يستفيد الجزائريون حاليا من خدمة الحمامات الطبيعية بشكل أكثر تقدما منذ مدة لا تتجاوز العامين، وذلك بعد توقيع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء السنة الفارطة اتفاقية مع شركة التسيير السياحي، للاستفادة من تعويض نسبة من مصاريف العلاج بالمياه المعدنية على مستوى 7 حمامات طبيعية عبر الوطن. لتعطي المبادرة دفعا للسياحة العلاجية بالمنابع الحموية والخروج من طابعها التقليدي الترفيهي. أتيحت للجزائريين إمكانية الاستفادة من سبعة حمامات طبيعية بشكل قانوني، بعد توقيع الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء اتفاقية مع شركة التسيير السياحي. وتتمثل في حمام ريغة بولاية عين الدفلى، حمام بوغرارة بتلمسان، حمام بوحجر بعين تيموشنت، حمام بوحنيفية بمعسكر، حمام ڤرڤور بسطيف، حمام المسخوطين بڤالمة، وحمام الصالحين بولاية بسكرة، لتبقى المئات من المنابع الجوفية تنتظر تهيئة حضرية، كون انعدام المرافق العمومية حولها تحصر الوافدين إليها من المناطق المجاورة لها فقط. ويتوجب على كل مواطن يود الاستفادة من خدمات الحمامات المعدنية المذكورة سلفا، أن يودع ملفا لدى مركز دفع انتسابه، يتضمن شهادة محررة من قبل الطبيب المعالج، تحدد المحطة الحموية المختارة وكذا مدة الإقامة، أيضا استمارة تملأ من قبل الطبيب يقدمها الصندوق. وبعد استيفاء الشروط القانونية، يحصل المؤمن له اجتماعيا على موعد، بإصدار مصالح الضمان الاجتماعي "وثيقة التكفل بالعلاج" لدى المؤسسة الحموية، لمدة 21 يوما بنسبة مقدرة ب 80 بالمائة. حمامات طبيعية بدون مختص علاجي تتمتع مختلف المناطق الجزائرية بعديد الحمامات الطبيعية، التي تبقى الطبيعة حاضنة لهاو فهي غير مستغلة أساسا رغم منافعها الجمة، والأمر يشمل حمامات طبيعية تشهد إقبالا واسعا من قبل المواطنين، فحمام ملوان بولاية البليدة على سبيل المثال أصبح ملكا للخواص، إلا أن سوء الخدمة يطبع عليه من ناحية النظافة والإقامة، أما العلاج فيبقى بين أيدي المواطنين أنفسهم، فلم نلتق بعد زيارتنا لعين المكان بأي مختص في العلاج بالمياه المعدنية، لتقتصر خدمة حمام ملوان على التمتع بمياه جوفية طبيعية عالية الحرارة تساعد على القضاء على الآلام الحادة للظهر، والتخلص من الإرهاق بمجرد الوقوف تحت ينبوع الماء لفترة من الزمن. نفس الأمر قائم بحمام ڤرڤور بولاية سطيف، فرغم أن هذا الأخير جزء من الحمامات السبعة التي يستفيد المواطن من تعويض مصاريف العلاج بمياهها، إلا أن الإهمال وسوء الخدمة واضح للزائرين، فحمام ڤرڤور متكون من حمامين، الأول تقليدي والثاني تمت تنشئته في شكل مركب سياحي، أما الأول فقد أطلق عليه اسم "سيدي الجودي" نسبة لأحد الأولياء الصالحين بالمنطقة، ويعتبر الأكثر إقبالا من قبل المواطنين، ويتكون من ناحيتين، ناحية للنساء وأخرى للرجال، كل منهما لهما مدخل خاص بهما، لكنه لا يتوفر على مختص علاجي، فالوافدون إليه يعتمدون على نصائح أشخاص من المنطقة، والمتعودين على زيارة الحمامات المعدنية. أما الثاني فيسير من قبل مؤسسة التسيير السياحي بالشرق، ويتوفر على فندقين، 38 مسكنا عائليا، فيلات وغيرها من التجهيزات، لكن يشتكي الوافدون إليه من وجود نقائص كثيرة، كعدم إعادة تجهيزه بعد تعرض بعض وسائله إلى الكسر والعطب، ما جعلهم يفرون إلى حمام ڤرڤور التقليدي بعد دفع تكاليف تفوق طبيعة الخدمة المقدمة.