استنكرت لجنة العمل والتفكير حول مستقبل الصحراء الغربية ”كاراسو”، بشدة تصريحات الرئيس الفرنسي السابق، رئيس حزب الجمهوريين، نيكولا ساركوزي، بشأن النزاع بالصحراء الغربية، وحذرت من أنها قد تؤدي إلى تأجيج حدة التوتر في المنطقة، وأنها ”لا يمكنها بأي حال من الأحوال المساعدة في إيجاد حل لهذا النزاع الذي مرت عليه أكثر من أربعين سنة”. وقال رئيس منظمة ”كاراسو” الكائن مقرها في باريس، الناجم سيدي، في رسالة استنكارية بعث بها إلى ساركوزي، على خلفية تصريحات أدلى بها وعبر فيها، بغير وجه حق وعدل، عن دعمه للمغرب بشأن النزاع بالصحراء الغربية، أن هذه ”التصريحات تنم عن انحياز فج وعدول غير مقنع وغير مبرر عن خط الشرعية الأممية”. ووجه الناجم سيدي تحذيرا إلى رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي بشأن خطورة مثل هذه التصريحات المؤدية إلى تأجيج حدة التوتر في المنطقة، ولا يمكنها بأي حال من الاحوال المساعدة في حلحلة هذا الصراع، مضيفا أن موقف فرنسا، التي تعد شريكا استراتيجيا لبلدان المنطقة المغاربية، ينبغي أن يكون أكثر توازنا، وأن تساهم فرنسا بإسهامات أساسية في حل هذا النزاع وفقا لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من خلال تشجيع الحوار بين جبهة البوليساريو والمغرب، والرجوع إلى الشرعية الدولية، ومنح شعب الصحراء الغربية حق تقرير مصيره بإجراء استفتاء حر ونزيه. وأبدى المتحدث أملا في أن ”تكون فرنسا أكثر موضوعية وإتزانا بشأن مسألة الصحراء الغربية”، معربا عن اعتقاده بأن حلحلة هذا النزاع بطريقة عادلة وسلمية سيكون اسهاما قيما لتحقيق السلام والمصالحة في المنطقة المغاربية ودعم الشراكة الأورو- مغاربية. وجاءت تصريحات ساركوزي، خلال محاضرة ألقاها مؤخرا، بمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. و في ذات السياق، وجهت ”كاراسو” في سبتمبر الماضي، دعوة إلى الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، عشية انعقاد المؤتمر الدولي للمناخ في العاصمة باريس، للتدخل لدى السلطات المغربية لتفكيك الجدار العسكري وإزالة الألغام الأرضية، وأكدت له في هذا الاتجاه على ضرورة الانتباه إلى ”مسؤولية الدولة المغربية عن تدمير البيئة في الصحراء الغربية”. وأشارت الرسالة إلى أن المغرب قد بنى جدارا عازلا في مطلع الثمانينيات، بمساعدة مستشارين عسكريين فرنسيين، ومزود بعشرات الملايين من الألغام الأرضية، وما تشكله من خطر حقيقي على الأشخاص وتأثيراتها السلبية على النظام البيئي برمته.