واصل الفيلم الجزائري "مسخرة" للمخرج إلياس سالم، زحفه على المهرجانات العالميّة، حاصدا في طريقه أفضل الجوائز وأكبر التقدير؛ حيث افتكّ أول أمس، جائزة أفضل فيلم في مسابقة المهر الذهبي في الطبعة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي؛ إضافة إلى جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما، في الوقت الذي حظي فيه فيلم "أذان" للمخرج الجزائري المغترب، رباح عامر زعيمش، بجائزة لجنة التحكيم الخاصة وجائزة أفضل موسيقى، إضافة إلى جائزة أفضل مونتاج. وبذلك استطاعت السينما الجزائرية "الجديدة"، أن تتربّع على عرش أكبر المهرجانات السينمائية العربية التي يتقدّمها مهرجان دبي السينمائي.. من جهتها، ساهمت السينما المغربية أيضا، في تجسيد مقولة "السينما المغاربية الرائدة" في الوطن العربي، بعد تتويج الممثلين "أنس الباز"، و"عمر لطفي" بطلي الفيلم المغربي "كزانكرا"، بجائزة أفضل ممثل مناصفة. كما فازت المغربية "حفصة حرزي" بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم "فرنسيس".. ولم يكن من المستغرب أن ينتهي مهرجان دبي السينمائي ولا تخرج سينما المغرب العربي بشقيها الروائي والوثائقي بصورة براقة وجميلة متقدمة على الجميع كما وكيفا، خصوصا أن سبعة أفلام مغاربية كانت ضمن الأفلام الخمسة عشر المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية في مسابقة المهر.. وبذلك أثبتت السينما المغاربية، أنها سينما ناضجة بذاتها وبطاقمها، بغض النظر عن وجود شريك أجنبي للإنتاج أم لا، وبغض النظر أيضا عن كون العديد من نتاجها السنوي، لا يزال يناقش ذات القضايا الكلاسيكية في السينما المغاربية، من قضايا المهاجرين والبحث عن هوية ثقافتها المحلية، فهي بالرغم من تقليديتها تلك؛ فإنها تعرف كيف تعثر على حكاية جديدة وشخصيات مبتكرة ومواطن حديثه لقضاياها، مثل ما فعل مخرجا "مسخرة" و"آذان"الفيلمان الجزائريان المتوجان.. في سياق آخر، وعودة إلى أسماء المتوّجين بجوائز المهر الذهبي، ذهبت جائزة أفضل سيناريو إلى المخرجة الأمريكية، الفلسطينية الأصل، آن ماري جاسر عن الفيلم الفلسطيني "ملح هذا البحر" الذي عرض مؤخرا في قاعات السينما الجزائرية.. والطريف أنها بعد نيلها الجائزة، قامت بإهدائها إلى الصحفي العراقي "منتظر الزيدي" الذي يحاكم حاليا لقذفه الرئيس الأمريكي جورج بوش بالحذاء، معلنة ذلك أمام حشد من نجوم السينما العربية والعالمية في ختام المهرجان. وفي مسابقة المهر السينمائي العربي للأفلام الوثائقية فاز بالجائزة الأولى الفيلم الفلسطيني "ذاكرة الصبار" للمخرج حنا مصلح، وذهبت الجائزة الثانية إلى الفيلم المصري "مارينا الزبالين" للمخرجة إنجي واصف، ومنحت لجنة التحكيم جائزة خاصة إلى الفيلم اللبناني "سمعان بالضيعة" لسيمون الصبر. فيما ذهبت جائزة المهر للإبداع الآسيوي الإفريقي للفيلم الروائي الطويل "جبل مقفز"، وهو من إنتاج كوريا الجنوبية للمخرج سو يونج كيم. للتذكير، كانت فعاليات الدورة الخامسة من المهرجان انطلقت يوم ال11 من ديسمبر الجاري، وعرض خلالها 181 فيلمًا من 66 بلدًا من مختلف أنحاء العالم، ومن ضمن تلك الأفلام 11 فيلمًا لم يسبق عرضها على أية شاشة سينمائية.
