كشف أمس فريد درامشية، نقيب بمركز الوقاية من جرائم الإعلام الآلي وجرائم المعلوماتية للدرك الوطني، عن ملفات جد حساسة يقوم المركز بالتحري فيها في الوقت الراهن وكذا عن الأرقام المخيفة لحالات تم استغلال بياناتها الشخصية عبر الشبكة العنكبوتية من قبل قراصنة المعلوماتية. ليسجل المركز 87 قضية تتم معالجتها. في حين تمكنت مصالح الدرك الوطني من انقاذ حالات قررت الانتحار بسبب الضغوطات وتفكيك شبكات مختصة في الجريمة الإلكترونية. أفاد فريد درامشية في إطار الندوة العلمية حول “تأثير الشبكة العنكبوتية على الشباب والأطفال المتمدرسين”، عن الخطر الذي أصبح يتربص بالأطفال والشباب عبر الأنترنت يوميا، ما أدى بكثير منهم إلى الوقوع في فخ قراصنة الأنترنت الذين يحترفون اختراق صفحات التواصل الاجتماعي وعلى رأسها “الفيسبوك” وذلك باستعمال برامج خاصة. ليتقدم إلى مصالح الدرك الوطني منذ بداية سنة 2015 إلى غاية شهر ماي الجاري ما معدله 87 حالة، وقعت ضحية تهديدات، من خلال عرض بياناتها الشخصية على الأنترنت إن لم تقبل العرض الموجه لها. وتتعلق هذه البيانات خصوصا بالصور والفيديوهات التي تم استغلالها بشكل جد محترف دون علم الضحية، ليكون الرقم الحقيقي غير متوفر حاليا كون كثير من الضحايا يلتزمون الصمت. وكشف النقيب عن بعض الحيل التي يستخدمها مجرمو الأنترنت وتمت معرفتها عند استنطاقهم بعد القبض عليهم في عمليات التحري، فالبداية تكون كلاما عاديا لمعرفة الحياة الشخصية للضحية في فترة زمنية عن طريق طرح عدد من الأسئلة وبعد التقرب أكثر منها يتم بعث فيروس، يكون في شكل رسالة على أساس أنها صورة أو فيديو، وبمجرد محاولة الدخول لها سوف لن تجد الضحية محتوى فيها ولكن في ذات الوقت تمت قرصنة صفحة الفيسبوك الخاصة بها. لتكون الخطوة القادمة هي توجيه الضحية نحو “السكايب” لتتم مشاهدته، أما المجرم فإنه يستخدم برنامجا خاصا يغير به صوته إلى صوت امرأة وتبدو للضحية صورتها في حين أنها في الحقيقة وهم وهكذا يتم تصوير الضحايا دون علمهم. يستهدف في هذا النوع من الجرائم بالجزائر بشكل واسع بنات الإطارات والقيادات في الدولة الجزائرية، ناهيك عن فتيات لم يكن استعمالهن للأنترنت كبيرا، ولم يقتصر سوى عن بعض المحادثات السطحية، ليؤكد ذات المسؤول أنه قد تم مؤخرا تفكيك عصابة مختصة بترويج صور النساء بالأعراس بولاية بجاية.