تعمل السلطات البيئية، بالتنسيق مع المصالح الولائية، على دراسة تطبيق تقنية جديدة بالمجال البيئي بهدف التخلص من النفايات عن طريق عملية الفرز والانتقاء المعمول بها في بعض البلدان، مثل الإمارات والشارقة، عن طريق حاويات ذكية مجهزة بشرائح موصولة بجهاز التقاط عن بعد للتحكم بطريقة تسيير النفايات. رشّحت مديرية البيئة بلدية الكاليتوس لتطبيق مشروع نموذجي من شأنه دمج الفرز بالانتقاء والتثمين، لتحويله إلى طاقة بهدف استغلال النفايات المسترجعة من خلال مراكز الردم التقني المنتشرة عبر العاصمة بالتنسيق مع مؤسسات النظافة ”اكسترانات” و”ناتكوم”. ونظرا لجملة المشاكل التي تعاني منها عاصمة البلاد أثر فشل المصالح من التخلص الكلي من النفايات على الرغم من المجهودات المعتبرة من خلال مشاريع الحاويات الملونة وتعزيز العاصمة البيضاء بمؤسسة (اكسترانات) بعد الضغط الكبير إلي كانت تتخبط به مؤسسة (ناتكوم)، على غرار تعزيز أعوان النظافة على مستوى جل البلديات، خاصة الأحياء الشعبية الكبرى وبلدية القصبة التي تعمل بجمع نفاياتها بطريقتها الخاصة بالاعتماد على أعوان البلدية، نظرا لاستحالة دخول شاحنات المؤسستين الى أزقتها الضيقة. وجاء القرار بعد دراسة تطبيقية أولية من اجل رفع نسبة النفايات المستغلة الى أكثر من 3200 طن، مقارنة بحجمها النهائي إثر عملية الرسكلة. وكمرحلة تجريبية تم وضع مخطط لجمع ونقل النفايات بكل بلدية حتى يتسنى تسهيل مهمة المراكز ورفع مستوى استغلال النفايات مع ضمان إنجاح المشروع المقترح، ناهيك عن ضرورة فتح مركز ردم جديد بأقرب الآجال بعد تقارير التي كشفت عن الضغط الكبير بمركز حميسي. وعلى الرغم من أن قضية معالجة النفايات قد أخذت حيزا مهما من طرف المصالح الولائية التي تعكف على إدخال أحدث التقنيات وإعداد مخططات التنظيف بالعاصمة طمعا لمسايرة عواصم الدول المتوسطية إلا أن ذلك يتطلب التدقيق والتنسيق والعمل الجدّي بهدف تفادي ثغرة التجربة الدّنماركية التي فازت بها بلدية الكاليتوس سنة 2010، من خلال مشروع الحاويات نصف المدفونة، والتي باءت بالفشل على الرغم من صب أكثر من مليار سنتيم لتعميمها على باقي 56 بلدية لتتوقف بعد انطلاقها مباشرة. وكشف قسم الدراسات وتطوير تكنولوجيات أنظمة الإعلام بمؤسسة اكسترانات، أن المشروع يهدف الى الحد من عمليات السرقة والحرائق التي تتعرض لها الحاويات، ناهيك عن التخفيف من الازدحام المروري، لأن التقنية المقترحة تعمل على كشف مدى امتلاء الحاوية قبل وصول الشاحنة ليتم تفريغها.