يعاني سكان ولاية عنابة من النقص الفادح في لقاحات الأطفال، التي غابت منذ أكثر من شهر عن المخابر، حيث يتوافد بشكل يومي مئات المواطنين للاستعلام حول توفر مختلف اللقاحات للرضع على الخصوص. وحتى إن وجدت اللقاحات يتدافع المواطنون يوميا بالمراكز الصحية في ساعات النهار الأولى للظفر بلقاح، لأن العدد المحدود لها لا يمكن أن يلبي عدد الأطفال الهائل المحتاج لها، مايعني إرجاء غالبيتهم إلى موعد آخر قد تتوفر فيه اللقاحات، لتبدأ رحلة البحث التي تجبر غالبية المواطنين وأولياء الأطفال إلى التنقل لمراكز صحية متواجدة خارج دوائرهم وفي بعض الأحيان خارج الولاية من أجل لقاح. وعلى الرغم من طول عمر أزمة اللقاحات هذه، إلا أن مديرية الصحة بعنابة لم تفلح لحد الآن في التحكم فيها والقضاء عل الندرة التي عرفها هذه الأدوية، وذلك على الأقل من خلال تقليل حدتها، عن طريق تنظيم مواعيد تسليمها اتمكين الأولياء وأمهات الاطفال من تفادي وتجنب الانتظار لأكثر من شهر للحصول على لقاح، وهو الأمر الذي عادة ما ينعكس بشكل سلبي على صحة الرضيع، الأمر الذي يدفع الامهات وأولياء الاطفال الى اللجوء إلى المصحات الخاصة التي توفر البعض منها اللقاح مقابل مبلغ مالي يعتبر مبالغا فيه حيث يتجاوز أحيانا 2000 دينار للحقنة الواحدة. وأمام الأزمة القائمة وتحايل المصحات الخاصة، لم يتم اتخاذ أي إجراء لحد الان ينهي معاناة آلاف المواطنين، الذين يصطدمون بممارسات غير إنسانية ومحسوبية كبيرة، عبر المراكز الصحية العمومية، المتواجد أغلبها في وضعية كارثية من ناحية التسيير أو التجهيزات الخاصة، وهو الأمر الذي يستدعي التدخل العاجل للمصالح الصحية للولاية لإعادة الاعتبار للمراكز الصحية الجوارية التي تؤدي دورا محوريا في القطاع الصحي، لايمكن أن تعويضه بخدمات المستشفيات الجامعية أوالمصحات الخاصة.