حل الكاتب والروائي والشاعر المغربي الطاهر بن جلون ضيفاً على جامعة مونتريال بمناسبة تخريج دفعات جديدة (1150 طالب وطالبة) من كلية العلوم والفنون• وتخلل الاحتفال توزيع شهادات الدكتوراه الفخرية لثلاث شخصيات عالمية من غير الكنديين بينهم الطاهر بن جلون تكريماً لمساهمته الكبيرة في المجالات الثقافية والفكرية والسياسية والأدبية والإعلامية داخل المنظومة الفرنكوفونية وخارجها ووصول العديد من مؤلفاته إلى مستويات عالمية، فضلاً عن نيله عشرات الجوائز الفرنسية والأوروبية• ومما قاله أثناء تسلمه شهادة الدكتوراه: "إن هذا التكريم وهذه الشهادة هما شرف لي ولبلدي المغرب• وهذا أول تقدير أحظى به على هذا المستوى الأكاديمي الرفيع من جامعة مونتريال العريقة"• وبعد تسلمه شهادة الدكتوراه ألقى بن جلون محاضرة في المكتبة الكبرى للجامعة بعنوان "دور الكاتب في العالم اليوم" تحدث فيها عن أبرز التحديات والمعاناة التي تواجه الكاتب لدى تطرقه إلى المسائل الخلافية والمحظورات السياسية والفكرية والدينية، مشيراً إلى سلسلة من التدابير القمعية التي تلجأ إليها بعض الأنظمة في محاولاتها اليائسة للتضييق على حرية التعبير وكسر إرادة الأقلام الجريئة كعودة الرقابة الرسمية المقيتة وتفشي ظاهرة إعدام الكتب والروايات أو مصادرتها أو ملاحقة كتابها وإحالتهم على القضاء أو سوقهم إلى السجون كمجرمين• ورداً على سؤال عمّا يسمى "صراع الحضارات أو الثقافات" رفض بن جلون هذه المقولة "العنصرية" التي ستؤدي حتماً إلى تداعيات مأساوية وإعادة الزمن إلى الوراء والتأسيس لمراحل جديدة من الحروب والكوارث البشرية• وشدد على ضرورة استبدالها ب "لقاء الثقافات" أو "تعايش الحضارات"• وتطرق إلى العلمنة مؤكداً: "إنني من أنصارها مع الحفاظ على خيارات الآخرين"• وأشار إلى أن العلمنة لا ينبغي لها ان تصبح "مكاناً عاماً تدخل إليه الإيديولوجيات الراديكالية التي تسعى إلى تنفيذ أجندتها المتطرفة كما يحصل في بعض الدول أو لدى بعض الأحزاب التي باتت قاب قوسين أو أدنى من الوصول إلى الحكم"• وتحدث عن الهجرة وخشية بعض الدول المضيفة على تهديد هويتها الوطنية والثقافية، مشيراً إلى أنها على خلاف هذا، مصدر إثراء وغنى وتلاقح متبادل بين الثقافات الوافدة وتفاعلها الإيجابي مع ثقافة أهل البلاد• وأكد أن "اجتماع ثقافات مختلفة في بلد واحد أو في شخص واحد هي ثروة إنسانية لا تقدر"• وأبدت وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة اهتماماً ملحوظاً وحفاوة خاصة بالكاتب المغربي الذي وصفته عميدة كلية الآداب كلودين جونف بأنه "فرنسي اللغة، عربي، مغربي الجذور مقروء في أكثر من 40 لغة ومؤلفاته الأدبية تتخطى حدود القارات"•