دعا مصطفى بيراف، رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية، جميع الرياضيين والرياضيات التوجّه بقوة الى صناديق الاقتراع واختيار الرجل المناسب لقيادة البلاد في المرحلة القادمة، وأن يقوموا بحقهم في المواطنة، وأكد بيرف في حوار حصري ل السياسي ، أن الرياضة في الجزائر مستقرة وفي تطور مستمر. حاوره: نسيم دعدوش * السياسي: في البداية، نشكركم السيد بيراف على هذه الإستضافة. - بيراف: نحن مسرورون جدا بحضور جريدتكم المشهورة والمعروفة بنشرها للحقائق على ما يجري في الجزائر للقرّاء، ونتمنى لكم النجاح في مشواركم. * لو تعطينا لمحة عن اللجنة الأولمبية الجزائرية؟ - هي هيئة منتخبة من طرف كل الاتحاديات الجزائرية وكل هيئة من الهيئات الرياضية الوطنية، وهي تجمع تقريبا 42 اتحادية وشخصيات بارزة وتمثل 3 ملايين شخص بين نساء ورجال من الرياضيين، ونعمل في إطار القوانين الجزائرية والتي هي بدورها، متعلقة ومتمسكة بالميثاق الأولمبي الذي يسيّر كل الرياضات في العالم، الأمور اليوم تمشي بهدوء، خصوصا بعد السنوات الصعبة التي كانت جد سلبية، والحمد لله، تغلبنا على الوضع وأصبحت الرياضة الجزائرية مستقرة وتسيير بهدوء. * ما هو جديدكم؟ - لدينا هذه السنة اجتماع للجنة الأولمبية الإفريقية يوم 20 مارس الجاري بالجزائر، وبعدها، هناك الجمعية العامة العادية، وفي ما يخص الأعمال، سطّرنا برنامجا خاصا يعنى بمشاركة المرأة في كل الهئات سواء الجمعية العامة أو هيئات التسيير، وهناك برنامج الحكم الراشد للاتحاديات والرياضات الجزائرية. ومن بين الأهداف، جعل الولوج إلى عالم الرياضة من قبل الشباب أسهل والنشاط في الاختصاصات التي لديهم فيها إرادة أكبر، وسطّرنا كذلك برنامجا للمشاركة في الألعاب الأولمبية الإفريقية للأشبال وكذلك الدولية للأشبال في الصين الصائفة المقبلة، بالإضافة الى تحضير النخبة الجزائرية ومختلف المواهب. وفي كل سنة، نبرمج تربصا للمواهب في مارس وآخر في الجنوب شهر ديسمبر، حيث سننظّم الأسبوع الأولمبي في نفس الفترة وسيشهد أبوابا مفتوحة للجيدو للأشبال بغرداية، تيزي وزو والجزائر وهذا دليل على اهتمام اللجنة الأولمبية بجميع الفئات كالأشبال والمواهب وليس فقط بالنخبة، وهناك برنامج تعاون وتكامل مع مختلف الاتحاديات في إطار تكوين الإداريين التقنيين والرياضيين وكذلك برنامج لإعادة تكوين وتأطير الرياضيين والأبطال السابقين وإدماجهم. * الجزائر غابت عن أولمبياد سوتشي مؤخرا، ما هو سبب هذا الغياب؟ - كان هناك تأهل للجزائريين المقيمين بالخارج، لكن الاتحادية، وبعد الإطلاع على نتائجهم، أخذت قرارا بعدم المشاركة، لأن تلك المشاركة لم تكن ستشرّف الجزائر ونحن أيدنا وتمسكنا بقرار الاتحادية وبالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة، طبعا، نتأسف لعدم المشاركة، ولكن في المنافسات القادمة، ستكون هناك مشاركة جزائرية، إن شاء الله. * كيف تحضّرون لأولمبياد البرازيل؟ - كل اتحادية تحضّر على حدة، استعدادا للمنافسة، والتحضيرات جارية على قدم وساق، الوزارة وفّرت كل الإمكانيات وستكون هناك إعانة مالية بهدف مشاركة فعّالة وقوية، والجميع يعرف إن اللجنة الأولمبية مكلفة بتنظيم المشاركة ودعم التجضيرات وليست مسؤولة عن النتائج، لكن أظن أن الاتحاديات واعية بحجم المسؤولية لمشاركة الرياضيين بكل قوة وبكل ما أتيح من إمكانيا، ويجب أن تكون هناك إرادة من قبل الرياضيين، لأن الرياضي إذا غابت عنه الإرادة، لا يستطيع الحصول على أي شيء. * هل حدّدتم عدد الرياضيين الذين سيشاركون في هذا الأولمبياد؟ - إن التأهل في حد ذاته بالنسبة لرياضيينا يعتبر نتيجة، وفي البرنامج، المشاركة ستكون ب60 رياضيا والوفد كله سيضم 100 شخص بين مدربيين وغيرهم، لكن وكما تعلمون، فإن التأهل ليس سهلا حاليا، فالمنافسة أصبحت صعبة خصوصا في بعض الرياضات، ونحن نتمنى أن تكون المشاركة قوية وأن تؤهل الاتحاديات أكبر عدد ممكن من الرياضيين لأولمباد البرازيل. * أنشات هيئة جديدة على مستوى وزارة الشباب والرياضة خاصة باكتشاف المواهب الرياضية والتي وضع على رأسها النجم السابق، رابح ماجر، برأيك هل ستلعب دورا فعّالا في تطوير الرياضة الجزائرية؟ - ماجر شخصية بارزة، ونحن جد مسرورون بإنشاء هذه الهيئة، ونتمنى له النجاح ونحن في الخدمة للتنسيق معه، من أجل النهوض بالرياضة الجزائرية وتحقيق نتائج مرضية. * كنت قد صرحت سابقا أن الجزائر مستعدة لاستضافة كأس إفريقيا للأمم 2017 في حال تخلي ليبيا عن تنظيمها، هل من جديد؟ - لا ننسى أن ليبيا بلد شقيق وعزيز علينا، وكنت قد قلت أن الجزائر مستعدة للاستقبال، في حال تنازلت ليبيا عن التنظيم، لكن إلى غاية الآن، ليبيا متمسكة بالتنظيم. * في رأيك، ما هو دور الاستقرار الذي تشهده الجزائر في تطور الرياضة إلى الأحسن؟ - أول مجال تم الاستقرار فيه هو الرياضة، ويعود الفضل لبرنامج رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، الذي أولى اهتماما كبيرا للرياضة، ولا أحد يستطيع أن ينكر إنجازات هذا البرنامج، حيث تم تحقيق 3500 إنجاز في السنوات الاخيرة، وهذا شيء عظيم، وما نحن فخورون به الآن أن الجزائر لديها إمكانيات تسمح لها بتنظيم أي بطولة سواء إفريقيا وحتى عالميا في بعض الرياضات. وبالرغم من ذلك، هناك أمور يجب أن تنظّم أكثر فأكثر، خصوصا في كرة القدم والأولمبياد، وبفضل مشاركة كل الفاعلين وكذا البرنامج التكميلي، سنلتحق بالمستوى الراقي. * تلقيتم العديد من الإنتقادات بخصوص التكريمات خلال الاحتفال بالذكرى ال50 لتأسيس اللجنة الأولمبية،ما تعليقكم؟ - في بعض الأحيان، عندما يكون الإنسان مسؤولا لا يستطيع أن يكون محبوبا من كل الأطراف، بعض الإخوة والأخوات ظنوا أننا أخطأنا في حقهم، ممكن في بعض الأحيان أن نكون قد أخطأنا في حقهم، لكن التكريمات أشرفت عليها لجان مختصة والمقاييس المعمول بها من طرفها ليست مقاييس الشهرة وإنما مقاييس معروفة عالميا وتسبّق البطل الأولمبي ثم البطل العالمي، فالقاري، فالعربي وليس في ذلك نقاش. أما فيما يخص الصحافة، فممكن أن نكون قد أخطأنا في حق البعض، لكن أذكر أنه كانت هناك لجنة من الصحفيين هي التي اختارت لمن تمنح الجائزة وأنا ضميري مرتاح وأستطيع مواجهة أي شخص لأعطيه التوضيحات اللازمة. * ما هي مشكلة الملاكم أمين زاوي بالضبط؟ - لا توجد أي مشكلة، كل ما هنالك أن زاوي يعيش في فرنسا ويريد من اللجنة الأولمبية أن تمنحه معاشا وهو يتواجد هناك وهذا قانونيا غير مقبول، وبمجرد أنك بطل، لا يعني أن الدولة ستتكفل بك طول حياتك، ونحن قدّمنا له مساعدة فعّالة، كذلك اتحادية الملاكمة، وفيما يخص الميدالية التي يتكلم عنها، فأعتقد انه مخطىء، لأن الميدالية البرونزية ليس لديّ أي مصلحة فيها ولا أن أذوبها وأصنع بها حليا وأنا في حياتي لم أر هذه الميدالية ولا أعرف أي شيء عنها، ولم يأتن إلى مكتبي بتاتا، بالعكس، قمنا بنقله على حسابنا هو وعائلته الى الجزائر، بعد أن قال أن أولادي لا يعرفون بلدهم وحجزنا له 20 يوما في فندق الجزائر ووضعنا سيارة تحت تصرفه، وذهب بها إلى مسقط رأسه وترك لنا السيارة معطّلة وعاد إلى فرنسا، هذه هي الحكاية، وفي الذكرى الخمسين، طلب منا الحضور وأن نرسل له ثمن التذكرة، فجاوبناه بأن يحضر وسنعوض له، وبالفعل، عوضنا له وبعدها، ذهب يطلق تصريحات ضدنا من هنا وهناك، وأقول لك أننا هنا لخدمة الوطن وليس لخدمة الأشخاص، وأموال اللجنة الأولمبية مخصّصة للمواهب والتحضيرات الرياضية وليس للحالة الاجتماعية للأفراد، عندما يتطلب الأمر، نساعد الأفراد، لكن أموال اللجنة مخصّصة للرياضة، بالرغم من ذلك، نشكره لأنه أهدى ميدالية أولمبية للجزائر، ونحن فخورون به. * ما رأيك في مستوى الرياضة في الجزائر بشكل عام؟ - أعتقد أن الرياضة الجزائرية لايزال ينقصها عمل كبير، خصوصا في اختيار الطرق المناسبة، ونعلم أن هناك إمكانيات ضخمة على مستوى اللجنة الأولمبية، ويجب إيلاء الاهتمام بالمدربين وتكوينهم، وإعادة النظر في أجورهم، لتفادي هجرتهم ومغادرة بلدهم من أجل البحث عن أجر أكبر، وعلى النخبة الرياضية أن تفكر اليوم في العمل والتحلي بالإرادة وبالروح الوطنية، لرفع راية الجزائر عاليا، وهناك البعض من الرياضيين الذين لهم مستوى عالٍ وعليهم مواجهة التحديات العالمية المقبلة. * ما هي مكانة اللجنة الأولمبية على المستوى الدولي؟ - لدينا سمعة عالمية وحاليا أشغل منصب النائب الأول للجان الأولمبية الإفريقية، مكلف بالنزاعات والعلاقات مع الحكومات، وكذلك نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية على المستوى العالمي لجمعية اللجان الأولمبية العالمية، ولدينا عدة مهمات ونشاطات، ونحن نعمل بكل ما بوسعنا، لنقوم بالواجب ونمثّل الجزائر أحسن تمثيل، ونحن فخورون بكل جزائري يتواجد في مختلف الهيئات العالمية. * فازت الجزائر مؤخرا بالبطولة العالمية لذوي الاحتياجات الخاصة، كيف تقيّم هذا الإنجاز وغيره من الإنجازات؟ - هذه الإنجازات كان مسطّر لها من قبل برنامج رئيس الجمهورية وتأخذ بعين الإعتبار طلبات الجمهور الجزائري، لا ننسى أن 70 بالمئة من الجزائريين شباب ومثل هذه الإنجازات لها أهمية كبيرة، خصوصا أن الجزائر بلد كبير ويعتبر بلدا ناميا إن لم نقل متطورا، ولمن يشتكون، نقول لهم أنه لدينا من الإمكانات أكثر من بعض الدول المتطورة، ويجب أن نطوّر وننجز منشآت جديدة بالتسيير السليم والحكم الراشد، لكي نكون في المستوى، والظروف جد حسنة، تنقص إرادة الرياضيين وحسن التنظيم لبعض المرافق التي يشهد بعضها، في رأيي، نوعا من سوء التسيير ويجب استدراك النقائص بسرعة. * هل يعود الفضل في ذلك للإرادة السياسية لتطوير الرياضة؟ - بالفعل، إن هناك إرادة سياسية، خصوصا عندما نرى أن ميزانية الرياضة في السنوات السابقة كانت لا تتجاوز ال35 مليار سنتيم واليوم ارتفعت الميزانية تقريبا بعشر مرات، وكذلك نرى أن الرياضة بدأت تدخل في عالم السبونسوريغ ومختلف الشركات بدأت تركز اهتماماتها على الرياضة وهذا شيء إيجابي للرياضة الجزائرية. * هل هناك تراجع في حصد الميداليات خلال أولمبياد لندن؟ - أعتقد أن حصد ميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية ردّ الإعتبار للجزائر، خصوصا أنها في اختصاص ال1500 متر وهو ملك الاختصاصات وهذا إنجاز كبير جدا، خصوصا وسط المنافسة التي شهدتها، ونأمل من مخلوفي مواصلة المشوار ونحن متمسكون بتحضيره ونبني عليه آمالا كبيرة في الرهانات المقبلة. يوجد تراجع في بعض الرياضات.. وأكدنا على الاتحاديات لتطوير المستوى * هل ترشّح الخضر للمرور إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل؟ - التأهل في حد ذاته إنجاز عظيم، وتمثيل العرب في دورتين متتاليتين هو مفخرة لكل الجزائريين. وتأهلهم أو عدم تأهلهم ليس بالأمر المهم، كونهم يتواجدون مع 32 من أقوى منتخبات العالم، المهم أن نكون في المستوى في الميدان، المدرب والفريق يحضّران بشكل عادي، فالمهمة ليست سهلة ولما لا تكون المعجزة؟. * ما هو سر نجاح السيد بيراف في إدارة اللجنة؟ - العمل والعمل فقط وكذلك استقبال الجميع، أبوابنا مفتوحة في العمل وفي البيت، ونحن دائما في الخدمة و اللي يحب الناس يحبوه ، ونحن واعون بمسؤولياتنا وبالثقة التي وضعت فينا والهدوء عاد إلى الرياضة، ودائما هناك مشاكل بين البعض ونحل كل الخلافات بالحوار والهدوء. * كلمة أخيرة توجّهها للجمهور؟ - أطلب من الرياضيين والرياضيات والجمهور المشاركة بقوة في انتخابات 17 أفريل المقبل، للقيام بحقهم في المواطنة كرياضيين واختيار، بكل حرية، الإنسان الذي لديه كل الكفاءات اللازمة لتسيير البلاد في المرحلة القادمة.
