هاجم أمس الخبير الدولي والاقتصادي، عبد المالك سراي، لوبيات ومافيا على مستوى المجلس الشعبي الوطني التي قال إنها تعمل على تكسير المنتوج الوطني خدمة لمصالحها، واصفا الوضعية الراهنة التي تعيشها الجزائر في عز أزمة النفط العالمية ب”الخطيرة” على الاقتصاد، مستقرئا أن تكون وضعية الجزائر ”أصعب” في غضون سنتين أو ثلاث. حذّر عبد المالك سراي خلال الندوة الصحفية التي نظمتها جمعية حماية المستهلك وإرشاده بالعاصمة، أمس، من المواد المستوردة التي قال إنها تحمل الأمراض ويتم الغش في مركباتها وتغليفها، مقترحا التقليل من فاتورة الاستيراد من خلال التحول تدريجيا إلى المنتوج الوطني قائلا ”أقترح أن يتم تحويل 20 بالمائة من الإمكانيات المالية التي تستغل في الاستيراد لفائدة الفلاحين والصناعة خاصة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومساعدة الشباب حاملي المشاريع من استحداث مؤسساتهم الخاصة والإنتاج محليا”. كما شدد الخبير على ضرورة إعادة الثقة بين المستهلك الجزائري والمنتوج الوطني وتوعيتهم بأن أي بلد في العالم نجح في تحقيق التنمية الاقتصادية كان باستهلاك منتوجه الوطني، مشيرا إلى أن الصناعة الجزائرية من أضعف الصناعات في إفريقيا. كما حذّر سراي من لوبيات التجارة الخارجية التي تنخر الاقتصاد الوطني وتخنقه، داعيا الحكومة إلى كسر شوكة هؤلاء من خلال إعادة صياغة القوانين على مستوى المجلس الشعبي لإيقاف نزيف العملة، محذرا كذلك من الأزمة التي تقبل عليها الجزائر نتيجة انهيار أسعار النفط، حسبه، قائلا إن أول ضحية سيكون المواطن الجزائري. من جهته أكد مصطفى زبدي، رئيس جمعية حماية المستهلك وإرشاده ”أبوس”، أن هيئته تشجع الإنتاج الوطني شريطة أن يحترم المنتجون معايير سلامة المنتج ويحترموا الزبون من خلال توفير منتوجات ذات نوعية تليق بالمستهلكين ليكون مقبولا. وحذر زبدي من المستوردين الوهميين الذين لايراعون أدنى قيم وتقاليد الجزائريين من خلال تسويق منتوجات مشبوهة من حيث المكونات والمضمون، ما يدخل الجمعية في خصام معهم، مردفا ”نسعى لفضح كل التعاملات المشبوهة التي لا تراعى فيها قيم الجزائريين ما يدخلنا في جدال وخصام مع المتعاملين، لكننا لا نبالي وإن لم يصلنا التوضيح من الشركة الأم فنتعهد بإعلام المواطنين وتوعيتهم”. وأعاب زبدي على استيراد منتوجات ثانوية وليس لها جدوى والتي يمكن إنتاجها محليا بكل سهولة، قائلا ”حتى الصلصة وقارورات المياه صرنا نستوردها، هذا غير معقول، صحيح أننا فتحنا مجال التجارة الخارجية ولكن هذه الأزمة هي إنذار لنفتح أعيننا. نحن نساند التقشف شريطة أن يكون تقشفا عادلا وهادفا”. لمياء حرزلاوي
سراي: ”انضمام الجزائر إلى أومسي في الوقت الراهن انتحار.. وعليها التسلح قبل ذلك” قال سراي إن الجزائر مطالبة بالتسلح قبل خوض تجربة الانضمام إلى هذه الهيئة، إذ لا تملك الجزائر - حسبه - الميكانيزمات والوسائل الكفيلة لاقتحام غمار المنافسة في الأومسي في ظل ضعف الإنتاج الوطني والمؤشرات الاقتصادية الراهنة.