من التعديل الحكومي المرتقب هم الوزراء الذين يعانون مشاكل كبيرة في قطاعاتهم، على غرار وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الوهاب نوري، الذي ألحقت الحمى القلاعية، التي انتشرت في 23 ولاية خسائر كبيرة بقطاعه، وما يعاب على مصالحه هو التقاعس في توعية الموالين قبل استفحال الداء، كما يوجد في واجهة المتخوفين وزير النقل عمار غول، مع ما تعرفه الخطوط الجوية الجزائرية من مشاكل كبيرة خاصة بعد سقوط الطائرة التي استأجرتها من ”سويفت إير” الإسبانية ومقتل جميع ركابها في مالي، ولعل هذا ما يفسر محاولات رئيس حزب ”تاج” إيجاد مخرج بالحديث عن مؤامرة خارجية بالتواطؤ مع أطراف داخلية، لتحطيم الشركة، التي بات تأخر المواعيد سمتها الكبيرة. وحسب مراقبين للشأن السياسي، فإنه من المستبعد أن يجازف الرئيس بتغييرات في القطاعات الحساسة في هذه الفترة، على غرار وزارة التربية الوطنية، مع الدخول المدرسي المرتقب بداية شهر سبتمبر، خاصة وأن خليفة بابا أحمد، نورية بن غبريط، تبلي بلاء حسنا وتحظى بثقة الرئيس لتنفيذ برنامجها، الذي لم تمض فترة طويلة على الشروع فيه. ومن جهة أخرى، ما زال بعض الوزراء ممن غادروا الفريق الحكومي في المرة السابقة يمنّون أنفسهم بالعودة ومن الباب الواسع، بتولي حقائب سيادية. كما يخشى بعض أنصار الأمين العام السابق للأفالان أن يستغني الرئيس بوتفليقة عن مستشاره الخاص عبد العزيز بلخادم، لأن الأمر يعني النصر الساحق لعمار سعداني، الذي نجح في الجولة الأولى في موقعة الأوراسي الأخيرة، في وقت يدرج فيه آخرون التسريبات الأخيرة بشأن تخلي الرئيس عن بلخادم بحيلة من حيل سعداني، للتأثير على أنصاره في اللجنة المركزية، لأن بلخادم لا علاقة له بالفريق الحكومي وشأنه في الرئاسة لا في الحكومة.
