هجرة غير نظامية: مراد يشارك بروما في اجتماع رفيع المستوى يضم الجزائر، إيطاليا، تونس وليبيا    لعقاب : الانتهاء من إعداد النصوص التطبيقية المنظمة لقطاع الاتصال    أكثر من مليون ونصف مترشح لامتحاني شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط دورة يونيو 2024    الجزائر/موريتانيا : افتتاح الطبعة السادسة لمعرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط بمشاركة 183 عارضا    الجزائر تؤكد من نيويورك أن الوقت قد حان لرفع الظلم التاريخي المسلط على الشعب الفلسطيني    لعقاب يدعو إلى تعزيز الإعلام الثقافي ويكشف: نحو تنظيم دورات تكوينية لصحفيي الأقسام الثقافية    "تحيا فلسطينا": كتاب جديد للتضامن مع الشعب الفلسطيني    سليمان حاشي : ابراز الجهود المبذولة لتسجيل عناصر ثقافية في قائمة الموروث الثقافي غير المادي باليونسكو    دراجات/الجائزة الكبرى لمدينة وهران 2024: الدراج أيوب صحيري يفوز بالمرحلة الأولى    وفاة 8 أشخاص تسمما بغاز أحادي أكسيد الكربون خلال شهر أبريل الماضي    وزير الصحة يشرف على افتتاح يوم علمي حول "تاريخ الطب الشرعي الجزائري"    قسنطينة..صالون دولي للسيارات والابتكار من 23 إلى 26 مايو    مجمع الحليب "جيبلي": توقيع اتفاقية اطار مع وكالة "عدل"    اجتماع الحكومة: الاستماع الى عرض حول إعادة تثمين معاشات ومنح التقاعد    الفنانة حسنة البشارية أيقونة موسيقى الديوان    التوقيع على برنامج عمل مشترك لسنة 2024-2025 بين وزارة الصحة والمنظمة العالمية للصحة    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة يوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    اليوم العالمي لحرية الصحافة: المشهد الإعلامي الوطني يواكب مسار بناء الجزائر الجديدة    معادن نادرة: نتائج البحث عن الليثيوم بتمنراست و إن قزام ايجابية    السيد عطاف يجري بكوبنهاغن لقاءات ثنائية مع عدد من نظرائه    معرض الجزائر الدولي ال55: نحو 300 مؤسسة سجلت عبر المنصة الرقمية الى غاية اليوم    حوادث المرور: وفاة 62 شخصا وإصابة 251 آخرين خلال أسبوع    رالي اكتشاف الجزائر- 2024 : مشاركة 35 سائقا اجنبيا وعدد معتبر من الجزائريين    اليوم العالمي لحرية الصحافة: الصحفيون الفلسطينيون قدموا مئات الشهداء وهزموا رواية الاحتلال الصهيوني الكاذبة    فلسطين: ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و 596 شهيدا    منظمة العمل العربية: العدوان الصهيوني دمر ما بناه عمال غزة على مر السنين    المصلحة الجهوية لمكافحة الجريمة المنظمة بقسنطينة: استرجاع أزيد من 543 مليار سنتيم من عائدات تبييض الأموال    في انتظار التألق مع سيدات الخضر في الكان: بوساحة أفضل لاعبة بالدوري السعودي الممتاز    رئيس الجمهورية يحظى بلقب "النقابي الأول"    القابض على دينه وقت الفتن كالقابض على الجمر    بخصوص شكوى الفاف    تدعيم الولايات الجديدة بكل الإمكانيات    بداية موفّقة للعناصر الوطنية    العلاقات بين البلدين جيدة ونأمل في تطوير السياحة الدينية مع الجزائر    انبهار بجمال قسنطينة ورغبة في تطوير المبادلات    الجزائر في القلب ومشاركتنا لإبراز الموروث الثقافي الفلسطيني    اجتياح رفح سيكون مأساة تفوق الوصف    إطلاق أول عملية لاستزراع السمك هذا الأسبوع    تكوين 500 حامل مشروع بيئي في 2024    حملة وطنية للوقاية من أخطار موسم الاصطياف    البطولة الإفريقية موعد لقطع تأشيرات جديدة لأولمبياد باريس    المجلس الشّعبي الوطني يشارك في الاجتماع الموسّع    الجزائريون يواصلون مقاطعة المنتجات الممولة للكيان الصهيوني    أوغندا تُجري تجارب على ملعبها قبل استضافة "الخضر"    بولبينة يثني على السعي لاسترجاع تراثنا المادي المنهوب    دعم الإبداع السينمائي والتحفيز على التكوين    تتويج إسباني فلسطيني وإيطالي في الدورة الرابعة    روما يخطط لبيع عوار للإفلات من عقوبات "اليويفا"    دعوة للتبرع بملابس سليمة وصالحة للاستعمال    263 مليون دينار لدعم القطاع بالولاية    استئناف حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان الوطني للحج والعمرة اليوم الأربعاء بالنسبة لمطار الجزائر    خنشلة: الوالي محيوت يشرف على إحياء اليوم العالمي للشغل    سايحي يكشف عن بلوغ مجال رقمنة القطاع الصحي نسبة 90 بالمائة    هذه الأمور تصيب القلب بالقسوة    الجزائر تتحول إلى مصدّر للأنسولين    ذِكر الله له فوائد ومنافع عظيمة    نطق الشهادتين في أحد مساجد العاصمة: بسبب فلسطين.. مدرب مولودية الجزائر يعلن اعتناقه الإسلام    لو عرفوه ما أساؤوا إليه..!؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نهاية سنوات العسل بين موسكو وواشنطن
جزيرة القرم ..انذار بحرب عالمية ثالثة ؟
نشر في المشوار السياسي يوم 02 - 03 - 2014

*بوتين لأوباما روسيا ستحمي مصالحها في أوكرانيا *أوباما يحذر روسيا من التدخل العسكري؟ * قوات الجيش الروسي تتحدى واشنطن تتدخل في جزيرة القرم إعداد احمد لعلاوي ألقى الدب الروسي بثقله على الساحة الدولية مؤخرا، خاصة في الأزمة الاوكرنية حيث تحدى العالم والمجتمع الدولي ومجلس الأمن والغرب مجتمعين، في تهديد صارخ و استعراض للقوة أمام الغرب، حيث تدخل بشكل مباشر عسكريا في شبه جزيرة القرم ذات الحكم الذاتي التي تنتمي إلى الأراضي الاوكرانيا، رغم تنديدات واشنطن والدول الأوروبية باختراق روسيا لكل المواثيق والأعراف، مما جعل الوضع يتجه نحو التعفن والذي ينذر بحرب عالمية ثالثة حسب المتتبعين قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، في ظل تمسك روسيا بحقها في الدفاع عن مصالحها الإستراتجية والأمنية والاقتصادية والتنديدات الغربية الشديدة اللهجة ضد تصرفات موسكو المارقة على قوانين المجتمع الدولي .
*بوتين لأوباما روسيا ستحمي مصالحها في أوكرانيا
وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي باراك أوباما رسائل واضحة ومشفرة إلى الغرب ككل مفادها أن روسيا ستحمي مصالحها ومصالح مواطنيها والمواطنين الأوكرانيين الناطقين باللغة الروسية في حال إنتشار العنف إلى شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم ، وهذا يعني أنها ستقوم بكل ما بوسعها من اجل الحفاظ على مصالحها حتى وان استدعى التدخل العسكري والدخول في حرب مع جميع الأطراف، وذكر بيان أصدره المكتب الصحفي للكرملين في موسكو أمس، ردا على القلق الذي أبداه باراك أوباما تجاه خطط محتملة لاستخدام القوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا أشار بوتين إلى الطابع الإجرامي لتصرفات المتشددين القوميين في أوكرانيا الذين تشجعهم السلطات الجديدة في كييف وشدد بوتين على وجود تهديد حقيقي لحياة المواطنين الروس الموجودين على الأراضي الأوكرانية، وقال البيان أشار بوتين إلى أن روسيا تحتفظ بحقها في حماية مصالحها ومصالح السكان المحليين الناطقين باللغة الروسية في حال إنتشار العنف إلى المناطق الشرقية من أوكرانيا و القرم، كما بحث الرئيس الروسي تطورات الأوضاع في أوكرانيا في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند وقدم له رؤيته بشأن تلك التطورات. *أوباما يحذر روسيا من التدخل العسكري؟ حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما روسيا من مغبة أي تدخل عسكري في أوكرانيا، وقال أوباما في بيان ألقاه في البيت الأبيض إن الولايات المتحدة ستقف بحزم مع المجتمع الدولي للتأكيد على أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا سيكون له ثمن، وأعرب أوباما عن عميق قلقه من التحركات التي تقوم بها القوات المسلحة الروسية في الأراضي الأوكرانية مشددا على أن أي انتهاك لسيادة أوكرانيا أو وحدة أراضيها سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار العالمي على نحو كبير، وقال أوباما إن نائبه جو بايدن قد اتصل هاتفيا برئيس الحكومة الأوكرانية الجديدة ليعرض عليه مساعدة واشنطن لدعم مستقبل بلاده الديمقراطي، وقال مسؤول أمريكي بارز أن الثمن الذي تحدث عنه أوباما قد يتضمن قيام الولايات المتحدة ودول حليفة برفض حضور قمة الدول الصناعيىة الثماني الكبرى المقرر عقدة بعد 3 أشهر في منتجع سوتشي الروسي بالإضافة إلى إجراءات أخرى.
وإعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيرى أن نشر قوات روسية في أوكرانيا يهدد السلم والأمن الإقليميين وسيكون تأثيره عميقا على العلاقات الأمريكية الروسية وقال كيرى في بيان له الليلة الماضية إنهما لم تتخذ روسيا إجراءات فورية
وملموسة لتخفيف حدة التوتر فإن تأثير ذلك سيكون عميقا على العلاقات الأميركية الروسية وكذلك أيضا على مكانة روسيا على الساحة الدولية، من جانبه قال وزير الدفاع الاميركي تشاك هييغل لنظيره الروسي سرغي شويغو في مكالمة هاتفية بينهما انه اذا لم تتخذ موسكو إجراءات لتغيير الوضع ميدانيا فان المنطقة قد تشهد حالة من عدم الاستقرار وتصعيدا اخر قد يهدد امن أوروبا والوضع الدولي بشكل عام، وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد أعرب عن قلق الحكومة الامريكية البالغ ازاء التقارير التي تشير الى التحركات العسكرية الروسية في اوكرانيا مؤكدا ان اي انتهاك لسيادة اوكرانيا سيؤدي الى زعزعة الاستقرار بصورة كبيرة وفي الوقت نفسه اكدت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية جين بساكي ان الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش قد فقد شرعيته بعد ان تخلى عن قيادة البلاد وخلف ورائه فراغا سياسيا.
* قوات الجيش الروسي تتحدى واشنطن وتغزو أوكرانيا قال سيرجي أكسينوف، رئيس وزراء القرم الجديد الموالي لروسيا إن قوات من الأسطول الروسي في البحر الأسود تحرس منشآت مهمة في شبه جزيرة القرم الأوكرانية، ويأتي ذلك بعد مناشدة أكسينوف الرئيس الروسي، فلاديميير بوتين، مساعدته في استعادة الهدوء في منطقة القرم، ونقلت الوكالة عن مصدر عسكري أوكراني قوله إن قوات روسية تحاول السيطرة على قاعدة للصواريخ المضادة للطائرات في القرم، وقالت المصادر إن نحو 20 جنديا دخلوا القاعدة، الواقعة غرب القرم، ويحاولون الآن الاستيلاء عليها، غير أن الوكالة لم تشر إلى وقوع صدامات، بل لا تزال المفاوضات مستمرة في شأن الوضع في القاعدة، وكانت روسيا قد أعلنت أنها لن تتجاهل طلب رئيس وزراء القرم المساعدة. وقالت فالنتينا ماتفينكو، رئيسة المجلس الاتحادي الروسي (المجلس الأعلى في البرلمان)، إن موسكو قد ترسل قوة محدودة إلى منطقة القرم، وقد طالب الرئيس الجديد لحكومة منطقة القرم الأوكرانية سيرجي أكسيونوف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمساعدة على استعادة الهدوء في المنطقة، وقال مصدر في الكرملين إن الحكومة الروسية لن تتغاضى عن طلب أكسيونوف الموالي لها، وحذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما موسكو من عواقب التدخل في القرم بعدما شهدت تحركات عسكرية روسية نشطة خلال اليومين الماضيين، واتهم رئيس الوزراء الأوكراني الجديد أرسيني ياتسنيوك روسيا بالسعي لتصعيد الأزمة في القرم، وأدلى ياتسنيوك بهذه التصريحات خلال الاجتماع الأول للحكومة الإنتقالية التي أنشئت إثر خلع الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش، وقد استولى مسلحون قوات روسية على مبنى البرلمان المحلي في سيمفروبل، عاصمة القرم، بالإضافة إلى مطارين ومراكز اتصال بالمنطقة، وقد اتهم رئيس أوكرانيا الانتقالي أوليكساندر تورتشينوف روسيا بإرسال مئات الجنود والطائرات العسكرية لتعزيز أسطول البحر الأسود الروسي المتمركز في القرم، أما موسكو فقالت إن تحركاتها العسكرية في شبه جزيرة القرم لا تخالف المعاهدات الدولية، وأنكر الاستيلاء على المطارات، ويذكر أن الاتفاق الخاص بأسطول البحر الأسود يحتم على روسيا تنسيق أي تحرك للقوات خارج مركز الأسطول مع السلطات الأوكرانية مسبقًا، وأوضحت أن الهدف سيتمثل في ضمان أمن الأسطول الروسي في البحر الأسود والمواطنين الروس، وقالت المسؤولة الروسية إن أوكرانيا بها عدد كبيرة من المواد الخطرة بينها محطات نووية، وأضافت: من الضروري ضمان أمن وسلامة هذه المواد لمنع حدوث مأساة أكبر، وشددت على أن بوتين عليه استخدام كافة الإجراءات الممكنة لضمان أمن المواطنين الروس ومساعدة الشعب الأوكراني الشقيق على تحقيق الاستقرار. هل ستندلع الحرب العالمية الثانية من شبه جزيرة القرم ؟ كانت الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين الدول الإمبراطورية النمساوية المجرية وصربيا، بسبب اغتيال ولي عهد النمسا الارشيدوق فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب أثناء زيارتهما لسراييفو، كفيلة باندلاع الحرب العالمية الأولى، سنة 1914 ، فيما كانت بولندا شرارة التي فجرت في وجه العالم العالمية الثانية، عام 1939، ويرى العديد من المحللين والمتتبيعن أن الذي حدث خلال الأيام الأخيرة في اوكرنيا ينذر بحرب عالمية ثالثة، بعد التشنج الذي اتضحت معالمه من خلال الخطابات والخطابات المضادة بين الغرب وروسيا، فأول الحرب كلام كما يقال، ولذلك لا يستبعد المحللون أن تكون شبه جزيرة القرم منطلقا لحرب عالمية ثالثة تهدد بنسف العالم وتبقى الأيام القادمة هي التي ستكشف عن مدى صدق هذه الأطروحة في ظل تشنج التصريحات والتصريحات المضادة بين القوى الكبرى في العالم . نبذة عن تاريخ شبه جزيرة القرم تقع شبه جزيرة القرم في جنوب اوكرانيا. ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب، بينما يحدها من الشرق بحر أزوف. ويربطها بالقارة الاوروبية شمالا برزخ بيريكوب البالغ عرضه 8 كيلومترات. وتبعد أقصى نقطة شمالا عن أقصى نقطة جنوبا بمسافة 200 كيلومتر. بينما تبعد اقصى نقطة غربا عن اقصى نقطة شرقا بمسافة 325 كيلومتر. وتحد القرم من جهة البحر روسيا ورومانيا وبلغاريا وتركيا وجورجيا. كان شبه جزيرة القرم احد الاماكن المفضلة لاستجمام الاسرة القيصرية والنبلاء الروس.
واحب القادة السوفيت والمسئولون مؤتمر يالطا الكبار الاقامة هنا. وشهدت القرم مرارا أحداثا تاريخية عديدة.
وعقدت في شبه الجزيرة قبل ثلاثة اشهر من انتهاء الحرب العالمية الثانية في فبراير عام 1945 قمة الحلفاء في الحرب ضد هتلر التي شارك فيها يوسف ستالين من الجانب السوفيتي وفرانكلين روزفلت من الجانب الامريكي وونستون تشرشل من الجانب البريطاني ، الذين أرسوا النظام العالمي الجديد لفترة ما بعد الحرب.
وفي عام 1991 تم عزل ميخائيل غورباتشوف الرئيس الاول والوحيد للاتحاد السوفيتي اثناء استجمامه في منطقة فوروس في القرم عندما جرت محاولة الانقلاب الفاشلة ضده في موسكو.
بدأت في القرن الثامن عشر سلسلة من الحروب الروسية - التركية . وسعت روسيا من خلال هذه الحروب الى الاستيلاء على مناطق مطلة على البحر الاسود باعتبارها ضرورية لتطوير اقتصادها. وطرد الجيش الروسي في عام 1771 الاتراك من شبه جزيرة القرم .
الا انهم لم يقبلوا بفقدان القرم وحاولوا مرارا استعادة مواقعهم فيها . واضطرت تركيا في يوم عام 1774الى توقيع معاهدة الصلح التي تم خرقها فور توقيعها عمليا. سيفاستوبل ووقعت الامبراطورة كاترين الثانية في يوم عام 1783 مرسوم ضم شبه جزيرة القرم وجزر تامان وإقليم كوبان الى روسيا .
وسعت الحكومة القيصرية بشتى الوسائل الى جذب الرعايا الجدد الى جانبها آخذا بعين الاعتبار وضع القرم الاستراتيجي العسكري ونفوذ تركيا الكبير بين التتار. ومنذ عام 1783 منح اهالى شبه الجزيرة الاصليين حرية التنقل وحرية الضمير ( العقيدة الدينية). كما منح الاقطاعيون التتار الحق بالتمتع بكافة الامتيازات لدى طبقة النبلاء ( الاشراف) الروس. وتم اعفاء التتار من الخدمة العسكرية في الجيش الروسي.
الا انه تم في اوائل القرن التاسع عشر تشكيل اربعة افواج تتارية التحق بها المتطوعون الذين قاموا بواجبات الحراسة والحفاظ على الامن في شبه الجزيرة. واحتفظ رجال الدين المسملون التتار باراضيهم ، وتم إعفاؤهم من دفع الضرائب، وواعطيت الحريات الشخصية للفلاحين. غير ان جزءا من السكان التتار غادر القرم وهاجرالى تركيا بالرغم من التدابير المشار اليها. وصارت القرم في النصف الاول من القرن التاسع عشر تنمو اقتصاديا وثقافيا ، وذلك بعد ان تم ضمها الى الامبراطورية الروسية في عام 1783 .
ومنذ ذلك الحين اخذت تتطور القوى المنتجة فيها بوتائر عالية، وحدثت تغيرات في المجالين الاقتصادي والثقافي. واتخذت الحكومة الروسية التدابير الرامية الى توطين القرم ، علما بان عدد سكانها بلغ 82151 نسمة من الذكور حسب احصائيات عام 1796. وسعت الحكومة القيصرية الى استصلاح شبه الجزيرة باسرع وقت ممكن، وصارت تمنح قطعا كبيرة من الارض الى مالكي الاراضي والموظفين الروس. وفي عام 1783 تأسست قلعة سيفاستوبول التي تحولت بمرور الزمن الى ميناء كبير وقاعدة الاسطول الروسي الرئيسية في البحر الاسود ومدينة تمثل مجد وشجاعة الروس فيما بعد. وكانت الامبراطورية العثمانية من جهتها تحشد قواها العسكرية وتقوم بلعبة دبلوماسية معقدة مع الدول الاوروبية الكبرى التي اتفقت مصالحها ومصالح اسطنبول التي لم ترض بتنامي نفوذ روسيا في البحر الاسود وسيطرتها على القرم.
ورفع الاسطول العثماني اشرعته في عام 1787 وتوجه نحو شبه جزيرة القرم . والحق الاسطول الروسي الصغير في عام 1788 هزيمة ساحقة بالاسطول التركي ، الامر الذي اصبح رمزا لولادة اسطول البحر الاسود الروسي الفتي ووضع بداية للصراع بين الدولتين والذي أسفر عن تخلى تركيا عن شبه جزيرة القرم. وفي بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر اصبحت شبه جزير القرم مسرحا للحرب الدامية بين روسيا من جهة وتركيا وفرنسا وبريطانيا من جهة اخرى. وبدأ النزاع من الجدل حول مسألة منع روسيا من حرية الملاحة في البحر الابيض المتوسط.، ووقعت في عام 1841 في لندن الاتفاقية الدولية التي نصت على اغلاق مضيقي البوسفور والدردنيل امام جميع الدول الكبرى ، الامر الذي ألحق ضررا بمصالح روسيا الاستراتيجية والتجارية .
غير ان الصراع من اجل فرض النفوذ السياسي والاقتصادي على الشرق الاوسط لم ينته بذلك. وتسببت المواجهة في اندلاع الحرب بين روسيا والامبراطورية العثمانية ووقفت الدول الاوروبية الكبرى فيها الى جانب تركيا. وأعلنت حكومتا بريطانيا وفرنسا الحرب على روسيا ، وبهذا خرقتا اتفاقية لندن. ونزلت القوات البريطانية والفرنسية والتركية في عام 1854 في مدينة يفباتوريا الواقعة في شبه جزيرة القرم ، ثم توجهت نحو مدينة سيفاستوبول. ووقعت اول معركة بين قوات التحالف البريطاني والفرنسي والتركي من جهة والقوات الروسية من جهة اخرى بالقرب من نهر ألما في يوم 8 ايلول عام 1854. وتمكن الاسطول البريطاني الفرنسي المشترك في اوائل عام 1855 من دخول بحر آزوف مرورا بمضيق كيرتش. وصار الجيش الروسي المحاصر من الجهات الثلاث يواجه المزيد من المصاعب. وفي آب عام 1855 استولى العدو على مرتفع مالاخوخ الاستراتيجي ، مما جعل الدفاع عن سيفاستوبول مستحيلا. وانسحبت القوات الروسية المدافعة عن المدينة الى مواقع جديدة، وعرقلت تقدم القوات الاجنبية الى عمق شبه الجزيرة، ثم بدأت حرب الاستنزاف التي ادت في نهاية المطاف الى لجوء بريطانيا وفرنسا الى المباحثات مع الحكومة الروسية. وعقدت في باريس عام 1856 اتفاقية السلام ، وغادرت القوات الاجنبية شبه جزيرة القرم.
بيت الراحة الصيفي لغوربوتشوف قامت الثورة في روسيا في خريف عام 1917 ، وتولى البلاشفة السلطة في البلاد. وتحولت شبه جزيرة القرم الى احد ميادين الحرب الاهلية، وتعرضت في الوقت ذاته للعدوان الاجنبي حين خرقت القوات الالمانية شروط معاهدة بريست ، واحتلت القرم في عام 1918 .
وفي تشرين الثاني عام 1918 نزلت في القرم القوات البريطانية الفرنسية التي بقيت هناك حتى آيار عام 1919 ، ثم غادرت شبه الجزيرة ، وعلى إثر مغادرتها أعلن في القرم عن قيام الجمهورية السوفيتية الاشتراكية. واحتلت شبه الجزيرة قوات الحرس الابيض بقيادة الجنرال دينيكين ثم الجنرال فرانجل ، فاشتعلت الحرب الاهلية في القرم مجددا. وشهدت القرم في فترة ما بعد الحرب الاهلية اوضاعا اقتصادية صعبة ، وساد فيها الدمار والخراب ، وانخفض الانتاج الصناعي بالمقارنة مع مستوى ما قبل الحرب بمقدار ثلاثة اضعاف. كما احتدمت العلاقات بين القوميات ، وكانت القوى السياسية المختلفة المناضلة من اجل السلطة في القرم في وقت الحرب الاهلية تستفيد من التفرقة القومية لمصلحتها ، ولم تحل مسألة امتلاك الارض المرتبطة ارتباطا وثيقا بالمسألة القومية.
وفي تشرين الاول عام 1921 حصلت القرم على وضعها القانوني الجديد ، وتحولت الى جمهورية القرم ذاتية الحكم ضمن جمهورية روسيا السوفيتية الفيدرالية الاشتراكية التي كانت بدورها ضمن اتحاد الجمهوريات السوفيتية الاشتراكية. ومنحت شبه الجزيرة وضع منتجع سائر الاتحاد السوفيتي . وكان المواطنون من عموم الاتحاد السوفيتي يأتون الى هناك لتلقي العلاج وللاستجمام. وسجلت الحرب العالمية الثانية سطورا مأسوية جديدة في تاريخ القرم. وكان الزعماء النازيون ينوون تحويل شبه الجزيرة الى احدى المستوطنات الالمانية. وكان يخطط لتهجير السكان وضم شبه جزيرة القرم الى ألمانيا وتسميتها ب هوتلاند وجعلها موقعا لاستجمام الجنود الالمان ورفدها بألمان إقليم التيرول الجنوبي.
و في عام 1941 تعرضت مدينة سيفاستوبول والاسطول البحر الاسود السوفيتي للقصف الالماني من الجو. هكذا بدأت الحرب العالمية الثانية بالنسبة الى القرم والاتحاد السوفيتي ككل. المعارك من اجل شمال القرم عام 1941 واستمر الصراع المسلح من اجل الاحتفاظ بالقرم خلال فترة تزيد عن شهرين. وبالرغم من مقاومة وصمود الجيش السوفيتي استطاعت القوات الالمانية بحلول شهر نوفمبر احتلال شبه الجزيرة كلها باستثناء مدينة سيفاستوبول. واضطرت القوات السوفيتية الى مغادرة القرم ، ولم تعد اليها الا في عام 1944 .
وبدأت عملية اعادة اعمار شبه الجزير بعد تحريرها من الالمان مباشرة. واثبتت لجنة التحقيق في جرائم النازيين بجزيرة القرم هلاك 219625 شخصا وضمنهم من تم اعدامه وتهجيره الى المانيا. ودمرت 147 مدينة وبلدة بما في ذلك مدينتا سيفاستوبول وكيرتش اللتان تم تدميرهما تدميرا تاما. وسجلت السلطة السوفيتية ايضا اسطرها المأسوية في تاريخ القرم حين هجّرت ما يزيد عن 52 ألف الماني و191 ألف تتاري 12 ألف بلغاري و15 ألف يوناني و9 آلاف ارمني و1280 روسيا و1109 غجريا و272 تركيا و257 اوكرانيا و283 شخصا من القوميات الاخرى ، وذلك بحجة تعاونهم مع النازيين. لقد تأكدت في واقع الامر بعض الحقائق التي تدل على تعاون بعض الاشخاص من سكان القرم مع النازيين. وكانت قد شكلت في القرم في كانون الاول عام 1941 لجان إسلامية انضم اليها التتار الذين أعلنوا تأييدهم لسلطة الاحتلال الالمانية. وبدأت لجنة القرم الاسلامية المركزية عملها في مدينة سيمفروبول. هذا وكان تتار القرم يحاربون في صفوف الجيش الاحمر ضد الفاشستيين. كما شكل تتار القرم سدس قوات الانصار التي حاربت القوات الالمانية في شبه الجزيرة. وأعلن مجلس السوفيت الاعلى للاتحاد السوفيتي في 14 تشرين الثاني عام 1989 ان كافة القوانين التي لها علاقة بتهجير الشعوب القهري تعتبر غير شرعية، وقد اعيد الاعتبارالسياسي لتتار القرم والألمان وغيرهم من ابناء الشعوب التي كانت تقطن شبه الجزيرة. ويعود الكثير منهم حاليا الى وطنهم وبالدرجة الاولى تتارالقرم. وتخصص الدولة الاوكرانية لهم قطعا من الارض في منطقة السهوب.
غير ان الكثير منهم يستولى قهرا على قطع ارضية في مناطق اخرى من شبه الجزيرة ، وقبل كل شيء في المنطقة الساحلية ، الامر الذي يتسسب في حدوث نزاعات بينهم وبين السلطة وفئات اخرى من السكان على حد سواء. وفي شهر حزيران عام 1945 تم تحويل جمهورية القرم ذاتية الحكم السوفيتية الاشتراكية الى مقاطعة القرم ضمن جمهورية روسيا السوفيتية الاشتراكية. واتخذ نيكيتا خروشوف الامين الاول للجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي في 19 فبراير شباط عام 1954 قرارا باحالة مقاطعة القرم من جمهورية روسيا الفيدرالية السوفيتية الاشتراكية الى جمهورية اوكرانيا السوفيتية الاشتراكية مبررا ذلك بوحدة الاقتصاد والاراضي والعلاقات الادارية والثقافية الوثيقة بين المقاطعة واوكرانيا. لكن لم يلعب هذا الاجراء آنذاك دورا مبدئيا لان كلتاهما كانتا من كيانات الاتحاد السوفيتي. غير ان هذا الامر تسبب في مشاكل عديدة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي ، اذ ان القرم لكونها جزءا لا يتجزأ من الدولة الروسية وقاعدة استراتيجية للاسطول الروسي ثم السوفيتي على مدى السنوات المائتين الاخيرة وقعت ضمن اراضي دولة اخرى على إثر اعلان استقلال اوكرانيا في 30 اغسطس آب عام 1991 .
واحتدم الجدل حول مصير سيفاستوبول واسطول البحر الاسود الروسي الذي توجد قاعدته الرئيسية فيها بعد انهيارالاتحاد السوفيتي. وبموجب الاتفاق بين موسكو وكييف سيبقى الاسطول الروسي في سيفاستوبل حتى عام 2017.
وتعول روسيا حاليا على تمديد مفعول الاتفاق. غير أن اوكرانيا التي تسعى الى الانضمام الى الناتو لها خطط اخرى. ومن جهة اخرى فان سكان المدينة الذين يميلون الى روسيا يعارضون انسحاب الاسطول الروسي من سيفاستوبول. وتم في القرم جمع ما يزيد عن مليون توقيع لأبناء المدينة غير الموافقين على انسحاب الاسطول الروسي. وبموجب احصائيات عام 2001 يقطن القرم 250193 مواطنا مهجرا وبينهم 179400 نسمة من الكبار و70793 نسمة من الاطفال الذين لم يتجاوز عمرهم 14 سنة ، بمن فيهم 3001 طفل لم يتجاوز سنهم سنة واحدة، ويبلغ عدد تتار القرم الاجمالي 244121 نسمة ، وبينهم 174120 نسمة من الكبار و70001 نسمة من الاطفال بمن فيهم 2968 طفلا لم يتجاوز سنهم سنة واحدة، وازداد عدد تتار القرم خلال الفترة ما بين اعوام 1988 و2001 بمقدار 6.35 مرة، وبلغ نسبة 11.73% من اجمالي سكان شبه جزيرة القرم. التركيب الديموغرافي في القرم ينطق سكان القرم اساسا اللغة الروسية بالرغم من ان اللغة الاوكرانية تعتبر اللغة الرسمية فيها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.