كشفت دراسة قام بها مخبر أمريكي أن الجزائريين دخنوا ما معدله 74.24 مليار سيجارة السنة الفارطة، علما أن نسبة الاستهلاك تتزايد ب 6 بالمائة سنويا، ليبلغ معدل استهلاك الفرد الواحد في العام 747 سيجارة. بينت نتائج دراسة المخبر الأمريكي ”ماركت روسيرتش هوب” أن تنامي استهلاك التبغ وسط الجزائريين ظاهرة ”مقلقة”، خاصة أن دول العالم الثالث فيها أعلى نسبة من الأشخاص الذين يموتون سنويا مقارنة بالدول المتقدمة وفق ما أكدته منظمة الصحة العالمية، مشيرة إلى أنه بحلول عام 2020 فإن التدخين سيقتل 10 ملايين شخص، 7 ملايين منهم في دول العالم الثالث. ليفيد تقرير لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن 15 ألف جزائري يموتون سنويا بسبب التدخين، و60 بالمائة من المدخنين حالتهم الصحية متدهورة. وأشارت جمعية ”أدم” لمساعدة المرضى في الجزائر إلى أن بعض الجزائريين الذين يتوقفون عن التدخين يتجهون نحو ”الشمّة”، لتحذر الجمعية من ذلك لأن الأخطار الناجمة عن التدخين تظل قائمة بعدها ولا تتغير، بسبب أن ”الشمّة” تحتوي ”التبغين” وعلى نفس مخاطر الأمراض المرتبطة بالتدخين. كما أن ”الشمة” والشيشة المعروفة ب”الرنڤيلة” تعتبران أيضا من المواد السامة بالنسبة إلى القلب والرئتين. في هذا السياق، أوضح البروفيسور، نافتي رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، أن معطيات وزارة الصحة تشير إلى وجود ما معدله 40 بالمائة من المراهقين والشبان المدخنين، كما بلغت نسبة النساء المدخنات 9 بالمائة. ليكون السرطان الرئوي وسرطان الحنجرة أكثر الأنواع السرطانية التي تصيب المدمن على التدخين إلى جانب الموت المفاجئ. في هذا الشأن، تهتم مخابر جزائرية من تنظيم أيام تحسيسية وتوعوية حول التدخين، بحضور مدخنين ومدخنين سابقين لعرض تجاربهم، خاصة أن العملية تكون بالتنسيق مع أطباء حتى يتنسى للمدخنين التواصل مباشرة معهم، ليعترف أحد الممرضين عبر يوم تحسيسي كيف أنه عاد إلى التدخين بعد 21 سنة من تناول آخر سيجارة له، حيث قال:”خلال مأتم دفن والدي، التقيت من جديد بأكبر جزء من الأهل كنت قد فقدتهم منذ زمن طويل.. وحينها تملكتني حيرة قوية.. فناولني ابن عم لي سيجارة وبدون تردد أشعلتها للتو.. وفي اليوم الموالي ذهبت لشراء علبة سجائر.. ولم يخطر ببالي ولو للحظة واحدة، أنني سوف أقع في الفخ !”.