دخل نحو عشرين زوجا ينحدرون من عائلات معوزة القفص الذهبي، خلال زفاف جماعي أقيم في إطار طقوس تقليدية معروفة بالمنطقة بمدينة متليلي، الواقعة على بعد نحو 45 كلم جنوبغرداية. وشكّل هذا الحدث الاجتماعي، الذي نظّم بمبادرة من جمعية محلية بالسوارق، وهو تجمع سكني يقع بضواحي مدينة متليلي مول من قبل محسنين، مناسبة لترقية قيم التضامن والإنسجام الاجتماعي لسكان هذه المنطقة، كما أوضح أصحاب هذه المبادرة، وجرت مراسم هذا الزفاف الجماعي في أجواء بهيجة التي استقطبت ما يقرب من ألف مدعو أغلبهم من أقارب المتوجين والمحسنين. وبعد تناول وجبة العشاء، وهي المأدبة التقليدية التي تحضّر من طبق الكسكسي المرصع بلحم الجمل تقدم العرسان كما تقضي عادات المنطقة أمام جموع المدعوين بمعية الوزراء (مساعدون) وهم يحملون حقائب ملابسهم الجديدة. وتواصلت السهرة الاجتماعية باشراف المشائخ والأئمة على مراسم لبس العرسان تشكيلة من الملابس التقليدية المخصصة لمثل هذه الأفراح والتي تتمثل في طاقم يضم قندورة بيضاء اللون وعمامة بيضاء، ورافقت هذه المراسم أجواء من الفرحة تخللتها ترديد قصائد البردة للشيخ البوصيري وأناشيد دينية متنوعة. وكانت المناسبة فرصة للأئمة والمشائخ لإلقاء خطب وتقديم إرشادات للمتوجين والتي تصب في مجملها حول ضرورة مشاركة العرسان الجدد في الحياة الاجتماعية العامة ودورهم المنتظر في تعزيز المجتمع الإسلامي بصفة عامة قبل أن تختتم هذه المراسم الجماعية بتوزيع هدايا لهؤلاء الشباب. ويعد الزفاف الجماعي تقليدا اجتماعيا سائدا في ربوع قصور ولاية غرداية منذ سنوات طويلة على غرار سهل ميزاب ومتليلي والمنيعة حيث يفضل العرسان من ميسوري الحال تكريس قيم التضامن والتآزر من خلال إشراك ومساعدة الشباب من أبناء العائلات المعوزة على إكمال نصف دينهم وهي مبادرات هادفة تصب ضمن جهود مكافحة ظاهرة العزوبة في أوساط الشباب وتعزيز مظاهر الانسجام الاجتماعي.