طالب مسؤولون سامون في الدولة الجزائرية، من رئيس الاتحادية الوطنية لكرة القدم، عدم السكوت عن الهزيمة التي تلقتها الجزائر أمام الغابون في سباق احتضان كأس أمم افريقيا 2017، وطالبوا من رئيس الفاف التحرك لاستعادة حق الجزائر بالطرق القانونية، من خلال رفع شكوى في المحاكم المختصة، وفي مقدمتها المحكمة الرياضية الدولية ”طاس”.وحامت حالة من ”اللاشفافية” والعديد من الشكوك حول عملية اختيار البلد المستضيف لنهائيات كأس أمم افريقيا 2017، وقد منح رئيس الكاف، عيسى حياتو، من نقل مراسيم التوصيات على ملف الترشح، كما منع الوفد الجزائري من حضور عملية التصويت، والأهم من ذلك هو عدم نشر مسؤولي الكاف للنتائج الرسمية للتصويت. وظهرت بوادر الكولسة لخدمة ملف الغابون منذ فترة طويلة، وما كانت أحداث الأربعاء الماضي بمصر سوى تأكيد لذلك. الطاس سبق لها إنصاف شبيبة القبائل والمغرب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، والتي توجه إليها العديد من الاتهامات بسبب الفساد، كانت قد تلقت صفعتين موجعتين من طرف المحكمة الرياضية بلوزان السويسرية ” طاس” والتي أعطت الحق لشبيبة القبائل والجامعة المغربية لكرة القدم، بعد عقوبات الكاف. الطاس ألغت العقوبة القارية المسلطة على شبيبة القبائل بسبب مقتل ايبوسي، ليكون من حق الكناري المشاركة في رابطة أبطال افريقيا الموسم القادم، في حين أعطت المحكمة الدولية الحق للمنتخب المغربي في المشاركة في تصفيات كأس أمم افريقيا المقبلة. روراوة أكد أن الأمور حسمت، لكن الدولة لن تسكت رئيس الفاف، محمد روراوة أكد للمسؤولين السامين في الدولة، أن الأمور انتهت، ولا يمكن بأي حال من الأحوال تنظيم الكان القادم، الذي منح رسميا الى الغابون بعد تصويت أعضاء المكتب التنفيذي للكاف، وقد هنأ رواروة في تصريحات إعلامية الغابون على ”نجاحه في الفوز بحق التنظيم”. تبريرات روراوة لم يستسغيها المسؤولون السامون في الدولة، والذي يرون ضرورة عدم السكوت عن مهزلة الكاف، بأي حال من الأحوال، معتبرين أن الفترة المقبلة ستكون سوداء على حياتو وجماعته. تهمي يريد فتح تحقيق، على غرار ما فعلت الفيفا في ملف قطر طالب وزير الرياضة، محمد تهمي ضرورة فتح تحقيق من أجل الكشف عن ملابسات عملية اختيار البلد المنظم لكأس افريقيا، ومعرفة الطريقة التي تم بها اختيار الغابون على سحاب الجزائر، وهو نفس الأمر الذي قامت به الاتحادية الدولية لكرة القدم، الفيفا، والتي فتحت تحقيق جديد حول ملف فوز قطر بكأس العالم، للتصدي لاتهامات الفساد التي وجهت اليها. الأوربيون لم يسكتوا عن اختيار قطر لاستضافة مونديال 2022، ونجحوا في جر الفيفا إلى التحقيقات، وستسعى الجزائر من أجل بهدلة الكاف وعيسى حياتو في المحاكم، وأمام لجان التقصي والتحقيق، بغض النظر عن النتائج. الجزائر خسرت الكان، لكنها عازمة على محاربة فساد الكاف صحيح أن الجزائر خسرت نهائيا تنظيم كأس أمم افريقيا 2017، حيث لا يمكن التصويت مجددا، لكن الدولة الجزائرية عازمة على استعادة كرامة الطرف الجزائري، من خلال تحريك الجهات القانونية نحو التصدي للفساد الموجود على مستوى الكاف. وستفتح الجزائر صراعا قانونيا بينها وبين الكاف، من أجل توجيه رسالة واضحة لحياتو ان الجزائر ليست دولة صغيرة يمكن التلاعب ها كما يشاء حياتو وجماعته، ومثلما كان للمغرب رجال يدافعون عنه، فإن للجزائر رجال سيدافعون عنها في مهزلة اختيار البلد المنظم للكان.