احتضنت قاعة المحاضرات لبلدية وادي ارهيو بغليزان، أول أمس، الملتقى الجهوي الأول حول ”دور المرأة الجزائرية في صيانة المجتمع والحفاظ على هويته في الماضي والحاضر”. الملتقى الجهوى هذا نظمته مديرية الشؤون الدينية لولاية غليزان حضره أئمة ومرشدات دينيات يمثلون 12 ولاية لغرب الوطن، ومختصون في التاريخ. في السياق، أكد والي الولاية بالنيابة، في كلمته الافتتاحية لهذا اللقاء المنظم بقاعة المحاضرات لمدينة وادي ارهيو، مشاركة المرأة في الكفاح المسلح ومساهمتها الحفاظ على الهوية الجزائرية على مر الزمن، متطرقا إلى جوانب عدة من تاريخ مقاومة المرأة الجزائرية في مواجهة الاحتلال الفرنسي، أمثال جميلة بوحيرد وحسيبة بن بوعلي وغيرهن من شهيدات الثورة. من جهته مدير الشؤون الدينية ثمّن الإنجازات التي حققتها المرأة الجزائرية في الحفاظ على مقومات الأمة الجزائرية والمرجعية الدينية والوطنية، مبرزا مكانتها ودورها في صناعة وصيانة المجتمع. وتطرقت أستاذة التاريخ بالمركز الجامعي أحمد زبانة بغليزان، ليلى بلقاسم، إلى نضال المرأة الجزائرية إبان الثورة بالولاية الخامسة التاريخية وكفاحها رفقة رجال الثورة المجيدة ودورها ومساهمتها في تحرير الجزائر بتقليدها لعديد المهام أمثال الممرضة الفدائية مغيش يمينة (1941- 1958) التي استشهدت بالرمكة (غليزان) وويس فتيحة (1939 -1962). من جهتها أكدت المرشدة الدينية، عمارية شيخاوي، من تلمسان، على الدور المنوط بالمرأة والمسؤوليات الموكلة لها، والتي منحها الدين الإسلامي من خلال منحها الكرامة والانسانية التي لم تكتسبها قبل الإسلام، داعية إلى دراسة حال المرأة الواقعية بدل المثالية في ظل تغلب الجهل والأمية على النساء الجزائريات، مع التصدي للأفكار الدخيلة والتيارات الخارجية والفتن التي تستهدف استقرار الجزائر والهوية الإسلامية، وذلك بالتشبث والتمسك بالقيم الدينية التي تحصن المرأة والمجتمع على حد سواء.
