مجلس الأمة يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني الدولي بتنزانيا    هل تتحول إفريقيا إلى ساحة صراع جديد بين روسيا والغرب؟    دروس قاسية تنتظر الفرنسيين    مؤشر جديد يقرب أوكيدجا من المنتخب الوطني    موقع "بازي دي فانتا" الإيطالي : بن ناصر يتسبب في إفشال صفقة كبيرة لميلان ويورّط زلاتان    مستقبل ريان آيت نوري.. تصريح يحسم الجدل    تنس/ دورة بيريغو النسوية: ايناس ايبو تشارك في مرحلة التصفيات    تنظيم ملتقى ستينية تأسيس المسرح الوطني في 29 جوان الجاري    اليوم العالمي للطفل الإفريقي: منظمة "يونيسف" تجدد التزامها بتحسين مستوى التعليم لجميع الأطفال داخل القارة الإفريقية    "مقابر الأرقام"... شاهد حي يوثق انتقام العدو الصهيوني من جثامين الشهداء الفلسطينيين    باتنة: إدراج 4 مواقع أثرية للفن الصخري ضمن قائمة الجرد الإضافي للممتلكات الثقافية    مستشار رئيس الجمهورية للاتصال يقدم تهاني رئيس الجمهورية لأسرة الاعلام بمناسبة عيد الأضحى    ورقلة: عدة مشاريع تنموية جديدة لفائدة سكان دائرة البرمة الحدودية    الجيش الصحراوي يستهدف مقر لواء لجيش الاحتلال المغربي بقطاع المحبس    استشهاد 17 فلسطينيا في قصف صهيوني مكثف على وسط وجنوب غزة    نيوزيلندا تقدّم 5 ملايين دولار كمساعدات إنسانية لغزة    عيد الأضحى: مقتل 8 أشخاص وجرح 205 آخرين في حوادث مرور    مداومة عيد الأضحى: استجابة واسعة في 18 ولاية شرقية    رحيل المجاهد والإعلامي محمد العيد بورغدة    مهرجان المونولوج وفنون المسرح يشعل ثالث القناديل في نوفمبر القادم    عيد الأضحى: استجابة شبه كلية للتجار لنظام المداومة في ثاني أيام عيد الأضحى    المجاهد والإعلامي السابق محمد العيد بورغدة في ذمة الله    وهران: ملتقى وطني قريبا حول "السياحة بوهران: الواقع والآفاق"    تنس/كأس/دايفس-2024: المنتخب الوطني يتنقل إلى أنغولا    ألعاب القوى/البطولة الافريقية 2024: المنتخب الوطني بعين المكان بدوالا    موجة حر بعدد من ولايات البلاد غدا الثلاثاء    الدكتورة هدى جعفري: نرتقب جمع قرابة 3 ملايين من جلود أضاحي العيد خلال سنة 2024    حماية وترقية الطفولة: جمعيات تثمن المكاسب المحققة وتدعو إلى تعزيز آليات المرافقة    تأمينات: ضرورة إعداد قواعد للحوكمة الرشيدة في سياق القانون الجديد    تراجع أسعار النفط    انتخاب الجزائر في لجنة التراث الثقافي اللامادي باليونسكو "اعتراف" بدور الجزائر في مجال صون التراث وطنيا ودوليا    عيد الأضحى: إلتزام شبه كلي للتجار بنظام المداومة في اليوم الأول بنواحي سطيف و باتنة و عنابة    صندوق ضمان قروض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: مرافقة أكثر من 4000 مشروع بقيمة 532 مليار دج    رئيس الجمهورية يؤدي صلاة عيد الأضحى المبارك بجامع الجزائر    ضيوف الرحمن ينفرون من عرفات إلى مزدلفة    الخطباء يدعون الحجاج الجزائريين بعرفة الى العمل على اتمام مناسك الحج على اكمل وجه    مشاركة الشباب في الانتخابات فعل حضاري وديمقراطي راقي    رئيس الجمهورية يغادر باري الإيطالية عائدا إلى أرض الوطن    حجاج بيت الله الحرام يتجمعون بصعيد عرفة الطاهر لأداء مناسك الركن الأعظم في الحج    شبح المجاعة يهدد مجددا أرواح سكان غزّة    البعثة الجزائرية للحج أصبحت نموذجية    شركة الخطوط الجوية الجزائرية: إطلاق رقم أخضر لمتابعة عملية نقل الحجاج و المعتمرين    فلسطين تُثمّن قرار الرئيس تبّون    قباضات الضرائب مفتوحة استثنائيا اليوم    سونلغاز ونفطال: توفر المنتجات واستمرار الخدمات أيام عيد الأضحى    الجمارك الجزائرية تفتح باب التوظيف    أسعى جاهدة لتطوير نفسي أكثر    دعوة إلى تصنيف "الضغط الرئوي" ضمن الأمراض المزمنة    ارتفاع فاحش في أسعار الخضر والفواكه عشية عيد الأضحى    من يستقطب اهتمام المشاهدين؟    الاتحادية الدولية لكرة السلة تؤكد على رزنامة التصفيات    استعراض فني للتاريخ    إدانة "فيسبوكي" سرّب مواضيع البكالوريا    الحجاج يشرعون في صعود عرفة تحسبا لآداء الركن الأعظم    هكذا أحيى النبي وأصحابه والسلف الصالح الأيام العشر    تساؤل يشغل الكثيرين مع اقتراب عيد الأضحى    نافلة تحرص العائلات على أدائها طمعا في الأجر والمغفرة    الذكر.. مفتاح الرزق وزوال الهم والغم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأعراس بفالمة•• بين غلاء المهر والقفز على التقاليد
كانت تعتبر إعلانا لميلاد أسرة جديدة وفرصة لتوطد العلاقات بين العائلات••
نشر في الفجر يوم 19 - 07 - 2008


بعد أن كانت حفلات الأعراس تقام في نهاية الأسبوع وفي أشهر معلومة وبطقوس خاصة، باعتبارها إعلانا لميلاد أسرة جديدة، وفرصة للتلاقي والتلاحم والتضامن وتوطد العلاقات بين العائلات، اختفت اليوم مع تطور العصر، ودخول عالم التكنولوجيا والموضة، جل العادات والتقاليد والطبوع المتعارف عليها من قبل لم يبق منها إلا القليل، حيث أصبحت تقام في كل أيام السنة، بعد أن كانت مقتصرة على فصل الصيف وحده، لعدة أسباب واعتبارات، منها أن معظم العاملين يكونون في عطلة سنوية• أما الآن أصبحت تقام كل أيام السنة مع تميزها بمظهر العصرنة، والتصنع، والموضة، وكثرة البروتوكولات وإزعاج الناس بالصخب والضجيج وأصوات منبهات السيارات والاستهلاك المفرط للأموال لحد الاستنزاف والمديونية، جراء غلاء مهر العروس الذي يعتبر من أغلى المهور على مستوى الوطن تقريبا حيث يصل مهر العروس إلى 15 مليون سنتيم هذا المبلغ الذي في بعض المناطق والولايات المجاورة هوالقيمة الإجمالية للملتزمات التي لأهل العروس على العريس والمتمثلة في الصوف، والمقياس والذي تتراوح قيمته ما بين 10 و15 مليون سنتيم بالإضافة إلى ما يسمى عند "القالميين" ب "العطية" وهي ليلة حنة العروس حيث يقوم العريس بتجهيز عروسه في ذلك اليوم بكل مستلزماتها بما فيها الألبسة والعطور•• موكب العروس بأكثر من 30 سيارة يفضل بعض الآباء دفع ثمن هذه المستلزمات نقدا ليتركوا أهل العروس يشترون لابنتهم ما يرونه مناسبا، يصل ثمنها أحيانا إلى 4 و5 ملايين سنتيم، ضف إلى ذلك كراء قاعات الحفلات بدل إقامتها في البيت، والمواكب العديدة التي يتجاوز البعض منها 30 سيارة من مختلف الأنواع والموديلات وآخر ما أنتجته مصانع الغرب من سيارات فخمة، فأصواتها لا تنقطع حتى بالليل والناس نيام• فمع انخفاض درجة الحرارة وابتداء من الساعة 16 ساعة تبدأ المواكب في الانطلاق من جميع أحياء المدينة مخترقة وسط المدينة صوب شارع سويداني بوجمعة، وتمثال الرئيس الراحل هواري بومدين ومقام الشهيد ولا ترى إلا المواكب القادمة نحو المقام والعائدين منه، مشكلة في بعض الأحيان ازدحاما كبيرا في حركة المرور• تتوقف سيارات الموكب وتنزل العروس والعريس جنبا إلى جنب حيث يقومون بالتقاط صور تذكارية رفقة المدعوين• ومن جانب آخر أصبحت الأعراس التي تساير الموضة والعصرنة تقام بالقاعات المخصصة لذلك، وبمبالغ مالية تفوق ثلاثة ملايين لزمن محدود، ولا يتوقف الأمر هنا بل يتعداه إلى دعوة فريق خاص في التزيين والديكور بشتى الورود الاصطناعية والأضواء المختلفة الأشكال والألوان، وبزاوية القاعة هناك طباخون ماهرون في طهي وتحضير مختلف الأطعمة والمأكولات، وعند العشاء يتهيأ الشباب لتقديم الأطباق للمدعوات والمدعوين وسط الصخب والضجيج والغريب أن تقدم لذوات الأنامل الذهبية أطباق دون أن يحركن ساكنا، بل تجدهن مهتمات بتغيير الملابس ووضع المساحيق من حين إلى آخر، عكس أيام زمان حيث كانت أمهاتنا يسهرن على إعداد الكسكسى واللحم وتقديمها للمدعوين والمدعوات يحدث كل هذا بعيدا عن بيت العريس، وإذا أبصرت ما بداخل القاعات أو حين الخروج لركوب السيارات من نساء وفتيات، فيتخيل لك كأنك تشاهد إحدى الفضائيات أو "ستار أكاديمي"• وتمر مراحل الحفل ويأتي وقت "الحناء" حيث تقام الطاولات التي تنتصب فوقها قطع الحلويات في أشكال مختلفة، فضلا عن الفواكه بكل أنواعها، بعدها يشرع الجميع في جمع الأواني وشد الرحال نحو المسكن الحقيقي، الذي من المفروض أن يقام به العرس، لكن هناك من يكون منزله ضيقا فيحتاج إلى مكان واسع لإقامة الحفل، فالمجتمعات مهما كان لها تاريخ وأصالة عريقة تعرف بها، لا يمكنها القفز عليها باعتبارها تراثا ثقافيا عادات وتقاليد الآباء والأجداد، وقد حاولنا معرفة رأي بعض الشباب حول هذه الظاهرة وغيرها من غلاء المهور• المهور غير منطقية•• والأولياء سبب في انتشار العنوسة "لامية•س" 24 سنة متخرجة من الجامعة ترى في موضوع المهور التي يفرضها بعض الأولياء على العرسان غير منطقية وأنها مبالغ فيها كثيرا، الشيء الذي يجعل العريس يفر من اليوم الأول نظرا لما يتفاجأ به من تعقيدات ومصاريف وهو غير قادر عليها أمام الظروف الاجتماعية التي يعيشها شبابنا، مضيفة أن الأهم من طلب تلك الأموال والذهب الذي يصل وزنه نصف كلغ، وفندورة المجبود والفتلة التي يصل ثمنها إلى 6 ملايين سنتيم هو "الهناء خير من الغناء"• "فطيمة" طالبة جامعية بجامعة 8 ماي 45، تقول إن الناس جميعا يرون أن تلك الطلبات التي تحددها بعض العائلات غير منطقية خاصة طلب تلك الكمية من الذهب والتي تبقى - كما تقول - وسيلة مرهونة في البيت دون أن يستفيد منها العريس الذي أنفق من أجل شرائها الملايين سواء من ماله الخاص أوعن طريق الاستلاف• أما الحاجة ربيعة فتقول في هذا الموضوع "ربي يهدي الناس أصبحوا يحسبوا في بناتهم أبقار يتباعوا في السوق"، وتضيف الحاجة ربيعة "زوجت بنتين بالشيء الذي يقدر عليه العريس والحمد لله هما الآن تنعمان بحياة سعيدة"• وبين هذا وذاك يبقى الأولياء هم من يساهموا في انتشار ظاهرة العنوسة التي تشهدها فالمة بشكل خاص والجزائر بشكل عام، بسبب تحويل بناتهم إلى بضاعة تباع وتشترى بسبب بعدنا عن تعاليم ديننا الحنيف وعادات وتقاليد آبائنا وأجدادنا•

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.