كاتب ياسين، أصبح اسم مكتبة عامة جديدة من سلسة أكثر من 15 مكتبة عمومية بمدينة غرونوبل الهادئة، والتي تحسن تكريم المثقفين والمفكرين الذين عبروا شوارعها ذات يوم، فلم تنسهم شوارعها.. حيث تجد في هذه المدينة شارع "جان جاك روسو" الذي يقع في بدايته منزل أحد أعظم كتاب العالم "هينري بايلي"، الملقب ب "ستاندال". وكذلك شارع الكاتب والفيلسوف الفرنسي إيمانويل مونييه وشارع مفكك اللغة الفرعونية "شونبوليون"، إضافة إلى حديقة الفيلسوف الفرنسي "غاستون باشلار"، وها هو اليوم اسم الكاتب الجزائري كاتب ياسين يتوسّط جدار أحدث مكتبة بالمدينة التي عاش فيها وتوفي معدما ومشردا حسب روايات مقرّبين منه. من جهة أخرى وفي الوقت الذي يكرّم فيه صاحب ال "نجمة" في فرنسا على الطريقة "الغرونوبلية"، ارتأت الجزائر قبل يومين تكريم "كاتب" أيضا، لكن على الطريقة "البلعبّاسية"، حيث حظي ياسين بعدما يناهز العشرين سنة على وفاته ب"عشرين دقيقة كاملة.. !" في اليوم الثاني من الطبعة التاسعة لمهرجان الفيلم الأمازيغي، الذي اختتمت فعالياته أول أمس.. لجنة تنظيم المهرجان كتبت في برنامجها أن اليوم الثاني من المهرجان سيخصّص سهرته كاملة لتكريم كاتب ياسين واستحضار ذكراه، قبل أن تختصر السهرة في 20 دقيقة، أخرجت عددا من أصدقاء درب ياسين من فنانين وكوميديين عن صمتهم، "مستنكرين" الطريقة التي تم بموجبها تكريم "كاتب"، حتى أن الكاتب السينمائي إبراهيم حاج سليمان، و الكوميدي جلول جدي والمسرحي محفوظ، الذي أدى دور ''محمد'' في مسرحية ''محمد برون تا فاليز'' الشهيرة لكاتب ياسين، وصفوا سهرة التكريم ب"التقزيم" لشخصية أعطت الكثير للأدب الجزائري في الخارج قبل الداخل.. شخصية تحمل اليوم اسم أكبر مكتبة عامة في قلب إحدى المدن الفرنسية التي عرفت قدر "مثقّف" أهداها بدوره، رواية "المضلع الكوكبي" سنة 1966 و"ذو النعل المطاطي" 1970 وأعمال أخرى في الشعر والمسرح لم يقدّر له الاستمتاع بصيتها كثيرًا، بعد أن وافته المنية بغرونوبل سنة 1989 قبل أن ينقل جثمانه ويدفن بالجزائر.